2020.. جائحة النساء أم نقطة تنير طريق المستقبل؟

مزن حسن
مزن حسن

آخر تحديث: الأحد 13 ديسمبر 2020 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

فى خلال أيام ينتهى هذا العام القاسى الذى واجه فيه العالم جائحة عالمية أثرت على حياة كل شخص وعلى جميع المجتمعات.
استخدم الكثير منا على مستوى شخصى مختلف أنواع التفكير العقلانى أو الإيجابى أو محاولة التجاهل المقصود من أجل أن تمر أيام ثقيلة مخيفة تفتقد للأمل فى وجود غد دون خسائر أو فقد أشخاص أو مهارات أو عمل.
كانت النساء إحدى أكبر الفئات التى تأثرت سلبا بتلك الظروف، فهن منذ البداية يواجهن إشكاليات عديدة نتيجة التمييز ضدهن وممارسة العنف عليهن.
العديد من الدراسات العالمية صدرت لتضيء ما واجهته النساء فى عام الجائحة وتوقع تزايد الآثار متوسطة وطويلة المدى على النساء. فعلى سبيل المثال تقوم الحكومة المصرية بنشر بعض مؤشرات تتبع لتأثير الجائحة على النساء منشورة على مواقع حكومية.
وبعد تلك المقدمة المتشائمة.. يمكن رؤية أن إدراك العالم والمجتمع المصرى لمخاطر العنف ضد النساء والتمييز ضدهن قد يكون بادرة أمل داخل قلوبنا وعقولنا التى تحاول أن ترى مستقبلا ما!
تدفع النساء دائما أثمانا باهظة من حياتهن لكى يجعلن الآخرين يدركون ما يمررن به، كما حدث هذا العام من مواجهة العديد من النساء المصريات لما تعرضن له من عنف جنسى لتصبح تلك القضية على أجندة حوار المجتمع والعديد من مؤسسات الدولة. ولكن هل يمكن أن نتوقف عن كوننا وقودا لاستمرار غيرنا؟ هل يمكن أن يدرك مجتمعنا والدولة ما نمر به دون مزيد من الخسائر؟
لقد حان الوقت مع انتهاء هذا العام ووجود بوادر إيجابية للحصول على لقاح لفيروس كوفيدــ19، أن يبدأ مجتمعنا فى التعافى طويل المدى من وباءاته التى سلطت الجائحة الضوء عليه مثل العنف ضد النساء.
يمكن لمؤشرات الحكومة حول أوضاع النساء أن تستمر بشكل طويل المدى ويتم تحليلها واقتراح سياسات وإجراءات وقائية ومعالجة لها.
هل يمكن أن تصبح لقضايا النساء ميزانية تراعى معايير النوع لتنفيذ الإجراءات والسياسات؟ هل يمكن أن تكون هناك منظومة قانونية فاعلة وعادلة لمواجهة ما تتعرض له النساء بمنظومة من قاضيات مدربات على تلك المعايير؟
هل يمكن أن تعود الحرية للمجموعات النسائية الشابة فى مختلف ربوع مصر ليعملن آمنات مع النساء ويطلعوننا على ما تمر به النساء فى المجتمعات المحلية؟ هل يمكن أن نتجاوز آثار الجائحة بتضامن فعال مبنى على البناء وليس التشهير والتشكيك والهدم؟
هل يمكن أن تتعافى روحنا من كم الألم والفقد والقهر الذى تجسد جليا فى هذا العام. لنقولها لأنفسنا بصدق «أننا نجونا».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved