الملح وطعام أطفالنا

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 14 فبراير 2020 - 8:20 م بتوقيت القاهرة

هل ننتبه بالفعل لمحتوى طعام أطفالنا من الملح؟ ارتفاع ضغط الدم أو المرض الذى يلقب بالقاتل الأخرس الذى لا يُحدث جلبة تذكر معها قد تنبه الضحية قبل أن يهم بإحكام أصابعه القوية على عنقها مستهدفا حياتها قد يمكن الإيقاع به إذا ما تنبهنا إلى قدر الملح فيما نقدم لأطفالنا من طعام، يفضل الأطفال بلا شك ما يأكلونه فى صورة وجبات خفيفة بعيدا عن وجبات الطعام التقليدية التى يتناولونها مع أسرهم، المقرمشات رقائق البطاطس متعددة النكهات: الملح والليمون، الجبنة المتبلة، الجمبرى والبيتزا والكباب وما إليها من ألوان الوجبات سابقة التجهيز والمعبأة فى أكياس جذابة ملونة أو تباع مصحوبة بهدايا رخيصة تبدو جاذبة لانتباه الأطفال كوجبات البيرجر والبطاطس المعلبة.

أكثر من ألف ومائة صنف من تلك الأصناف المحببة للأطفال والتى يطلق عليها تسمية سناك: Snak استعرضتها باحثة وفريق يعمل معها فى أحد المؤتمرات المهمة هذا الأسبوع لجمعية أطباء القلب فى نيو اورلينز «Joyce maafouf». جاءت كل تلك الأصناف بلا استثناء زائدة فى محتوى الملح عن التوصيات المقررة للأطفال عادة. بين تلك الأصناف جاءت البيتزا وأصابع الجبن وخلطات تتبيل اللحوم والدجاج والخضراوات التى يستخدم فى إعدادها الميكرويف. المعروف أن القدر المسموح به للأطفال بين سنة وثلاثة سنوات يجب ألا يتجاوز ١ ــ ١٫٥ جرام يوميا إلا أن قدر الملح فى معظم تلك الأصناف كان يصل إلى ٦٥٠ مليجراما فى الحصة الواحدة من الطعام والذى يتناول الطفل منها من ٧ ــ ٨ حصص يوميا فى طعامه.

أرسلت الباحثة تحذيرا للآباء لمراجعة قدر الملح فى طعام أبنائهم والذى ترى أنه السبب الأول والمباشر فى معاناتهم من بدايات مبكرة لارتفاع ضغط الدم فى مراحل تالية للطفولة.

تعدد ذكر الملح فى أبحاث ذات المؤتمر بصورة أكثر شمولية فيذكر بحث ثان أن متوسط ما تناوله ثلاثة أرباع سكان العالم فى عام ٢٠١٧ يتعدى الأربعة جرامات فى اليوم «٤٫٠٠٠ ميلجرام» وهو فى العدد ضعف ما توصى به منظمة الصحة العالمية ٢٫٠٠٠ ميلجرام يوميا.

أما البحث الثالث فيذكر أن ٢٫٣ مليون إنسان قضوا نحبهم من العالم عام ٢٠١٠ متأثرين بأمراض القلب والشرايين.

التأكيد على خطورة الملح تتزايد وتؤكدها أبحاث لا تتوقف بينما فيما يعرف بحرب الملح تقاتل باستماتة المؤسسات والشركات العالمية المنتجة للملح للترويج له بل ومهاجمة الأبحاث التى تشير إلى دوره فى جلب ارتفاع الضغط للشرايين بأبحاث أخرى تتحدث عن عوامل أخرى بعيدة عن الملح تتسبب فى ارتفاع ضغط الدم، انها فى الواقع مسئولية تقع على عاتق الدولة التى تسن القوانين الملزمة ومدى تعاون شركات الطعام العملاقة التى تنتج مثل تلك الأصناف من الأغذية المصنعة، لكن المسئولية الأكبر بلا شك تقع على الإنسان الذى يجب أن يتبنى مبدأ الوقاية خير من العلاج فيبدأ بأطفاله إذا كان الوقت قد مضى به هو دون أن يدرى أهمية وخطورة الملح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved