راند بول.. رئيس أمريكى محتمل

محمد المنشاوي
محمد المنشاوي

آخر تحديث: الجمعة 14 مارس 2014 - 8:35 ص بتوقيت القاهرة

اعترض عضو واحد داخل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى فى منتصف ديسمبر الماضى على مشروع قانون لتخفيف القيود المفروضة على تقديم مساعدات عسكرية لمصر منذ إطاحة الجيش بالرئيس المنتخب محمد مرسى. إلا أن مشروع القرار الذى رفضه فقط السيناتور الجمهورى عن ولاية كنتاكى، راند بول، حظى بموافقة أعضاء اللجنة الباقين وعددهم 16 عضوا من الحزبين الجمهورى والديمقراطى.

وعلى العكس مما ذكره غالبية الأعضاء من أن مشروع القرار الذى أرسى لسابقة منح مساعدات عسكرية لبلد وقع فيه انقلاب عسكرى يحقق توازنا مناسبا بين مصالح واشنطن ومصالح القاهرة، إلا أن راند بول اعترض على مشروع القرار قائلا «إنه يضعف من إشراف سلطة الكونجرس الرقابية على المساعدات الأجنبية»، كما تساءل «هل ذلك إذعان لرغبة شركات التصنيع العسكرى التى تبيع منتجاتها لمصر؟».

وقبل ذلك وأثناء حكم محمد مرسى رفض راند بول أن تحصل مصر على طائرات إف 16 نظرا لما رآه من أن الرئيس مرسى «ينصت لتوجيهات زعيم روحى ينادى بموت إسرائيل وجميع أصدقائها» فى إشارة للشيخ القرضاوى، كما عبر راند بول كذلك عن شعوره «بخيبة أمل كبيرة، فبعد أن منحنا أكثر من 60 مليار دولار لمصر، خلال 30 عاماً، هاجم المتظاهرون سفارتنا فيها، وأنزلوا علمنا وأحرقوه»، فى إشارة منه لأحداث سفارة واشنطن بالقاهرة إثر نشر الفيلم المسىء للرسول فى سبتمبر 2012.

•••

منحت خسارة الجمهوريين للانتخابات الرئاسية للمرة الثانية على يد باراك أوباما بعد فوزه على ميت رومنى فى نهايات 2012 فرصة جيدة لكى يستخلصوا بعض العبر والدروس تمهيدا للانتخابات القادمة عام 2016، والمتوقع أن يمثل الديمقراطيون فيها السيدة هيلارى كلينتون. لذا تدرك قيادات الجمهوريين أن القيادات الشابة الواعدة هى السبيل لجذب المزيد من أصوات الشباب التى تذهب تلقائيا للديمقراطيين. من هنا ارتفعت أسهم السيناتور راند بول البالغ 51 عاما. ويمثل راند تيارا وسطيا بين الجمهوريين، فلا هو من الجناح التقليدى المحافظ الذى يدافع دوما وأولا عن حقوق الأثرياء، وأصحاب التعليم العالى، ولا هو ابن لتيار حزب الشاى المتشدد فى التوجهات الاجتماعية وشكل الأسرة. يمثل راند تيار «ليبراتاريان libertarian» الوسطى المعتدل فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية، إلا أنه يؤيد تقليص دور الحكومة المركزية فى حياة الأمريكيين.

يوم السبت الماضى فاز السيناتور راند بول فى تصويت رمزى لاختيار المرشح المفضل للحركة الأمريكية المحافظة فى الانتخابات الرئاسية فى 2016. حصل بول على 31% من أصوات المقترعين ممن شاركوا فى اقتراع المؤتمر الكبير للحركة المحافظة الأمريكية «سيباك». ورغم أنه من المبكر الحديث عن سباق الرئاسة الأمريكى القادم، إلا أن ما يبعدنا عن بدء المرسم الانتخابى، والذى سيبدأ فى شهر فبراير 2016 فى الانتخابات التمهيدية فى ولايتى آيوا ونيو هامشير، ليس بفترة طويلة بالنسبة للجمهوريين.

•••

رفع راند بول قضية ضد إدارة الرئيس أوباما بسبب تجسسها على المواطنين الأمريكيين عن طريق وكالة الأمن القومى الأمريكى والتى فضحها إدوارد سنودن منذ شهور. ولا يعادى بول وكالات الأمن القومى الأمريكى، هو فقط يريد ألا تنتهك الحقوق والحرمات المدنية المنصوص عليها فى الدستور. ويرى أن التجسس على المكالمات الهاتفية للمواطنين الأمريكيين لا يوجد ما يبرره خاصة مع تعارضه مع التعديل الرابع من الدستور الأمريكى. ويظهر عداء راند للدور المتعاظم للحكومة الفيدرالية فى حياة الأمريكيين واضحا فى نسق تصويته خلال العامين الماضيين. فقد رفض فى فبراير 2012 تمديد بعض مواد قانون الوطنية المقيد للحريات، والمعرف باسم Patriot Act. ودعا راند بلاده لاستعادة دورها الريادى ومكانتها فى المجتمع الدولى، والتى تآكلت بفعل مد واشنطن أيادى الصداقة إلى أعداء الأمة الأمريكية، وأحيانا على حساب أصدقاء وامريكا وحلفائها. وطالب راند بلاده بضرورة مقاومة مناورات بوتين فى أوكرانيا، وقال إن استجابة واشنطن لم تزد على كونها إجراءات دبلوماسية خجولة من أجل إجبار روسيا على القبول بالمفاوضات وإيجاد تسوية للأزمة الأوكرانية.

•••

درس راند طب العيون فى جامعة ديوك المرموقة بولاية كارولينا الشمالية، ومنذ تخرجه عام 1993 مارس العمل كطبيب عيون لمدة 17 عاما قبل أن يتفرغ للعمل العام فى المجال السياسى.

ومنذ إلقائه القسم ليبدأ عمله كسيناتور فى مجلس الشيوخ يوم 5 يناير 2011، لا يخفى السيناتور راند بول رغبته فى الترشح لرئاسة الولايات المتحدة عام 2016. وكان أول بروز لراند خلال الحملة الرئاسية لوالده (رون بول ــ عضو سابق بمجلس النواب) عام 2008، التى ألقى فيها خطبة نارية. ويؤمن راند بقيم المحافظين والجمهوريين الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. ويحافظ على عادة الذهاب لكنيسته الإنجيلية للصلاة كل يوم أحد. واقتصاديا يؤمن روبيو بشدة بضرورة خفض الضرائب، خاصة العقارية منها.

من حسن حظ راند أن العديد من أسماء المرشحين الجمهوريين البارزين لانتخابات عام 2016 يعانون من مشاكل هيكلية. ومن أبرز هؤلاء، حاكم ولاية نيو جيرسى كريس كريستى أثرت عليه عدة فضائح مؤخرا، وهناك أيضا السيناتور من ولاية تكساس تيد كروز، إلا أنه لا يتصرف كرئيس. وتصطدم طموحات راند بعدة عقبات يأتى على رأسها مهمة شاقة وصعبة للغاية. فزوجته كيلى لا ترغب فى هذا المنصب المرموق الذى تخشى أن يوثر على عائلتهم الصغيرة فى ظل وجود أموال كثيرة ومسئولية ضخمة، كما أنها تخشى من وقوعها فى دائرة الضوء وسطوة الاعلام.

أما أولاد راند الثلاثة وليام وروبرت ودانكان فيحلمون جميعا باللعب قريبا فى حديقة البيت الأبيض.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved