الشيخ والقسيس فى انتخاب الرئيس

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 14 مارس 2018 - 9:40 م بتوقيت القاهرة

• «نظمت حملة «كلنا معاك من أجل مصر» مؤتمرا حاشدا بمقر شركة السكر بأبوقرقاص لتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية بحضور الشيخ مظهر شاهين ونيافة الأنبا مكاريوس.. ومدير إدارة أوقاف أبوقرقاص والقس رافائيل لويز، والقس كارلى مكرم». (المصرى اليوم 7/ 3/ 2018).

• «مؤتمر حاشد نظمته حملة مواطن لدعم الرئيس بمدينة الدلنجات بحضور الدكتور بشارة عبدالملاك، عضو المجلس الملى بكنيسة البحيرة، والشيخ محمد شعلان، وكيل وزارة الأوقاف». (اليوم السابع 7/ 3/ 2018).

• «قال الشيخ محمد حسين أبوزيد، مدير إدارة أوقاف المنتزه، فى مؤتمر لتأييد الرئيس السيسى، أن الرئيس اتخذ قرارات صعبة فى مواقف حرجة، واستطاع تنفيذها لصالح إرضاء الله والمصلحة العامة فقط. وقال القس بافلى جاد، ممثل عن الكنيسة: الله وهب مصر منذ 4 آلاف عام شخصا اسمه يوسف أنقذ مصر اقتصاديا وقتها، وحاليا وهبنا الله الرئيس السيسى لحماية البلد العظيم». (اليوم السابع 28 /1 / 2018).

• «أكد راعى كنيسة جزيرة شارونة القس جوزمان، ترابط أهل قرى شرق النيل بمغاغة مسلمين وأقباطا، وتأييدهم للرئيس السيسى والحرص على المشاركة فى الانتخابات المقبلة» خلال المؤتمر الذى نظمته حملة «كلنا معاك من أجل مصر» بقرية شارونة بمركز مغاغة، لتأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى لفترة رئاسية ثانية. (المصرى اليوم 11 / 3 / 2018).

• «اكد الشيخ على طيفور وكيل وزارة الأوقاف فى سوهاج: نؤيد وندعم الرئيس فى كل ما يقوم به تجاه وطننا الحبيب.. وقال القمص روئيل صموئيل إن دعم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة أمر وواجب وطنى لرجل تحمل الصعاب من أجل حفظ هذا البلد من الدمار والتخريب». (البوابة نيوز 18 /2 / 2018).

هذه العينة البسيطة للغاية من أنباء فاعليات تأييد الرئيس عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة، تكشف عن كم هائل، ومعروف، من انتهاكات قانون الانتخابات ومواد الدستور بدءا من استغلال المنشآت العامة فى الترويج للمرشح الرئيس السيسى كما هو الحال فى تنظيم «مؤتمر حاشد فى مقر شركة السكر بأبو قرقاص» وصولا إلى الإقحام الفج للدين فى السياسة ممثلا فى حضور رجال الأوقاف والكنيسة فى أغلب المؤتمرات الانتخابية كل فى دائرة وجوده.

وإذا كانت كل المخالفات والانتهاكات التى ترتكب لصالح المرشح المؤكد نجاحه الرئيس عبدالفتاح السيسى كوم، فإن إقحام رجال الدين واستغلال الدين نفسه فى الترويج للمرشح الرئيس الذى لا يحتاج لأى ترويج فى ظل خوضه الانتخابات شبه وحيد، خطيئة كبرى. وإذا كان لرجال الدين المشاركة فى الفاعليات الانتخابية باعتبارهم مواطنين لهم حقوقهم، فليخلعوا زيهم الرسمى عند المشاركة فى المؤتمرات الانتخابية فلا نرى وكيل وزارة الأوقاف ولا إمام المسجد مرتديا «الجبة والقفطان» يخطب فى الناس دعما للرئيس، ولا نرى القس ولا الأسقف مرتديا زيه الكنسى ويتحدث عن «مباركة السماء للمرشح الرئيس».

فالنظام الحاكم ورجاله فى السياسة والإعلام لا يكفون عن الحديث عن ضرورة إبعاد الدين عن السياسة ومهاجمة جماعات الإسلام السياسى فى الماضى والحاضر والمستقبل لأنها تحاول استغلال المشاعر الدينية للشعب من أجل تحقيق مكاسب سياسية رخيصة. ولكن ما نراه هو أن النظام ورجاله لا يترددون فى استغلال الدين ورجاله فى تحركاتهم الانتخابية وغير الانتخابية لأن مبدأهم هو «استخدام الدين لدعم النظام حلال حلال، أما استخدامه فى المعارضة فحرام بالثلاثة».

وإذا كنا قد ارتضينا بهذه الانتخابات التى لا تمت ــ من وجهة نظر البعض ــ للانتخابات المتعارف عليها فى العالم بأى صلة، ورغم يقيننا بأننا أمام انتخابات سيئة الإخراج والتأليف، فلا يجب القبول بهذا الاستغلال الفج للدين ورجاله لأن سياسة الكيل بمكيالين عند التعامل مع موضوع الدين والسياسة لن تصب فى نهاية المطاف إلا فى صالح التيارات الدينية المتطرفة التى تستطيع فى هذه الحال الادعاء بأن السلطة تطوع الدين ورجاله لصالحها وليس لصالح الدين ولا لصالح أهل الدين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved