سعد لم يكن رئيسًا

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 14 أبريل 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● فى التاريخ هناك التزوير والادعاء، وهناك نفاق الحاضر، أى حاضر، وهناك الكذب الأبيض المتوسط، وهناك صياغات تخدم أهدافا ومصالح، وهناك حقائق تهزمها الشائعات أو الخيالات.. ومن أسف أنه فى بعض الأحيان يلتبس ويرتبك التاريخ لأن الرغبة البشرية المحمومة فى تصديق ما يحقق الهدف فى مرحلة تعلو على الرغبة فى إقرار الحقيقة.

 

●●  وفى حوارى مع الصحفى الفرنسى كريستوف لامارشيه ممثل جريدة ليكيب أثناء زيارته للقاهرة لكتابة تقرير مطول عن الألتراس سألنى عن دورهم فى ثورة يناير. وأجبت بأنه كان لهم دورهم فى الميدان مع جماعات الألتراس الأخرى، ومع الآلاف من الشباب.. ولأن الألتراس منظمون يتحركون ويهتفون ويدافعون ويهاجمون بإيقاع فقد جذبوا الأنظار.

 

●● وأضفت قائلا: إذا كانت ثورة يناير لها درجة من (100) فإن الألتراس لهم درجتان. وتتبقى 98% من الدرجات للشعب المصرى بجميع أجياله ورجاله ونسائه وشبابه وطبقاته.. وأوضحت ذلك لأنى وجدت فى صياغة السؤال الذى طرحه ما يوحى بأن نصف الثورة قام بها الألتراس.. مرة أخرى نحن أمام حالة تنتشر فيها الخيالات وتهزم الحقائق فى التاريخ والأمثلة لا تحصى.

 

●● عندما قال الكابتن صالح سليم: «الأهلى فوق الجميع» كان يعنى أن النادى فوق الأشخاص. أن الكيان العريق أهم من الأفراد. وهو طرح هذا الشعار مع مجموعته الانتخابية قبل انتخابات مجلس الإدارة.. ومع ذلك أخذ البعض من تلك الجملة ما يريدون لتوظيفها فى نقد النادى، وتوليف الشعار على أن الأهلى فوق محيطه وفوق الأندية، بما يغذى فكرة كراهيته. 

 

●● كنت قرأت محاضر مجلس إدارة الأهلى فى تفتيش دقيق عن تاريخه، كشفت حقيقة توارثتها أجيال بشأن رئاسة سعد زغلول باشا للنادى، وهو لم يكن أبدا رئيسا له، وإنما اختير لمنصب شرفى وهو رئيس الجمعية العمومية وذلك ما تقرر فى جلسة لمجلس الإدارة بتاريخ 18 يوليو 1907 التى عقدت فى السادسة مساء بمنزل راغب بك وتحت رئاسته، وقد جاء اختيار سعد زغلول رئيسا للجمعية العمومية بحكم منصبه كناظر للمعارف، وبعد جملة قرارات أخرى اتخذها المجلس.. ولم يكن سعد زغلول زعيما فى ذلك الوقت. ولكنه أصبح الزعيم بعد ثورة 1919. وهو عبر عن حبه للأهلى وقال إنه كان رئيسا له، وأمسكت أجيال الأهلى بزعامة سعد زغلول بأثر رجعى، فعندما تولى رئاسة الجمعية العمومية لمدة عام سنة 1907.. لم يكن زعيما. وكان محيى الدين بركات آخر ناظر معارف تولى رئاسة الجمعية العمومية للأهلى. نفس المنصب الذى تولاه سعد باشا.

 

●● لقد اختصرت وطنية الأهلى ودوره فى الحركة الوطنية والرياضية فى رئاسة سعد زغلول للنادى أو فى أنه فتح أبوابه للمصريين فقط، ولم يكن ذلك صحيحا أيضا. فقد كان الأجانب أعضاء بالأهلى منذ اليوم الأول. إلا أنه كان أول نادٍ مصرى يفتح أبواب عضويته للمصريين وللطلبة وللطبقة المتوسطة، فقد كانت جميع الأندية التى تأسست قبله مخصصة للأجانب أو لكبار الموظفين والباشوات، أو للموظفين الإنجليز.. وكان نسيج العضوية فى الأهلى هو دليل وطنية النادى فى ذلك الوقت. وكان صاحب فكرة تأسيسه عمر لطفى بك من أسباب صبغ الأهلى بالوطنية. وكان دور النادى فى تمصير الحركة الرياضية وريادته فى إدخال اللعبات من أسباب تلك الصبغة.. وليس سعد زغلول رئيس الجمعية العمومية بحكم منصبه كوزير للمعارف.  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved