التدخل الغربى يحول نيجيريا إلى أفغانستان أفريقية

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الأربعاء 14 مايو 2014 - 2:55 ص بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة ذا جاردين مقالا للكاتبة لينسى جيرمان يتحدث عن محنة البنات المخطوفات فى شمال نيجيريا على خلفية الفساد واللامساواة بسبب الحرب الاقتصادية التى شنها الغرب. ذكرت الكاتبة أنه يصعب تخيل أن يتم خطف أكثر من مائتى فتاة من مدرسة فى شمال نيجيريا، الخاضع لسيطرة مجموعة بوكوحرام الإرهابية، والتهديد فى شريط فيديو ببيعهن كرقيق على أيدى خاطفيهن. ومما يزيد الأمر صعوبة فى التصديق أن يتم خطف ثمانى فتيات خلال نفس الليلة من قبل مسلحين يشتبه فى أنهم بوكو حرام فى شمال شرق نيجيريا. وتؤلم هذه المأساة قلوب الجميع، وتثير شعورا بالاشمئزاز ليس فقط بسبب الخطر وفقدان الحرية نفسها، ولكن بسبب افتراض أن مصير الفتيات لا بد أن يكون الزواج القسرى والعبودية، وليس التعليم.

•••

وأشارت الكاتبة إلى الاحتجاجات التى وقعت بسبب عدم بذل الحكومة النيجيرية جهدا يذكر للعثور على الفتيات، ووجد المحتجون أنفسهم متهمين بالتسبب فى المتاعب، أو تم احتجازهم لفترة مؤقتة. وتعالت الدعوة إلى التدخل الغربى من أجل العثور على الفتيات، والمساعدة على «تحقيق استقرار» نيجيريا، فى أعقاب خطفهن. وطرحت الحكومة البريطانية «مساعدة عملية». غير أن التدخل الغربى فشل مرارا وتكرارا فى التعامل مع مشكلات بعينها، والأسوأ أنه أدى إلى المزيد من الوفيات، والتشريد والفظائع أكثر مما كان موجودا فى الأصل. وكثيرا ما طرحت مبررات تتعلق بحقوق المرأة، بزعم أن القوات العسكرية المستنيرة يمكنها خلق مجال تكون فيه المرأة آمنة من العنف وسوء المعاملة. ولكن ثبت أن العكس هو الصحيح. فقد كانت حقوق المرأة من المبررات الرئيسية لشن الحرب على أفغانستان، عام 2001، عندما دعمت شيرى بلير ولورا بوش الحرب التى شنها زوجاهما باعتبارها وسيلة لتحرير المرأة الأفغانية. واليوم، ومع ملايين المشردين وعشرات الآلاف من القتلى، لا تزال أفغانستان واحدة من أسوأ الدول على وجه الأرض بالنسبة للنساء، حيث مازال الزواج القسرى، وزواج الأطفال، والاغتصاب وغيرها من الأعمال الوحشية، تحدث على نطاق واسع.

وقد ترسخ بالفعل التدخل الغربى فى أفريقيا بقوة. وهو لا يحمل نفس ملامح التدخل فى أفغانستان أو العراق، لأن الحروب السابقة قد جعلت من إرسال القوات العسكرية أمرا صعبا فى الواقع. ولكن باراك أوباما وضع قواته العسكرية فى غرب أفريقيا من خلال قاعدة الطائرات بدون طيار فى النيجر، التى تقع على الحدود مع شمال نيجيريا. وتعمل الطائرات الأمريكية بلا طيار أيضا فى جيبوتى، وأثيوبيا وفى اليمن على ساحل البحر الأحمر. وفى السنوات الأخيرة، تورط الغرب فى حرب بالوكالة فى االصومال. وإذا كان الحركة الإسلامية تهدد النصالح الغربية فى مناطق متزايد من افريقيا، فقد لعب الحرب دورا كبيرا فى خلق هذه الحركة.

•••

أضافت الكاتبة أن هناك حربا أخرى تدور فى أفريقيا: الحرب الاقتصادية. حيث تشهد قارة غنية للغاية بمواردها الطبيعية، العديد من مواطنيها يعيشون فى ظروف بائسة. ففى نيجيريا تحت حكم الرئيس جوناثان، لم يشعر الفقراء بتأثير النمو الاقتصادى. كما أن الرعاية الصحية والتعليم بعيدان عن متناول الكثيرين. ويوجد الفساد على نطاق واسع، ولكن يتم الإنفاق على الأسلحة والجيوش لحماية الأثرياء والشركات الأجنبية، مثل شركة شل، التى ترغب فى الوصول إلى موارد البلاد، خاصة البترول. ولا ينفصل هذا الفساد وعدم المساواة عن دور الغرب، وهو جزء لا يتجزأ من نظام على استعداد لخوض الحرب بسبب الموارد مثل البترول والغاز، ولكنه لن يخوض الحرب على الفقر أو لتوفير التعليم للجميع.

•••

وفى نهاية المقال أشارت جيرمان إلى أن هذه الخلفية هى التى توضح محنة الفتيات المختطفة، الرهيبة فى نيجيريا. ولن يتم تحسين هذه الخلفية من خلال المزيد من الأسلحة والجيوش الغربية برا أو جوا..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved