إعادة النظر فى العلاقات الإسرائيلية التركية

مواقع يهودية
مواقع يهودية

آخر تحديث: الإثنين 14 يونيو 2021 - 7:25 م بتوقيت القاهرة

نشر مركز بيجن ــ السادات للدراسات الاستراتيجية مقالا للكاتب إيفرات أفيف فى ذكرى اختطاف واغتيال القنصل الإسرائيلى إفرايم إلروم فى إسطنبول عام 1971 يحلل فيها شكل العلاقات الحالى بين إسرائيل وتركيا والذى يرى أنها تغيب عنها الثقة مع استحالة تحسن العلاقات بينهما فى المستقبل، وهو ما على إسرائيل أخذه فى الحسبان عند وضع خططها الاستراتيجية فى المستقبل... نعرض منه ما يلى:

تمر هذا العام الذكرى الخمسون على اغتيال إفرايم إلروم، القنصل الإسرائيلى العام فى إسطنبول، الذى اختطفته منظمة تركية يسارية راديكالية وقتلته بعد ثلاثة أيام من أسره. أثارت هذه القضية فى ذلك الوقت تساؤلات حول علاقة إسرائيل بتركيا. وانتقد بعض أعضاء السلك الدبلوماسى الإسرائيلى تصرف تركيا حيال عملية الاغتيال التى اعتبرتها قضية فى سلسلة اعتداءات إرهابية.
كان هذا خلال الحرب الباردة. واجهت العلاقات الإسرائيلية التركية الكثير من التقلبات منذ قيام دولة إسرائيل، ولكن قضية إلروم، مثلها مثل قضايا أخرى حدثت خلال عقود، ألقت الضوء على حقيقة أن العلاقات بين الدولتين لم تبن على الثقة والصداقة الحقيقة.
يمكن القول أن الاستثناء الوحيد كان فى التسعينيات عندما شهدت الدولتان تعاونا أمنيا عمق من علاقاتهما الثنائية. وقعت إسرائيل اتفاقيات لتحديث الدبابات التركية وباعت طائرات هيرون لأنقرة. ولكن، حتى مع هذا القدر من التعاون، لم يكن من الممكن وصف الشعبين التركى والإسرائيلى بشعوب صديقة.
التبادل السياحى بين البلدين ــ والذى يعنى زيارة يهود إسرائيل إلى تركيا بما أنه نادرا ما يزور الأتراك إسرائيل ــ بدأ فى الازدهار فى التسعينيات ووصل إلى ذروته فى بداية القرن الحالى. إلا أن العلاقات بين البلدين تدهورت بشدة عام 2008، بعد فشل محاولات أردوغان الوساطة بين إسرائيل وسوريا وبدأت إسرائيل عملية الرصاص المصبوب على غزة. ومرت أحداث زادت من الأمر سوءا مثل خطاب أردوغان فى دافوس عام 2009 وأحداث سفينة مرمرة وأزمة الكرسى المنخفض فى يناير 2010 الذى تعمد فيه نائب وزير الخارجية الإسرائيلى دانى أياليون فى لقائه مع السفير التركى لدى تل أبيب أحمد تشليكول إجلاسه على كرسى منخفض لإذلاله حتى يظهر أمام الصحافة الإسرائيلية فى مرتبة أدنى. تدهورت العلاقات أكثر بعد عملية الجرف الصامد على غزة فى عام 2014، وفى ذلك الوقت لم يزر أى سائح إسرائيلى تقريبا تركيا. استمرت العلاقة فى التفكك، ووصلت إلى الحضيض فى عام 2021 مع عملية حارس الأسوار الإسرائيلية.
بالتوازى مع تدهور العلاقات التركية الإسرائيلية، أنشأت تركيا ما يسمى بـ«سياحة الأقصى»، حيث ترعى أنقرة جهود الأتراك لزيارة المسجد الأقصى كسائحين. لا ترغب تركيا فى ترسيخ نفسها كمدافع عن الفلسطينيين فحسب، بل ترغب أيضا فى طرد واستبدال الهيمنة الأردنية على الأماكن المقدسة الإسلامية داخل إسرائيل. فى ضوء هذه الأهداف، لا مصلحة لتركيا فى تحسين علاقاتها مع إسرائيل، على الرغم من الخطوات الإيجابية لأنقرة فى ديسمبر 2020.
تعد تركيا واحدة من الدول ذات الأغلبية المسلمة القليلة التى تمتلك قوة إقليمية مهمة ورغبة فى التعامل مع إسرائيل على أى مستوى. تركيا مهمة أيضا للتجارة الإسرائيلية؛ بدءا من الطيران المدنى وصولا إلى تقنية زراعة الشعر. تشكل تركيا وأذربيجان وإسرائيل مثلثا استراتيجيا، كما يتضح من النزاع الأخير حول إقليم كاراباخ. هناك العديد من الأسباب التى تعطى أهمية لوجود علاقات جيدة لإسرائيل مع تركيا.
هل وجود علاقات إسرائيلية تركية ممكن؟ انطلاقا من رد تركيا على عملية حارس الأسوار، يجب ألا تتوقع إسرائيل أى تغيير فى استراتيجية أنقرة المؤيدة للفلسطينيين، حتى فى حقبة ما بعد أردوغان. خلال عملية حارس الأسوار، تجمع أعضاء حزب الشعب الجمهورى أمام السفارة الإسرائيلية رافعين لافتات كتب عليها «تسقط الصهيونية الإسرائيلية.. يعيش الشعب الفلسطينى».
يمكن التوصل إلى استنتاجين من التضامن التركى مع الشعب الفلسطينى خلال العملية العسكرية حارس الأسوار؛ أولا، تنامى المشاعر المعادية لإسرائيل فى تركيا، والتى أشعلتها الحكومة التركية. ثانيا، وصلت التعبيرات المعادية لإسرائيل إلى حد إنكار حق إسرائيل فى الوجود... ما الذى يجب أن تتوقعه إسرائيل إذن بعد ذلك؟
ليس هناك شك بالطبع فى أن الحكومة التركية تشجع معاداة إسرائيل فى تركيا، ولكن قد يكون الأوان قد فات على إسرائيل لوقف العداء المنتشر ضدها بين معظم شرائح المجتمع التركى. من غير المرجح أن ينحسر العداء حتى فى فترة ما بعد أردوغان. لا تملك إسرائيل خيار سوى أخذ هذه الحقائق فى الاعتبار عند وضع استراتيجياتها المستقبلية.

إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved