السادة المحترمون.. أين نصيبكم من اسمكم؟

ريم سعد
ريم سعد

آخر تحديث: الأحد 14 يوليه 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

«بصوا يا جماعة.. إخواننا السوريين اللى جايين هنا عشان يرجعوا مرسى تانى أو عشان ينصروا الإخوان.. طيب انتوا شايفين نفسكوا ان انتو من الأشاوس يعنى إذا كان فى بعض من الجالية السورية فى مصر إنها جاية هنا عشان تنصر الإخوان وتنصر محمد مرسى أمال خدت ديلك فى سنانك وهربت من سوريا ليه؟ يعنى لو انت دكر ترجع بلدك وتحل مشكلتك هناك ملكش دعوة بهنا خالص. هتحاول تحت أى ظرف من الظروف إنك انت تحاول أن تحتال أو تشارك فى حاجة تتعلق بالداخل المصرى متزعلوش مننا هتاكل كل قفا وقفا لحد ما قفاك يورم، فعلا مش هزار. دكر: تاخد بعضك وترجع على سوريا لكن جاى لامؤاخذة زى النتاية هربان وديلك فى سنانك وجاى هنا تعمل لى راجل لأ. أظبط. مش هنا خالص. يبقى انت متعرفش المصريين.. هتتدخل فى مصر هتاكل تلاتين جزمة وفى وسط الشارع ومش بالقانون ولا حاجة. المصريين هيعملوا معاك أحلى واجب. هيلبسوك الطرحة بتاعة مرشدك اللى انت جاى تدافع عنه».

 

هذا ما قاله حرفيا السيد يوسف الحسينى فى برنامجه السادة المحترمون على قناة اون تى فى بتاريخ 10 يوليو 2013 وقد نجح فى أقل من دقيقة ونصف الدقيقة فى تكثيف باقة الافكار الرديئة والمخزية كلها تقريبا بدءا من خطاب كراهية مشين تجاه اللاجئين السوريين مرورا بنعرة شوفينية فاضحة وليس انتهاء بتشبيهات الدكر والنتاية وتلبيس الطرحة والتى لا أعرف كيف أُوَصِفها دون الخروج عن حدود اللياقة.

 

●●●

 

 شخصيا لا أستسيغ يوسف الحسينى ولا يعجبنى أسلوبه فى الكلام وإدارة الحوار والطريقة المصطنعة المتعالية فى نشر رسالة مفترض أنها تنصر الاتجاه الديمقراطى وتنشر قيم الحرية. عادة ما التزم بالطريقة المعقولة التى ارتضاها الكثيرون فى التعامل مع المادة الاعلامية التى تزعجنا أو لا تعجبنا وهى ببساطة تغيير القناة فالدنيا واسعة. لكن الموضوع هنا لا يحتمل السكوت لما فيه من تخوين وتحريض على العنف على أساس الهوية خارج أى التزام قانونى، كما أجدنى مدفوعة أيضا بحرصى على قناة اون تى فى التى تمتعت بثقة ومصداقية بفضل مجموعة محترمة من العاملين فيها قاموا بأدوار مهمة فى نصرة ثورة يناير بمراحلها من خلال ادائهم المتزن وانحيازهم للحق دون التفريط فى المعايير المهنية ولا الحيد عن مبادئ أخلاقية التزموا بها فاكسبتهم احتراما حقيقيا انسحب على سمعة القناة وأكسبها ثقة واحتراما.

 

ما قاله يوسف الحسينى يستوجب الاعتذار للمشاهدين الذين وضعوا ثقتهم فى القناة وللمصريين الذين نزلوا إلى الشوارع طلبا لشروط أرقى فى الحياة والتعامل بين الناس، فحديث السيد الحسينى لا يختلف عما رفضناه من فرز وتكفير وتجارة بالدين، ولكن الأهم من ذلك هو ضرورة الاعتذار لأشقائنا السوريين. كان من الاولى بقناة تُعرِف نفسها على أنها تدعم الافكار الليبرالية أن تكون فى مقدمة الداعمين لهم ليس فقط لأن الموقف تجاه اللاجئين عموما يقاس عليه المعدن الأخلاقى للسياسيين والشعوب وإنما فيما يخص اخواتنا السوريين بالأخص فما حدث هو عار كامل. علينا أن نحمدالله ان أعطانا فرصة أن نقدم لهم ولو القليل من الدعم عن طريق حسن استقبالهم وهو أضعف الإيمان وليس التنغيص عليهم فى ازمتهم، كما أدعو الحكومة الجديدة أن تقوم فورا بإلغاء كل القيود التى فرضت أخيرا على حركة وحرية أشقائنا السوريين والفلسطينيين. إن كان هناك من السوريين فى مصر من شارك فى الاشتباكات الأخيرة إلى جانب الإخوان فهناك أيضا مصريون مشاركون فى الاشتباكات فى سوريا. لا نعرف من قتل من فى وسط كل تلك المآسى الدائرة ولكن ما يجب أن نعرفه أن جوهر العنصرية بل والبربرية أن تأخذ الكل بجريرة فرد أو أفراد وجوهر الفتنة هو شيطنة كل الملل الأخرى ويستوى فى ذلك غلاة المتاجرين بالدين مع غلاة الشوفينيين، أما جوهر الحرية والأخلاقية فهو عكس ذلك بالضبط.

 

 

 

باحثة مصرية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved