ميسى بين الصورة والأسطورة

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 14 أغسطس 2021 - 8:45 م بتوقيت القاهرة

ين دموع الوداع لنادى «برشلونة» وأفراح الاستقبال فى نادى العاصمة الفرنسية «سان چيرمان» دارت ماكينة صناعة «البطل الأسطورة» والتى هى صناعة كبيرة فى الغرب، واستقبال النجم الأرجنتينى ليونيل ميسى خير دليل على هذه الصناعة فقد استقبل فى باريس استقبال الفاتحين بدءًا من صعوده إلى الطائرة الخاصة التى أقلّته مع أسرته ومجموعته إلى باريس ثم الركب الذى لا يحظى به حتى رؤساء الجمهوريات، فالحشد الشعبى على جنبات الطريق ومرافقة الكاميرات له فى المركز الطبى للاطمئنان على صحته وبيع التيشرت رقم 30 رقم ميسى فى فريق سان چيرمان بـ 150 يورو (1600 جنيه مصرى) فى المحلات الرياضية بطوابير طويلة للمعجبين كذلك الإعلان عن المرتب السنوى الذى يبلغ رقما فلكيا والإعلان أخيرا عن الراعى القطرى لميسى، كل ذلك وغيره ليست صدفة بل صناعة بملء معنى الكلمة وهى صناعة الأبطال أو بالأحرى صناعة «البطل الأسطورة».
ولد ميسى فى ٢٤ يونيو سنة 19٨٧ (43 سنة) جنوب مدينة روساريو، فى مقاطعة «سانتا فى» بالأرجنتين، لوالدين هما خورخى هوراسيو ميسى (مواليد ١٩٥٨)، عامل فى أحد المصانع، وسيليا ماريا كوتشيتينى، عاملة نظافة وتنحدر عائلة والده من أصول إيطالية، وبالتحديد إلى مدينة أنكونا، التى هاجر منها جده، بدأ ميسى لعب كرة القدم لنادى محلى يدربه والده. وفى عام 1995، انتقل ميسى إلى نيولز أولد بويز فى مدينة روساريو، مسقط رأسه واكتُشف فى سن الحادى عشر أنه يعانى من نقص هرمونات النمو، وأظهر نادى ريفر بليت رغبته فى ضم ميسى، لكن إدارته افتقرت إلى المال الكافى لدفع تكاليف علاج حالته، البالغة 900 دولار شهريا فى ذلك الوقت. لفت ميسى انتباه كارلوس ريكساش المدير الرياضى لنادى برشلونة، الذى سمع بموهبته عبر أقارب ميسى فى لاردة، كتلونيا، فحصلت عائلة ميسى على فرصة لتعرضه على نادى برشلونة، فانتقل مع والده إلى إسبانيا، حيث عرض موهبته على إدارة النادى، فأذهلهم إلى درجة أنهم عرضوا على عائلة ميسى الانتقال إلى إسبانيا مقابل التكفل بمصاريف علاجه، بناءً على هذا انتقلت العائلة إلى أوروبا وبدأ ميسى يلعب فى فرق الشباب بالنادى.
ظهر ميسى لأول مرة مع منتخب الأرجنتين تحت٢۰ سنة فى شهر يونيو عام 2004، فى مباراة ضد البارجواى. ثم كانت أول مباراة دولية كاملة فى 17 أغسطس سنة 2005 ضد منتخب المجر.
فى ۲۸ مارس سنة ٢٠٠9، فى التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم ضد فنزویلا، ارتدی میسی القميص رقم 10 لأول مرة مع الأرجنتين، وكانت هذه المباراة الرسمية الأولى للاعب الشهير مارادونا كمدرب للأرجنتين، فازت فيه الأرجنتين بنتيجة 4ــ صفر فى المباراة وبافتتاح ميسى التسديد وتتابعت الأهداف والانتصارات إلى يومنا هذا.
لا ننكر أن ليونيل ميسى جاهد جهادا كبيرا ليصل إلى ما هو عليه من حيث التدريب البدنى واللياقة الصحية والالتزام العائلى فهو يستحق لما وصل إليه من مرتبة عظيمة فى صفوف لاعبى الكرة العالميين. فقد أكد أنه متحمس لبدء فصل جديد من مسيرته الكروية مع فريق «باريس سان چيرمان» الذى وصفه بأنه النادى الذى يلبى طموحاته الكروية إذ يضم لاعبين ومدربين على أعلى مستوى، لذلك سيعمل على تقديم عروض مميزة للنادى والمشجعين ومحبى كرة القدم.
يتساءل المرء عن هذه الأضواء البراقة التى تصنع «البطل» هل هى حقيقية أم كاذبة أم تجمل الصورة لغرض كسب الملايين من الإعلانات من جهة وإدخال المشاهدين والمشجعين فى حالة الانتعاشة من جهة أخرى؟
لذا على المشاهد والمشجع واللاعب التمييز بين «الصورة» والذهاب إلى ما هو
«أبعد من الصورة» أو ما وراء الصورة أى البحث الدائم عن الحقيقة وإعطاء كل واحد حقه فى التشجيع والتذكر أن صانعى «الأبطال» هم ذاتهم «محطمو الأبطال» عند أفول نجمهم أو إصابتهم أو مرضهم أو عجزهم أو تقدمهم فى السن فيتواروا عمدا عن أى مشهد أو لقطة وهذا أسلوب غير إنسانى لأن صناع الأبطال يبحثون دائما عن أبطال جدد والربح الذى سيجنونه من ورائهم لأن للأسف المصالح المالية والاقتصادية هى سيد الموقف وليس أى شىء آخر، فهل لهذا السبب عقده مع الفريق الفرنسى سنتين فقط؟ تساؤل.......
الأب رفيق جريش

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved