شهادة رجل (مُندَس)

فهمي هويدي
فهمي هويدي

آخر تحديث: الأحد 14 نوفمبر 2010 - 9:54 ص بتوقيت القاهرة

 تعليقا على ما كتبته بشأن ما جرى من أحداث مؤسفة داخل حرم جامعة عين شمس يوم 4 نوفمر، وما استتبعه من بيان فضائحى صدر عن إدارة الجامعة، وحيث إنى كنت ضمن وفد الأساتذة (من كليات الهندسة والطب والعلوم والآداب وغيرهم) الذين ذهبوا إلى الجامعة لتوعية الطلبة بالحكم التاريخى الخاص بـ«الحرس الجامعى»، أود أن أضيف ما يلى:

● أولا: نشرت مؤسسة حرية الفكر والتعبير أخيرا تقريرا حددت فيه المعايير التى على أساسها يمكن اختيار أسوأ جامعة مصرية. والمؤسسة منظمة حقوقية معنية بالذود عن الحريات الأكاديمية والدفاع عن طلاب مصر. أما المعايير فهى كالتالى: أكثر جامعة تعرض طلابها للعنف البدنى من قبل مسئولى الأمن ــ للفصل التعسفى أو الحرمان من دخول امتحان ــ للتحقيق أو مجالس تأديب ــ للاعتقال والتحقيق فى النيابة ــ للاحتجاز فى مكاتب أمن الجامعة.

بناء على ما تقدم من معايير، رأت المؤسسة أنه منذ بداية العام الجامعى الحالى وحتى نهاية أكتوبر الماضى، فإن أسوأ جامعة مصرية هى جامعة عين شمس. وكان هذا الاختيار أحد الأسباب التى دعت مجموعة 9 مارس إلى تحديد هذه الجامعة للقيام بجولة داخلها، على أساس أن طلابها هم الأشد احتياجا إلى التوعية بحقوقهم فى مواجهة الوجود غير الشرعى لقوات وزارة الداخلية.

● ثانيا: عندما دخلت حرم الجامعة الخميس الماضى بسيارتى التى تحمل شارة جامعة القاهرة، فتح «الحرس الجامعى» باب الجامعة لى، ولم يجرؤ أحد على أن يسألنى عما إذا كنت قد استأذنت من أحد من أجل الدخول أم لا. ومع ذلك سمعنا عميد كلية حقوق جامعة عين شمس على إحدى الفضائيات يصف دخولنا الحرم بأنه «اقتحام بدون استئذان»، فضلا عن وصف بيان الجامعة لنا بأننا «قلة مندسة»، وهو ما يعنى من aمن قيادات جامعة عين شمس، ومن ناحية Ωåما يبعث على الأسف هو موقف وزير التعليم العالى، وهو زميل لى ليس فى نفس الكلية وحسب، وإنما فى نفس القسم أيضا. فقد حمَّلنا د. هانى هلال مسئولية ما جرى داخل حرم عين شمس، واتهمنا باستفزاز الطلاب توزيع منشورات (ما فعلناه هو إشهار لحكم قضائى)، ولم يقل كلمة بخصوص وجود بلطجية يحملون الأسلحة البيضاء والسلاسل والجنازير داخل الحرم. طوال السنوات الماضية، ولأجل اعتبارات الزمالة فإننى ظللت أتجنب التعليق على مشاكل د. هلال مع أساتذة الجامعة. أما أن يصل به الأمر إلى درجة أن يبرر أعمال البلطجة داخل الحرم الجامعى الأمر الذى يمثل أكبر إهانة لمقامه وقيمه، ويتماهى بالكامل مع بيان الجامعة الفضائحى، فهو ما لا يصح السكوت عليه، خاصة أننا بصدد واقعة كنت أنا ــ وليس د. هلال ــ شاهدا عليها. وعليه، يكفينى فى هذا الصدد أن أذكر سيادته بالآية الكريمة (ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين).

● رابعا: نتمنى عندما نقوم بجولة أخرى فى جامعة عين شمس أن تنزل قيادات الجامعة وتتحاوز معنا أمام الطلبة بأسلوب متحضر بدلا من الاختباء داخل مكاتبهم والسماح للبلطجية بالتعامل معنا.

صلاح عز ــ أستاذ بهندسة القاهرة.

تلقيت هذه الرسالة ضمن تعليقات عديدة جاءتنى عقب نشر عمود يوم الخميس الماضى 11/11، تحت عنوان «لسنا بهذا الغباء»، ووجدت بأنها جديرة بأن توضع بين يدى لجنة التحقيق التى قيل إنها شكلت لبحث الموضوع، باعتبارها شهادة لأحد عناصر «القلة المندسة»، تصلح لمساءلة رئيس الجامعة وتحرى الأسباب التى حولت الزيارة إلى فضيحة لطخت وجه الجامعة وحطَّت من قدر قياداتها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved