ابنة بينظير بوتو.. وجه جديد يتألق على الساحة السياسية الباكستانية

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الإثنين 14 ديسمبر 2020 - 9:15 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب ماهيندرا فيد، تحدث فيه عن آصيفة بوتو زردارى، ابنة بينظير بوتو، وكيف نالت إعجاب الشعب الباكستانى، وحتى من يختلف معها سياسيا، أثناء حضورها مسيرة حاشدة كنائب لأخيها الذى أصيب بكوفيدــ19... نعرض منه ما يلى.
يلاحظ المتخصصون فى شئون جنوب آسيا أن هذه المنطقة غنية بمجموعة من النساء السياسيات ــ من سيريمافو باندارانايكا وشاندريكا كوماراتونجا فى سريلانكا، إلى أنديرا غاندى فى الهند، والشيخة حسينة وخالدة ضياء فى بنغلاديش، أضف إليهن أونغ سان سو كى فى ميانمارــ لكن الظهور السياسى الأول لآصيفة بوتو زاردارى فى باكستان، ابنة بينظير بوتو، حظى باهتمام واضح.
كان اغتيال هؤلاء القائدات (باندارانايكا، وغاندى، وبينظير) أو مقتل أفراد من أسرتهن المقربين (شاندريكا، وحسينة، وخالدة، وسو كى) يؤكد المخاطر التى ينطوى عليها انضمام النساء إلى الحياة العامة أو دفعهن إليها بقوة الظروف.
أول ظهور سياسى
يبدو أن الظروف قد تآمرت لجر آصيفة للحياة العامة وسط تفشى فيروس كورونا. تمثلت هذه الظروف فى إصابة شقيقها بيلاوال بوتو زردارى، رئيس حزب الشعب الباكستانى، بفيروس كورونا. ودخل، بعد تأكد إيجابية إصابته، الحجر الصحى.
على إثر إصابته بكورونا، أناب بيلاوال أخته آصيفة لحضور مسيرة حاشدة فى مولتان (مدينة باكستانية)، فكانت خطوة جريئة منه. لاشك أن هذا الحشد يذكرنا بمثيله الذى اغتيلت فيه والدة آصيفة ــ بينظير ــ فى ديسمبر 2007. كانت هذه المسيرة مهمة بالنسبة لحزب الشعب الباكستانى وبيلاوال. تم فيها التحالف مع الحركة الديموقراطية الباكستانية المكونة من 11 حزبا، وهى حركة معارضة.
تم تلخيص الأجواء والمغزى السياسى للمسيرة فى كتاب أشعار رحمن (ممر إلى مولتان، الفجر، 4 ديسمبر 2020). وهو يصف تجمع مولتان بأنه «الأكثر أهمية» من بين خمسة تجمعات أخرى تم عقدها حتى الآن.
أوجه التشابه مع الهند
لدى الهند العديد من الأشقاء فى العائلات السياسية. من بينهم راهول وبريانكا غاندى من الكونجرس وهما الأبرز وما زالا موضع تكهنات مستمرة. نقطة أخرى للمقارنة هى تشابه بريانكا مع جدتها إنديرا، وتشابه آصيفة مع والدتها بينظير.
من الجدير بالذكر أنه فى تجمع ملتان، أشارت آصيفة إلى والدتها بينظير وإلى بيلاوال قائلة: «أنا بينكم اليوم فى وقت يعانى فيه أخى، وأخيكم، الرئيس بيلاوال بوتو زردارى من فيروس كورونا. آمل أنه مثلما دعمتم أم الديمقراطية وابنة الشرق (فى إشارة لأمها)، ستدعمون الرئيس بيلاوال بوتو زردارى فى الحركة الديموقراطية الباكستانية. وأعدكم بأننى سأدعم الرئيس بيلاوال وسأدعمكم أنتم أيضا فى كل خطوة».
قد يكون السطر الأخير تعبيرًا عن التضامن مع أخيها ومساندتها له لإخماد أى تكهنات بمنافستها بيلاوال. وبغض النظر عمن كتب الخطاب، ربما كان يدور فى ذهنه السياسية الجديدة الأخرى، مريم نواز شريف، والتى شاركت فى المسيرة، وهى ابنة رئيس الوزراء ونائب رئيس الرابطة الإسلامية الباكستانية (فى الشمال)، نواز شريف، الذى تم الإطاحة به ثلاث مرات.
يُنظر غالبًا إلى مريم على أنها تتنافس مع ابن عمها حمزة شهباز، نجل شهباز شريف، شقيق نواز الأصغر، ورئيس الحكومة السابق لبنجاب (ولاية فى الهند). ولمواجهة ذلك، حرصت مريم فى خطاباتها ومقابلاتها دائمًا على الإشارة إلى ابن عمها باسم «بهاى» (الأخ).
المقارنات والمنافسة بين آصيفة ومثيلاتها
يمكن أن تواجه آصيفة، ولدت وتلقت تعليمها فى بريطانيا، مقارنات ومنافسة مع نساء عائلة زردارى الأخريات. من أمثال، فريال تالبور، أخت والد آصف زردارى، التى أثرت على قرارات الحزب عندما كان بيلاوال طالبًا صغيرًا. وفاطمة بوتو، ابنة عم بينظير، وهى كاتبة مبجلة كانت تنتقد بينظير وتلقى باللوم عليها فى وفاة والدها مرتضى.
فى المسيرة، كان حضور المرأة قويا ومهيأ بشكل متعمد. حيث تحدثت آصيفة نيابة عن عائلتها والنساء فى الحزب اللواتى قالت إنهن «سيخرجن إلى الشوارع» للعمل من أجل الديمقراطية.
كانت ابنة بينظير بوتو التى لديها بالفعل روح أمها تظهر «لأول مرة» فى المشهد السياسى الباكستانى فى ملتان. كانت هذه مناسبة فى حد ذاتها، مناسبة لتذكر الذكريات والحنين إلى الماضى، ومناسبة للمقارنة والتوفيق والتمييز بين آصيفة وبين الآخرين.
ومن المثير للاهتمام، أن مريم، 47 سنة، وآصيفة، أصغرهما بعقدين، كانا يرتديان ملابس زرقاء أنيقة بها منقوشات تسمى «ملتانى كاشى جارى»، ورأسيهما مغطاتان بدقة. كلتاهما استجابت بحماسة إلى هتافات الجمهور العريض. وعلى الرغم من أن مريم تعتبر من السياسيات المحنكات إلا أنها بدت وكأنها تفسح المجال لآصيفة، الوجه الجديد والمبتدأة والتى أحدثت ضجة فى الساحة العامة وعلى وسائل التواصل الاجتماعى التى أعقبت مسيرة مولتان هذه.
كان الحديث على وسائل التواصل الاجتماعى حول خطاب آصيفة رائعا، لدرجة أن زعيم حركة إنصاف الباكستانية الحاكم، على خان تارين، نجل السياسى البارز جهانجير تارين، والذى يقال عنه إنه صديق مقرب من رئيس الوزراء عمران خان، انبهر فى أول ظهور سياسى لآصيفة قائلا «بغض النظر عن الاختلافات السياسية، إنها حقا رائعة».
غالبا ما تكون نتيجة التألق عالية جدا بالنسبة لشخص من عائلة سياسية معروفة، وخاصة إذا كان هذا الشخص امرأة. هذا غائب إلى حد كبير فى حركة إنصاف الباكستانية الحاكمة، على الرغم من عدم وجود ندرة فى القيادات النسائية والمشرّعات. فعمران خان نفسه مازال يحتفظ بجاذبيته القديمة كلاعب كريكيت سابق بينما تميل زوجته روحيا إلى ارتداء النقاب.
قيود على النساء
مثل أى مكان آخر، هناك أيضًا قيود خطيرة على المرأة فى الحياة العامة فى باكستان. إنهن يتعرضن باستمرار لحقول ألغام متمثلة فى الحكم عليهن وعلى طريقة لباسهن، وسلوكهن العام والخاص، و«تهذيب« ثقافتهن، وفى هذه الأيام، يتم التربص بهن على وسائل التواصل الاجتماعى.
مريم وجميع النساء الأخريات فى باكستان، بغض النظر عن عمرهن، يواجهن هذا بشكل شبه يومى. أمثلة على ذلك كثيرة نذكر منها، الدكتورة شيرين مزارى، وزيرة حقوق الإنسان، والتى لُقبت بـ «عربة الجرار»، فى إشارة إلى ظهورها فى مجلس الأمة. من ناحية أخرى، طلب أحد الأعضاء الذكور فى مجلس النواب من رئيسة الجلسة والتى كانت ترتدى السارى أن «ترتدى ملابس مناسبة» تليق بـ«الزى الباكستانى التقليدى».
فى النهاية، يبدو أن دور آصيفة الآن هو الانخراط فى الحياة القاسية والمتعثرة كزعيمة سياسية مستقبلية فى باكستان.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved