حقيقة الحمامة المشتبه فيها

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 15 يناير 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

••هذا ليس انفرادا، وليس نتائج التحقيقات التى أجرتها النيابة مع الحمامة المشتبه فيها، التى ألقى القبض عليها فى شبرا متلبسة برسالة من زكى رستم رئيس العصابة فى فيلم رصيف نمرة 5.. ويقال إنها ضبطت أيضا وفى إحدى ساقيها ميكروفيلم أو حلقة معدنية.

 

••القبض على الحمامة قصة وقعت فى مصر، فى القرن 21 . لكن نحن ننفرد بخلطة لا مثيل لها. يمتزج فيها الخيال بالمؤامرة، والهزل بالجهل.. وأذكر أنه عندما هاجمت أسماك القرش شواطئ شرم الشيخ فى عام 2010 خرجت تصريحات من مصادر مسئولة بأنها مؤامرة إسرائيل لمحاربة السياحة فى مصر. واستدعت السلطات خبراء أجانب لدراسة المشكلة، ولماذا تهاجم أسماك القرش البشر بقرب الشواطئ؟

 

••استقبلت قصة الحمامة المشتبه فيها بالشك والهزل، فهو قد يكون مقلبا من مقالب الشياطين.. إلا أن هناك بلاغا، وهناك نيابة، وتحريز للمضبوطات، وندب خبراء لمعرفة ماهية الحلقة المعدنية. بالإضافة إلى البحث عن معمل يكشف ما يوجد فى الميكروفيلم، لعله يجد محمود المليجى.. ( عفوا ) يختلط عندى الهزل بالجد.. فمازلت لا أصدق أن هناك أمة تتعامل مع فرد حمام زاجل ضل طريقه أو سقط مريضا بهذه الصورة.. والحمد لله أن الخبر لم يكن: «حمامة ملثمة مجهولة تعتدى على فرد أمن فى شبرا الخيمة».

 

••سألت المهندس محمد حسن عبده رئيس إتحاد سباقات الحمام الزاجل السابق عن بعض التفاصيل، فقال: «الحلقة المعدنية التى فى ساق الحمامة، هى الدبلة، ويكتب عليها أرقام السنة، والمسلسل. وبتلك الأرقام يمكن التعرف على صاحبها. وكل جمعية من جمعيات مربى الحمام لها أرقام مسلسلة. وهذه الدبلة توضع فى ساق الحمامة وهى فى عمر أيام ولا يمكن إزالة الدبلة».

 

وأضاف: «أثناء السباقات توضع دبلة كاوتش، لتحديد ساعة وصول فرد الحمام. وهناك الآن دبل ممغنطة وساعات إلكترونية بديلة للساعات التقليدية. وفرد الحمام الذى يقال إن رجل أمن أمسك به، قد يكون مريضا. أو كان فى حاجة إلى شرب الماء أثناء طيرانه، فى سباق أو أثناء تدريب. فالحمام المخصص للسباقات يتدرب بانتظام، وأفضل أنواعه تأتى من بلجيكا وهولندا، ويصل ثمن الفرد الجيد إلى سبعة آلاف يورو. السباق القصير مسافته من 150 إلى 200 كم. وأطول السباقات فى مصر يبدأ من اسوان وينتهى بالقاهرة».

 

انتهى كلام الرجل

 

••نرجو أن نعرف الحقيقة. فالمتهمة هذه المرة حمامة.. مجرد حمامة. لكن فى صراع الجواسيس والمخابرات قصص معروفة استخدمت فيها حيوانات، ومنها قصة المخابرات الأمريكية المركزية التى أنفقت 20 مليون دولار لتدريب قط على التجسس على السوفييت أيام الحرب الباردة.. وبعد تدريبات طويلة وشاقة لقى القط مصرعة عندما صدمه تاكسى.. فخسرت المخابرات الأمريكية قطها الجاسوس المدرب بغباء وبإهمال، حيث لم يوضع القط فى قفص أو تخصص له وحدة كوماندوز لحراسته وحمايته من شقاوته..

 

••القصة حقيقية على فكرة.. وهو ما يعنى أن موضوع الحمامة قد يكون عملا من أعمال مخابرات الوالى فى زمن المماليك.. الصبر يا رب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved