الحق بين المفاجئ والفجأة

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 15 يناير 2016 - 10:05 م بتوقيت القاهرة

تحول انتباه المجتمع المصرى فى الأيام الأخيرة عن الأحداث السياسية إلى الحق الذى غيب الفنان الجميل ممدوح عبدالعليم وطالبة الآداب الشابة أثناء أدائها الامتحان. الحق فى وجدان أصحاب اللغة العربية مرادف للموت كونه الحقيقة الوحيدة غير القابلة للشك فى حياة الإنسان. انشغل الناس بمناقشة الموت المفاجئ وما يميزه عن موت الفجأة الذى استعاذ صلاة الله عليه ورضوانه من كونه الموت الذى يفاجئ الإنسان وهو غير مستعد للقاء ربه. انشغل الناس بملابسات الحدث فانفصلوا تماما عن القضية الأساسية التى كان من المفروض أن ينتبهوا إليها وهى كيف يمكن التدخل لحماية حياة إنسان يتعرض فجأة لخطر الموت؟ لكل أجل كتاب قول لا ريب فى صدقه ولا اعتراض البتة عليه وبل هو يقين مستقر فى قلب كل إنسان ولكن هناك أيضا الآجال المعلقة ولعل الأطباء أدرى بكيف يعاود القلب النبض بعد توقف عند إجراء التدخلات السريعة ومنها الصدمات الكهربية ومعاونة الرئات على استعادة قدرتها على العمل بما يسمى قبلة الحياة.

قد يكون الموت المفاجئ حدثا مبررا لدى كبار السن: حتى هذا يعد أمرا نسبيا لكن الموت المفاجئ للأطفال الرضع وللشباب أمر يجب التوقف عنده ومناقشة إمكانية عوامل الخطر التى قد تؤدى إليه وإمكانية تفاديها أو الاستعداد لها.

من المظاهر الإيجابية التى يجب تسليط الضوء عليها دور المراكز الجديدة لتدريب الإنسان العادى على التدخل السريع لإنقاذ حياة الإنسان إذا ما تعرض للخطر تحت اسم مراكز الإنعاش القلبى والرئوى والإسعافات الأولية. أربعة عشر مركزا لتدريب الأطباء والممرضات والمسعفين وكل من يرغب فى التدريب على وسائل الإنقاذ السريع يمكنه الالتحاق بتلك الدورات التى تقرها وتتولى تدريب العاملين بها رابطة أطباء القلب الأمريكية.

أما حدث الموت المفاجئ ذاته لدى الشباب والأطفال فهو ــ إن شاء الله ــ حديث الصفحة فى الأسبوع القادم.. فإلى لقـاء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved