اليهود أقلية سنة 2020 ومستقبل الدولة اليهودية فى خطر

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأحد 15 يونيو 2014 - 7:05 ص بتوقيت القاهرة

يسود الساحة الإسرائيلية ــ الفلسطينية نقاش حاد حاليا يتمحور حول مسألة «من هو المتهم» بإفشال المفاوضات، وما هى نتائج تشكيل حكومة تكنوقراط فى رام الله. لكن يبدو أن الجميع متفقون على أمر واحد هو أن صوت السلام لا يُسمع الآن. ولكن هذه الحقيقة لا تخفف من الحاجة إلى مواجهة أهم تحدّ مطروح على إسرائيل، أى حل المسألة الفلسطينية، بل على العكس من ذلك، فإنها تزيد فى حدته، لأن طريقة مواجهة هذه المشكلة ستحسم مستقبل إسرائيل.

أستخدم كلمة «مستقبل» بحذر، فوضع إسرائيل اليوم وغدا جيد وأكثر من جيد. فالاقتصاد مزدهر وليس هناك خطر نشوب حرب مباشرة. لكن كل انسان عاقل يستطيع أن يرى أن مستقبل إسرائيل كدولة يهودية فى خطر، وبصورة خاصة بسبب استمرار الوضع القائم الذى يتزايد فيه أعداد العرب الذين يعيشون داخل حدود إسرائيل بصورة مطردة.

إن نحو 1,7 مليون شخص، أى ما يفوق بقليل 20 % من أصل 8,2 مليون مواطن إسرائيلى، هم من العرب. يضاف إليهم 2,4 مليون فلسطينى يعيشون تحت السيطرة الإسرائيلية فى الضفة الغربية. ونظرا إلى أن إسرائيل هى التى تسيطر على المجال الجوى والحدود البحرية فى قطاع غزة، فإن العالم يعتبر 1,7 مليون عربى هناك واقعين تحت السيطرة الإسرائيلية أيضا.

وهكذا نجد فى الميزان العام أن فى إسرائيل 6.1 مليون يهودى، و5,8 مليون عربى (جزء منهم مواطنون فى الدولة، وجزء آخر واقع تحت حكم إسرائيل).

لقد ازدادت أعداد العرب بنسبة أكبر من أعداد اليهود. وتوشك إسرائيل على الاقتراب من التعادل فى أعداد اليهود والعرب الذين يعيشون تحت حكم إسرائيلى. وتوصل البروفسور سرجيو دو لابرغولا من الجامعة العبرية، الذى يعتبر المرجع الأهم فى موضوع الديمغرافيا الفلسطينية واليهودية، إلى الخلاصة التالية: فى سنة 2020 سيصبح اليهود أقلية فى المنطقة التى تشمل إسرائيل والضفة الغربة وغزة. كما يقول إنه حتى من دون قطاع غزة، ففى سنة 2020 سيشكل العرب 44 % من السكان الذين يعيشون تحت حكم إسرائيلى. وإذا صح ذلك، فلن يكون بعيدا اليوم الذين سيفوق فيه عدد السكان العرب فى الدولة عدد اليهود.

عندما يحذر وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى فى اجتماع مغلق من أنه إذا لم تجد إسرائيل طريقة تساهم من خلالها بقيام دولة فلسطينية وتنقذ نفسها من الضفة، فإنها ستتحول إلى «دولة أبارتهايد»، فإن معنى ذلك أن الزمن يمرّ بسرعة أكبر بكثير مما يظن الكثير من الإسرائيليين. ويجب أن نشدد هنا على أن كيرى صديق حميم لإسرائيل.

يتعين على إسرائيل أن تحسم أمرها وتجد حلا للنزاع كى تبقى دولة يهودية. ومن أجل المحافظة على الأغلبية اليهودية، فإسرائيل بحاجة إلى حدود معروفة ومتفق عليها تفصل بينها وبين الدولة الفلسطينية المستقبلية فى الضفة الغربية وغزة. وكلما جرى هذا بسرعة أكبر أصبح مستقبل إسرائيل مضمونا أكثر. إن هذه المهمة ملقاة على عاتق رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذى عليه أن يقود إسرائيل نحو مستقبل تكون فيه دولة يهودية قادرة على المحافظة على طابعها الديمقراطى.

إن اتخاذ قرار حاسم فى هذه المسألة هو أهم قرار يجب على الجمهور الإسرائيلى اتخاذه، إذ سيكون عليه أن يختار بين دولة يهودية أو دولة نصفها يهودى ونصفها عربى. فإذا أردتم دولة يهودية، يجب أن تصرّوا على رئيس الحكومة بأن ينفذ رغبتكم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved