وزير الخارجية ناقد فنى.. و«المالية» خبير تنس

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الجمعة 15 يونيو 2018 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

حينما تكون صحفيا وتقابل وزير الخارجية هذه الأيام، فالمنطقى أن يدور الحوار حول التقارب المصرى الإثيوبى، وتطورات المنطقة، لكن لا تتوقع بالمرة، أن يقتصر اللقاء على تقييم المسلسلات الرمضانية، التى غرقت فى بحر الإعلانات. وحينما تقابل وزير المالية، فالطبيعى أن يكون الحديث عن عجز الموازنة وزيادة أسعار الوقود، لكن يصعب تصور أن يدور الحوار حول لعبة التنس.

المصادفة وحدها هى التى جعلت اللقاءين فى فترة استقالة حكومة المهندس شريف إسماعيل، وتحولها لحكومة تصريف أعمال، انتظارا لانتهاء الدكتور مصطفى مدبولى من تشكيل حكومته الجديدة، والتى أدت اليمين القانونية أمس.

مساء الإثنين الماضى كان إفطار رؤساء التحرير وكبار الكتاب والإعلاميين، مع وزير الخارجية السفير سامح شكرى، فى الدور الـ٣٤ بمقر الوزارة، حيث يمكنك الاستمتاع بمشهد ساحر للقاهرة خصوصا نهر النيل والجزيرة والبرج.

الإفطار فى هذا المكان صار تقليدا سنويا، وكان الوزير متعودا على الرد على كل أسئلة الصحفيين، لكنه هذه المرة، قال إنه لن يتمكن من ذلك، باعتبار الحكومة تقوم بتصريف الأعمال، ويتمنى من الحاضرين أن يجربوا تقييم المسلسلات الرمضانية.
الإعلامى وائل الإبراشى طلب من الوزير أن يبدأ التقييم بنفسه، فقال الوزير إنه يتابع مسلسل «أوجينى» لأنه رومانسى ومناسب للأسرة، ويذكره بالزمن الجميل، والتعددية التى يعكسها المسلسل.

الوزير يتابع أيضا مسلسل «طايع» لكنه يتعجب من انتشار العنف فى غالبية المسلسلات. متذكرا أن الأفلام الأمريكية وطوال حقب الأربعينيات حتى نهاية حرب فيتنام فى السبعينيات كانت تجعل الخير ينتصر على الشر، ثم بدأنا نشهد النهايات الغامضة أو حتى التى تنتصر للشر!

سألت الوزير: بما أنك تفضل المسلسلات، فهل انتهى تأثير مسلسل «أبوعمر المصرى» على العلاقات المصرية السودانية؟!.
الوزير رد بالإيجاب. حاولنا مرارا أن نجعل الوزير يتحدث عن مسلسل أو فيلم «النهضة» الإثيوبى، لكنه رفض.

الكاتب الكبير مكرم محمد أحمد قال له: هل الانفراجة الأخيرة تعنى أن المشكلة كانت فى الأساس سياسية وليست فنية؟ فرد الرجل بعبارات عامة، تؤكد أن الأمور تسير نحو الانفراج. وبدلا من رد الوزير على أسئلتنا، فقد جعلنا نرد على أسئلة عن الأزمة العاصفة التى تواجه صناعة الصحافة وتراجع الصحافة الورقية مقابل صعود صحافة الموبايل، وكثرة الإعلانات فى المسلسلات!!.

الزميل محمد عبدالحافظ رئيس تحرير «آخر ساعة» سأل الوزير عن مسلسل يحيى الفخرانى الذى ناقش وجود محسوبية فى تعيين أبناء السفراء فى الخارجية. الوزير نفى وجود ذلك تماما، وأيده فى ذلك الدكتور مصطفى الفقى، مؤكدا أن النزاهة والشفافية والمساواة هى الأوضح فى اختيارات الخارجية مقارنة بأماكن أخرى!!.

السفير والوزير السابق محمد العرابى كشف أن دفعته فى الخارجية هى الأكثر حظا لأنها قدمت لمصر ثلاثة وزراء خارجية هم إضافة له سامح شكرى ونبيل فهمى.

انتهى اللقاء، ولم نحصل على عناوين ساخنة، لكننا اكتشفنا خبرة وزير الخارجية فى تقييم المسلسلات الرمضانية حيث يرى أن مصر بدأت تعود مرة أخرى لدورها الريادى فى هذا الصدد.

قبلها بأقل من أسبوع، ومساء الثلاثاء قبل الماضى كنت مدعوا لإفطار «الأسرة المصرية»، بحضور رئيس الجمهورية وكبار المسئولين. فى هذه اللحظات كانت الحكومة قد قدمت استقالتها للرئيس قبل دخولنا للإفطار بلحظات قليلة.

على مائدة الطعام التى جلست عليها كان بجوارى الصديق والناقد الرياضى المتميز حسن المستكاوى، ووزير المالية الدكتور عمرو الجارحى.

أول سؤال وجهته للوزير كان عن الموعد المتوقع لرفع أسعار الوقود. الرجل بأدب كبير قال إنه لا يعلم، والأمر متروك لتقدير القيادة السياسية. الحوار تحول فورا إلى الرياضة، وكانت البداية بكرة القدم ومحمد صلاح وحظوظنا المتوقعة فى المونديال.

كل ذلك يمكن توقعه، فغالبية المصريين مهتمون بكرة القدم ومنتخب بلادهم، لكن المفاجأة هى اكتشافى أن عمرو الجارحى متخصص فى لعبة التنس ونجومها وتاريخها خصوصا بيورن بورج وجون ماكنرو وبيت سامبرانس وصولا إلى السويسرى روجر فيدرر الذى يراه الوزير أعظم لاعبى التنس على الإطلاق، حيث سجل كل الأرقام القياسية، وعاد من بعد غياب ليتربع على عرش اللعبة مرة اخرى. الوزير لديه ذاكرة حديدية فى تاريخ اللعبة وأبرز المواجهات بين الكبار.

قبل الحديث عن التنس، عرفنا أن الجارحى أهلاوى حتى النخاع ومن عشاق محمود الخطيب، ورأيه أنه أعظم لاعب أنجبته مصر، ولا يزال الجارحى يتذكر عبارات للناقد الرياضى الكبير الراحل نجيب المستكاوى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved