«١٠٠ مليون صحة» تكتمل بمحاربة التدخين

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 15 يونيو 2019 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

هذا نداء موجه للرئيس عبدالفتاح السيسى، ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى ووزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد وكل من بيده الأمر: هل هناك إمكانية عملية للحد من التدخين فى مصر، وهل يمكن أن تكتمل المبادرة العظيمة «١٠٠ مليون صحة» بحملة قومية لمكافحة التدخين؟

«١٠٠ مليون صحة» واحدة من أهم المبادرات فى تاريخ الصحة المصرية، وحينما تكتمل بعلاج الأمراض الرئيسية أو الحد منها مثل فيروس سى والسمنة والسكر والضغط. تكون مصر قد بدأت السير على الطريق الصحيح صحيا.. لكن ذلك لن يتم ما لم نتنبه إلى خطورة فيروس التدخين، الذى سينسف كل ما هو إيجابى فى هذه المبادرة.

منظمة الصحة العالمية تحذر من أن التدخين يتسبب فى قتل ٦ ملايين شخص سنويا، والسبب الأول فى الإصابة بسرطان الرئة، وطبقا لتقرير مهم عرضته قبل أسابيع قناة «الغد» فإن تعاطى التبغ من أكبر الأخطاء الصحية التى شهدها العالم على مر التاريخ، لأنه يتسبب فى قتل شخص كل ٦ ثوانٍ، أى نصف من يتعاطونه وعددهم مليار تقريبا. كما يصيب النصف الآخر بأمراض عضال، إضافة إلى إصابة ٦٠٠ ألف شخص من غير المدخنين بصورة غير مباشرة.

ويوم السبت الماضى حذرت مبادرة «١٠٠ مليون صحة» من أن التبغ يتسبب فى موت شخص واحد كل أربع ثوان فى العالم ويبدو أن هذه الإحصائية هى الأحدث.

فى نفس اليوم أرسلت هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية رسائل تحذيرية لبعض الشركات التى تقوم بالترويج للسجائر الإلكترونية عبر مواقع التواصل الاجتماعى.

وطبقا للتقرير الذى نشرته صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن هذه المواقع، لم تخبر المستهلكين بأن السوائل التبخيرية فى هذه السجائر تحتوى على النيكوتين الذى يسبب الإدمان. علما أن الهيئة الأمريكية بدأت تتعامل مع السجائر الإلكترونية باعتبارها وباء خصوصا وسط الشباب تحت السن القانونية.

يفترض أن الجميع صار يعرف أضرار التدخين، بما فيهم المدخنون إضافة إلى شركات التبغ، والغريب أن ذلك لم يعد سببا كافيا للتوقف.

يقول كل خبراء الطب المختصين إنه طالما هناك تدخين فإن المدخن معرض للعديد من الأمراض خصوصا نقص وقلة المناعة التى تؤثر على العديد من الوظائف العضوية.

السؤال الموجه لكل ذوى الشأن فى مصر، خصوصا الأجهزة التنفيذية هو: لماذا لا نبحث عن إجراءات عملية للحد من التدخين؟!

إذا كانت الدولة أنفقت وسوف تنفق مليارات الجنيهات على «مبادرة ١٠٠ مليون صحة» وغيرها من المبادرات الصحية، فلماذا لا تفكر فى وسائل عملية لمقاومة التدخين، حتى لا تتبخر المليارات التى ستنفقها فى بالوعة أو مستنقع التدخين؟!

لماذا لا نفكر على سبيل المثال فى مجموعة من الإجراءات العملية مثل تلك التى تتبعها العديد من الدول الأجنبية، وتمكنت عبرها من الحد كثيرا من ظاهرة التدخين؟

رأيت بعينى المدخنين فى أكثر من مدينة أوروبية يتعذبون حرفيا من أجل إشعال سيجارة. المدخن يضطر لمغادرة مكان عمله مرات معدودة ومحسوبة، والوقوف فى الشارع فى عز البرد والمطر، لأن التدخين فى مكان العمل ممنوع تماما، بل إن بعض الدول تتشدد وتمنع التدخين مثلا فى الشوارع المحيطة بالمستشفيات أو بدور الحضانة.

وهناك منازل ممنوع فيها التدخين إذا كان فيها أطفال. والعديد من الفنادق صارت تمنع التدخين. وأعرف صحفيا مصريا كبيرا ومرموقا، دفع غرامة قدرها ٥٠٠ دولار لأنه قام بالتدخين فى غرفته بفندق فى نيويورك، والحمد لله أنه أقلع عن التدخين أخيرا.

تستطيع الحكومة المصرية أيضا أن تمنع التدخين فى سائر وسائل المواصلات العامة من أتوبيسات وقطارات وميكروباصات، وإذا فعلت ذلك، ستكون تلك خطوة كبيرة فى اتجاه الحل.

وزارة التضامن الاجتماعى ووزيرتها الهمامة غادة والى تلعب دورا كبيرا فى مكافحة المخدرات. خصوصا الحملة الأخيرة لنجم الكرة العالمى محمد صلاح. لكن أتمنى أن تركز أيضا على التدخين باعتباره الباب الملكى للمخدرات.

مرة أخرى وليست أخيرة، أتمنى أن تدرس وزيرة الصحة ورئيس الوزراء، وكل الخبراء، أى اقتراحات أو أفكار للحد من التدخين والمخدرات، لأنه من دون ذلك، فكل ما نفعله من مبادرات وخطوات وإجراءات عظيمة سوف يذهب أدراج الرياح للأسف الشديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved