صفقة القرن: حقائق صاخبة فى كلمات قليلة هادئة

فيس بوك
فيس بوك

آخر تحديث: السبت 15 يونيو 2019 - 10:25 م بتوقيت القاهرة

نشر الكاتب الأردنى «لبيب قمحاوى» مقالا له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى «الفيس بوك»، وجاء فيه:

بغض النظر عن ما يقال بخصوص صفقة القرن، يجب مراعاة النقاط التالية باعتبارها الأساس الحقيقى لما يجرى وما هو قادم تحت مسمى صفقة القرن:

أولا: تهدف صفقة القرن إلى إغلاق ملف القضية الفلسطينية وليس حلها، ويتم ذلك من خلال اعتبار فلسطين أرضا يهودية، واليهود هم سكان فلسطين الأصليون، والفلسطينيون هم العنصر الطارئ.

ثانيا: الشق السياسى قد تم تنفيذه تقريبا دون الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن. وهذا يشمل

تهويد صفة وواقع مدينة القدس العربية الفلسطينية، والعمل على إلغاء قضية اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة، وإلغاء حق تقرير المصير والدولة الفلسطينية المستقلة، وإلغاء صفة الأراضى الفلسطينية كأراضٍ محتلة، وتحويلها إلى أراضٍ إسرائيلية، وبالتالى شرعنة المستوطنات والاستيطان.

ثالثا: إن التنفيذ دون الإعلان عن التفاصيل السياسية لصفقة القرن يهدف إلى تجنيب الأنظمة العربية

إحراج الرفض أو إحراج القبول قبل فرض الأمر الواقع الجديد ضمن رؤية صفقة القرن. فمعظم الأنظمة العربية ضعيفة ومهلهلة وتفتقر إلى الدعم الجماهيرى، ولا تستطيع بالتالى القبول العلنى لصفقة القرن تماما، كما أنها غير قادرة على الرفض العلنى بحكم ضعفها واعتماد معظمها على الدعم الأمريكى.

رابعا: مؤتمر البحرين يهدف إلى توفير مخرج للأنظمة العربية للتعامل مع نتيجة الشق السياسى لصفقة القرن من خلال توفير بوابة اقتصادية توحى وكأن ما هو قادم حقبة من الرخاء الاقتصادى من خلال ما يسمى «بالسلام الاقتصادى مع العدو الإسرائيلى». وفى هذا السياق يكون ولوج العرب فى صفقة القرن بكل أبعادها السياسية من خلال البوابة الاقتصادية، ما يجنب الأنظمة العربية إحراج القبول بالشق السياسى أولا.

خامسا: مؤتمر البحرين سوف يفشل فى نتائجه حتى ولو أعلنت أمريكا وإسرائيل نجاحه؛ لأن الهدف هو نجاح الشق السياسى. فالسلام الاقتصادى بالنسبة للقائمين على صفقة القرن يجب أن يكون إحدى نتائج السلام السياسى وليس بديلا عنه.

سادسا: التباطؤ فى الإعلان عن المراحل النهائية لصفقة القرن هو نتيجة للوضع الإسرائيلى الداخلى والانتخابات القادمة وليس نتيجة الرفض العربى الرسمى أو الضغوط العربية، حتى وإن ادعى بعض العرب ذلك.

سابعا: فى حقيقة الأمر، فإن معظم الأنظمة العربية لم تسعى إلى ممارسة أية ضغوط حقيقية على أمريكا لمنع صفقة القرن، بل اكتفت بالعمل على إيجاد مخارج ومبررات لتبرير خضوعهم للضغوط القادمة من الخارج والتمهيد للقبول بصفقة القرن بطريقة أو بأخرى.

ثامنا: مقتل صفقة القرن يتمثل فى الموقف الفلسطينى الرافض تماما لهذه الصفقة شكلا وموضوعا ومسارا ونتيجة وواقعا، وعلى الأنظمة العربية أن تعى ذلك وأن تلتزم به، خصوصا الأردن المجاور لفلسطين والذى ترتبط مصالحه بمصالح الفلسطينيين وقضيتهم بشكل كامل.
هذه هى الحقيقة المرَّة فى أبسط تعابيرها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved