لم يخرج من الأزهر إرهابى واحد.. بل كثيرون

حسام السكرى
حسام السكرى

آخر تحديث: الأحد 16 يوليه 2017 - 2:17 م بتوقيت القاهرة

ــ الأزهر منارة الإسلام ومنبع السماحة والوسطية، والهجوم عليه بعد كل حادث إرهابى هجوم مفتعل لا يهدف إلا إلى النيل من الإسلام.

ــ ولكن ماذا نفعل عندما يكون الإرهابى القاتل من خريجى الأزهر ودوافعه للإرهاب مستندة إلى فهمه لتعاليم الإسلام كما درسها؟

ــ لم يخرج من الأزهر إرهابى واحد وهذا ما أكده شيخ الأزهر فى أكثر من تصريح.

ــ وماذا عن الشاب الذى أطلق على نفسه اسم الشيخ عبدالرحمن وقتل سائحات فى الغردقة منذ أيام؟ أليس من خريجى الأزهر؟

ــ حالة فردية. استثناء يثبت القاعدة التى هى التاريخ الناصع للأزهر ودوره العظيم كمنارة للعالم الإسلامى.

ــ ليست حالة فردية، وغيره كثيرون. على رأسهم الشيخ عمر عبدالرحمن الزعيم الروحى لجماعات الجهاد الذى تخرج من كلية أصول الدين وكان معيدًا فى جامعة الأزهر. ومحمد سالم رحال، الأردنى الذى دخل الأزهر الشريف ليستزيد من العلم وخرج منه منظرا عتيدا لجماعات الجهاد. وأبو بكر شيكاو الذى دخل قسم الدراسات العليا فى كلية الشريعة والقانون فى جامعة الأزهر وبعد عودته لبلاده أصبح زعيما لجماعة «بوكو حرام» النيجيرية الإرهابية ثم أعلن ولاءه لداعش وللخليفة أبو بكر البغدادى. ومحمد أحمد على المعروف بأبى أسامة الأزهرى مفتى تنظيم ولاية سيناء. وأبو ربيعة المصرى الذى تزعم تنظيم القاعدة فى البصرة، وكان فى وقت من الأوقات نائبا لأبى مصعب الزرقاوى.

ولا ننسى أيضا عبدالله عزام، رائد الجهاد الأفغانى، ومولوى قاسم حليمى من كوادر حركة طالبان ورئيس تشريفات الملا عمر.. كلهم من خريجى الأزهر ممن رصدهم الكاتب أحمد البرديني فى مقال له فى موقع رصيف 22. هناك غيرهم وصلوا إلى مراكز قيادية أو كانوا من الجنود الكثيرين من أمثال الأزهرى الذى سمى نفسه الشيخ عبدالرحمن وطعن سائحات فى الغردقة.

ــ وما علاقة الأزهر بجريمة يرتكبها أحد خريجيه؟ هل كل الإرهابيين تخرجوا من الأزهر؟ وهل تتهمون كليات الطب والهندسة بأنها مفرخة للإرهاب لأن هناك أطباء ومهندسون تحولوا للإرهاب؟

ــ تكوين العقلية الإرهابية له أكثر من مسار ودافع. والقول بأن الأزهر بمناهجه يشجع على الإرهاب لا يعنى أنه المصدر الوحيد لتوريد الجهاديين. هذا من جهة. من جهة أخرى لا توجد مشكلة منطقية فى اتهام كليات الطب والهندسة بالإرهاب لو كانت هذه الكليات تدرس فى مناهجها ما يحض على التكفير وكراهية العقائد الأخرى وأصحابها، أو تحض على قتل من يختار لنفسه عقيدة مغايرة كما هو الحال مع مناهج الأزهر. لو قال من ارتكبوا مثل هذه الجرائم من الأطباء: إنهم بارتكابها يمتثلون لتعاليم أبوقراط ولتعاليم مهنة الطب لجازت إدانة كلياتهم ومناهجها! لكن الواقع يؤكد أن مناهج كليات الطب والهندسة بريئة. أما مناهج الأزهر فهى تحض على هذا كله.

ــ هكذا تفصحون عن نواياكم الخبيثة. اعترفوا بأنكم تريدون محو تراث الإسلام وإحراق كتبه، وإنكار السنة كخطوة لإنكار القرآن والدين ثم الدعوة للانحلال.

ــ هذا التسلسل غير المنطقى لم يخدم إلا الإرهاب وفكره. لم يطالب أحد لا بإحراق التراث، أو إلغائه، أو حتى بتعديله. التاريخ لا يمكن محوه والتراث جزء من هذا التاريخ. المطلوب هو إعادة النظر فى المناهج التى تدرس لطلبة الأزهر. لا يمكن استمرار الأزهر فى تدريس نفس الأفكار والمنطلقات التى خرجت فى سياق اجتماعى وتاريخى وسياسى مغاير. بالتأكيد يمكن تدريسها وعرضها ولكن مع توضيح سياقها وتبنى منهج نقدى لتفنيدها وبيان عدم ملاءمتها لمفاهيم المواطنة فى البلد أو على سطح الكوكب كله. ما لم يحدث هذا سيظل فكر الإرهاب فى انتشار يفرخ الجهاديين والمتعاطفين معهم. سيظل الخطاب السائد فى المساجد والزوايا وأحاديث المشايخ فى التليفزيون ونصوص الكتيبات التى تباع فى الأكشاك وعلى الأرصفة. المطلوب هو أن يتصدر الأزهر الدعوة لفهم إسلامى مختلف عن مفاهيم القرون الوسطى ويتبنى قيما لا تخطئها العين فى نصوص الدين من دعوة للحب والإخاء بين الناس بمختلف طوائفهم، وحض على العلم والعمل، ونشر لثقافة احترام الرأى والاختلاف فى الفكر والعقيدة.

ــ تريدون أن تهدموا الإسلام!!

ــ أشك.. أراكم متحمسون لهدمه أكثر ممن تتهمونهم بعداوته.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved