براءة عادل إمام.. عدالة قضاء وحياة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: السبت 15 سبتمبر 2012 - 8:30 ص بتوقيت القاهرة

جاء الحكم ببراءة الفنان عادل إمام لينتصر للفن والإبداع دون الوقوف عند شخص بعينه.. ينتصر لحياة مادام كانت لها قوامها ومفرداتها وأفكارها وأحاسيسها وزمنها وطريقها ورحلتها الخاصة فى عقول وقلوب الجماهير.

 

تلك الحياة كانت قد تعرضت لفيروس اتهامات متعددة وهجمات شرسة بدءا من تهم ازدراء الأديان والسخرية من شكل المسلم، ووصولا إلى التشويه فى السمعة، والاستباحة فى العرض والدم، لكن ذلك الفيروس لم ينل أبدا من تلك الحياة، قد يؤرقها بعض الوقت أو يحوم حول أحلامها ويصيبها باليأس، لكنه أبدا لم يوقف لهيبها أو يقلل من عزيمتها فى الاستمرار، وهناك أمثلة على ذلك كثيرة حاولت الضغط والحجر وإيقاف مسيرة الفن، لكنها ذهبت مع الريح، فأحلام حياة الفن والإبداع هى أحلام من بشر لبشر.

 

شاهد القاضى رئيس المحكمة الأفلام التى قدمها عادل إمام واتهم بسببها، ولم يجد فيها شيئا يؤكد الاتهام من ازدراء للدين الإسلامى، وأكد رئيس المحكمة أنها لا تحمل أى سخرية لا من شخص ولا من سلوك دينى، وهنا حكم بالبراءة، وهنا أيضا يجب أن يزداد إيمان الفنان والمبدع الحقيقى بقيمة ما يقدمه، وأن يملؤه الإصرار والتحدى والثقة فى الاستمرار، هذه هى عدالة الحياة، وعدالة المحكمة وعدالة القضاء وعدالة المتلقى، فمن حق المبدع على الحياة أن تمنحه مساحة للبوح بأحلامه وبكوابيسه أيضا، وأن تترك العنان لفكره وضميره ومشاعره وأحاسيسه ونظرته وإنسانيته دون حجر، فالفنان والمبدع الحقيقى يعتبر البلوغ والنضج من سماته الطبيعية، وبالتالى فهو أقدر من أن يكون وصيّا على نفسه.

 

براءة عادل إمام هى البراءة نفسها التى يجب أن تبقى وترفرف حول الفنان ــ أى فنان ــ وحول أعماله التى تعد نوعا من التطهر، وهى الرسالة الأسمى للفن والإبداع.

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved