تحالف نور وجمال مبارك

وائل قنديل
وائل قنديل

آخر تحديث: الخميس 15 أكتوبر 2009 - 10:54 ص بتوقيت القاهرة

 جميل أن تعارض التوريث، لكن منتهى القبح أن تبتذل المعركة ضد التوريث إلى فقرات أكروباتية يقدمها بهلوانات فى ثياب المعارضة، ما يجعل الأمر كله أشبه بلعبة سخيفة تمارس على الناس وتصب فى النهاية فى مصلحة مشروع التوريث.

وأزعم أنه كلما ارتفع صوت الزعيم أيمن نور أكثر يتنفس معسكر التوريث الصعداء لأن المعروض على المصريين الآن من مبادرات تبدو مضادة لمخطط وصول جمال مبارك إلى الحكم، هى فى واقع الأمر بمثابة عمليات إنعاش لفرص الأخير فى تحقيق طموحه.

ويثير الانتباه أن التسخين والإلحاح فى طرح موضوع التوريث يأتى هذه المرة بعد خفوت صوت دعوات التوريث وتراجعها بناء على نتائج أولية لاستطلاع رأى بدأ فيه ثم أوقفه الحزب الوطنى لقياس شعبية جمال مبارك لدى المواطنين، وكما نشرت «الشروق» فى عدد الأربعاء 30 سبتمبر «أوقف الحزب الوطنى استطلاع الرأى الذى كان قد بدأه خلال إجازة عيد الفطر لقياس شعبية جمال مبارك لدى المواطنين حيث قالت مصادر قريبة من القائمين على الاستطلاع إن 360 فقط من أصل 4 آلاف مواطن اختاروا جمال مبارك.

وبعد أيام قلائل من خبر إيقاف الاستطلاع لسوء النتائج، صعد أيمن نور مجددا على خشبة المسرح مطلقا حملة تحمل عنوانا غاية فى التسطيح والابتذال «مايحكمش» وهو الشعار الذى تجده وبوفرة شديدة فى أفلام نادية الجندى فى السبعينيات، تلك السلسلة من الأفلام الساقطة فى أزهى عصور السينما المصرية انحطاطا.

وأظن أن أفضل ترويج لسلعة رديئة لا تلقى إقبالا من الجمهور أن تقوم بإغراق السوق بما هو أردأ منها، ساعتها سيختار الناس وفقا لقاعدة أخف الضررين أو بنظرية «نصف العمى» وأخشى أن يكون هذا ما يجرى بالضبط فى سوق السياسة المصرية هذه الأيام.

ولا أدرى كيف لمن يفترض فى نفسه بديلا مناسبا لحكم هذا الشعب أن يجترئ على إقحام الأستاذ محمد حسنين هيكل فى حملة بهذا الشعار السوقى المسف «مايحكمش» ويزعم أنه التقى الرجل فى مكتبه وسلمه الدعوة، وهو ما لم يحدث ونفاه هيكل بأوضح العبارات وأكثرها أناقة فى التكذيب والرفض «كما جاء فى رسالة هيكل للزميلة الدستور أمس الأول».

وفى ظنى أنه من مصلحة حزب التوريث أن يبقى أيمن نور ملء السمع والبصر طوال الوقت، بل ولا أستبعد أن يحظى ببعض من الدعم المستتر لكى يبقى المصريون محاصرين بين المر والأمر منه، وكأن هذا البلد صار عقيما إلى هذا الحد المخيف.

ولأن ذلك كذلك أتصور أن كل ما يقال عن ترشيح أسماء بحجم محمد البرادعى أو منصور حسن أو حتى أحمد زويل هو محض أحلام مستحيلة سيجرى وأدها فى مهدها لأن المطلوب أن يدور السباق على أرضية «مايحكمش» ولا أستبعد أن تنطلق حملة مضادة تحمل شعار «انت مين ياد» مع الاعتذار لقاموس الإسفاف الشهير.

wquandil@shorouknews.com

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved