مهرجان الإسكندرية

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الثلاثاء 15 أكتوبر 2013 - 9:20 ص بتوقيت القاهرة

بدون شك تأتى إقامة مهرجان الاسكندرية السينمائى هذا العام بمثابة تحدٍ كبير للظروف والأوضاع التى يعيشها الوطن، اصرت ادارته على وجوده، حاولت ونجحت فى امور واخفقت فى اخرى، والأزمة ان تلك الامور الاخرى تشكل عصب قوام اى مهرجان سينمائى وهى تنظيم العروض وكيفية التعامل مع الاعمال السينمائية التى أتى بها صناعها من جميع الدول للمنافسة واطلاع الجهور على ملامح ابداعها وتميزها.

شهد المهرجان رغم نواياه الطيبة وهدفه النبيل وبرنامجه الطموح من حيث التكريمات والندوات سوء تنظيم فى عروضه السينمائية بدأت من قاعات عرض الفندق غير الصالحة تماما، فلا شاشة عرض حقيقية ولا اجهزة صوت تبرز تقنيات الاعمال، ولا حتى صورة واضحة، بل كانت قاعات العرض تميل اكثر إلى كونها قاعة محاضرات لا اكثر، الاعمال تعرض عبر كمبيوتر وليس عبر آلة متخصصة، بل وبعض الافلام التى استلمها المهرجان عبارة عن نسخ تجريبية ليست صالحة للعرض، فمخرجوها لم يرسلوا نسخا اصلية للفيلم وتم عرضه على حالته وهو ما لا يقبل به أو يفعله اى مهرجان كبير، بالاضافة إلى تضارب فى بعض مواعيد العروض وهو ما جعل جمهورها لا يتجاوز عدد اصابع اليد.

فى ظل المشهد لم انس حالة الحزن التى كان عليها بطل الفيلم المغربى الرائع «يا خيل الله» من الشكل الذى عرض به فيلمه حيث لا صوت ولا صورة واضحة، واعتذر بدوره للجمهور القليل من رداءة العرض، وايضا غضب المخرجة الموهوبة هالة لطفى التى قدمت فيلم «الخروج للنهار» رغم اعجاب الجميع بفيلمها.

القاعدة الاساسية لأى مهرجان سينمائى هى خروج عروضه بشكل لائق ومبهر، وليس الاهتمام فقط بإقامة حفلات أو تنظيم ندوات، نعم هذه امور اصبحت اقامتها موضة وجزءا من الحدث، لكنها ليست عملا اساسيا ونقطة يقاس عليها مدى نجاح التظاهرة وكان على مسئولى المهرجان الذين كافحوا بشرف وبنوايا طيبة من اجل اقامته وفى مقدمتهم الامير اباظة رئس المهرجان الدءوب ان يوفروا أولا قاعات عرض سينمائية ملائمة وهذا ليس بالامر الصعب.. كان على الجميع ان يعى ان المهرجان دولى وان الانطباعات التى ستدوم بعد ما حدث، هى اننا اهتممنا بكل شىء الا حيثية عرض الافلام وهى اهم شىء.

نعم لا يوجد مهرجان سينمائى خالٍ من الاخطاء وربما يبرر البعض بأن ما وجدناه شئيا طبيعيا خاصة ان القائمين على الدورة بدأوا التحضير لها فى وقت متأخر، لكن كان يجب دراسة كل شىء ليخرج بصورة مقنعة ومطمئنة اكثر ويؤكد قدرتنا على تنظيم مهرجان سينمائى حقيقيى وليس واقعيا.

الامر المثير للدهشة هو عدم حضور وزير الثقافة أيا من فعاليات المهرجان ولا حتى ليلتى الافتتاح والختام وانا أسأله لماذا اراد الخروج من المشهد رغم اهمية وجوده ورسالة ظهوره ؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved