أغانى السينما

محمود قاسم
محمود قاسم

آخر تحديث: الجمعة 15 أكتوبر 2021 - 9:00 م بتوقيت القاهرة

أعود مرة أخرى للحديث عن إذاعة الأغانى التى أعتبرها فى المقام الأول «إذاعة أغانى الأفلام»، حيث إن أكثر من 70% من الأغنيات هى مأخوذة مباشرة من أفلام السينما، والجدير بالذكر أن هذه الإذاعة قد أنشئت على غرار محطات إذاعية أوروبية تحمل اسم «نوستالجى»، وكنت أتابعها باهتمام شديد فى المدن الفرنسية والسويسرية فى أثناء وجودى هناك، فطوال أربعة وعشرين ساعة يتم بث الأغنيات القديمة الإنجليزية والفرنسية بدون انقطاع أو تكرار ملحوظ على مدى الأيام، بمعنى أن الأغنيات قصيرة جدا ويمكن بث المئات فى اليوم الواحد، والغريب أن هذه المحطات لا تتعامل بالمرة مع نجوم بأعينهم، فلم أسمع قط صوت شلا رغم تاريخها الطويل فى هذه المحطة بينما هناك حماس شديد لمطربين آخرين مثل داليدا، وبيير باشليه، وازنفور، الغريب أنه ليس فى الأغنية الفرنسية ما يسمى بأغنيات الأفلام لأن أغلب أهل الطرب فيها لم يعملوا بالسينما ولم يغنوا فيها سواء الرجال أو النساء حتى الرجال الذين قاموا بالتمثيل فى السينما لم يغنوا فى الأفلام ومنهم جون هاليداى وشارل ازنفور لذا فإن «نوستالجى» هى محطة لأغانى الزمن الماضى ولا يمكن اعتبارها محطة لأغانى الأفلام مثلما هى محطة الأغانى عندنا.

محطة الأغانى هذه المحطة فقط مخصصة للأغنيات دون الموسيقى أو الأوبريتات الإذاعية أو موسيقى الأفلام، حيث يمكن سماع هذه المواد فى البرنامج الموسيقى الذى يذيع أيضا الكثير من أغانى الأفلام، وعليه فإن «نوستالجى» الأغنيات المصرية منحصر فى أغنيات عبدالوهاب وعبدالحليم وفوزى وصباح وشادية ونور الهدى فى الأفلام بالإضافة إلى أغنيات أخرى مثل فوق الشوق لعبدالحليم وضى القناديل وهى ليست أغنية سينمائية لكن كل ما تذيعه المحطة لصباح وليلى مراد وهدى سلطان هى أغنيات سينمائية وعلى مدى أربعة شهور ماضية تفرغت فيها للمحطة حتى أسمع الأغنيات والقصائد الأولى لعبدالحليم: مثل «لقاء»، و«نداء الماضى» و«ظالم»، و«ربيع شاعر»، «يا مواعدنى بكره» وهى ليست كلها فى الأفلام، بينما تتكرر إذاعة أغنيات من تلحين بليغ حمدى لنفس المطرب وكأنما هذا الملحن مجدول لمن يعدون خريطة البث حيث تتكرر أغنيات لنفس الملحن فيما يشبه الاحتفالية وليس فقط بالنسبة لعبدالحليم ولكن لكل من محمد فوزى ونجاة وعفاف راضى وقد انعكس ذلك فى الاحتفالية الخاصة بذكرى الملحن منذ أسابيع.
من المهم تنبيه السادة واضعى خطط البرامج إلى أنهم يبالغون بشكل واضح فى وضع أغنيات محمد رشدى على حساب زملائه الأكثر أهمية، كما أن الملحن سيد مكاوى يلقى اهتماما شديدا طوال اليوم، وكمغنٍ أنا لست خبيرا بقوة أداء مكاوى وإن كنت أميل إلى بعض ألحانه فهو أنسب إلى محطة «شعبى» منه إلى إذاعة الاغانى، وكم أتمنى ان يكون هناك مراجعة لأغنيات بعينها يتكرر بثها اكثر من مرة على مدى أسبوع واحد ومنها أغنيات لنجاة مثل أما براوة وعلى طرف جناحك بالإضافة لمن ذكرناهم، ولا أعرف لماذا لا تبث الإذاعة الأوبريتات الغنائية الإذاعية التى كنا نسمعها فى الساعات الأولى من الصباح وهى الفقرة التى ألغيت بسبب البث المباشر اليومى لصلاة الفجر ومنها هذه الأغنيات التى أحبها «الدندرمة» غناء الصداح إبراهيم حمودة الذى نادرا ما سمعته عند محطة الأغانى ما يؤكد ان مطربين سينمائيين أهملتهم المحطة بشكل واضح مثل جلال حرب ومحمد أمين وحامد مرسى وأغنيات عقيلة راتب التى تميزت بها فى أفلامها الأولى فى الأربعينيات وقائمة طويلة تحتاج إلى مراجعة فترى هل تمتلك الإذاعة المصرية حقوق البث لمثل هذه الأسماء أم أن هناك غضبًا على بعضهم مثل مقاطعة محطة «النوستالجى» أم أنه ليس لدى من يعملون لتخطيط البرامج والبث ما أسهم به أصحاب هذه الأصوات، علما بأن الإذاعة هى التى حفظت لنا الكثير من الأفلام والمسرحيات التى اندثرت وبالمناسبة هناك الكثير من الفقرات الغنائية المسرحية التى تحتاج إلى مكان إذاعى لسماعها من وقت إلى آخر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved