التأمين الصحى فى الأندلس

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 15 نوفمبر 2010 - 10:39 ص بتوقيت القاهرة

 يظل قانون التأمين الصحى الذى يتبناه السيد وزير الصحة والحكومة القائمة هو موضوع الساعة وأظنه يستمر لأيام طويلة قادمة محل نقاش وشد وجذب ومناقشات منها ما يؤيده ومنها ما يدحضه من أساسه. القانون مازال فى مرحلة الإعداد للعرض على الدورة القادمة لمجلس الشعب لكن تلك المسودة بالطبع محل اهتمام كل المهمومين بأمر ذلك الوطن محاولين فهم السطور وما بينها قبل أن تصبح لها قوة القانون الذى قد يحقق للمواطن المصرى بعضا من أمنه فى مواجهة محنة المرض أو يعصف بالبقية الباقية من كيانه.

أحاول أنا الأخرى متابعة ما يحدث بصفتى المهنية وحقى كمواطن مصرى ينتظر الفرح إلى أن ساقت لى المصادفة حادثة طريفة أحببت أن أسوقها إليكم هذا الصباح تحمل أخبار العالم هذا الأسبوع عنوانا عن أصغر أم فى العالم إذ لم يتجاوز عمرها العشرة أعوام وقد وضعت طفلتها بأمان فى أحد مستشفيات جنوب إسبانيا فى إقليم الأندلس. رفض المستشفى فى تلك المدينة الصغيرة خريث أو شريش باللغة العربية ــ التى مازالت آثارها ماثلة ومستعملة هناك ــ أن تدلى بمعلومات أكثر عن الطفلة التى أنهت حملها بأمان لأن الأب لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره.

الطفلة الأم من عائلة رومانية رحلت خصيصا حينما تأكدت من أنها حامل إلى إسبانيا لعلمهم أن قانون التأمين الصحى الإسبانى يعطى الأجانب والمهاجرين الحق فى الرعاية الصحية الكاملة أسوة بالمواطنين الإسبان ما داموا على الأراضى الإسبانية. بالفعل استقبل المستشفى الطفلة الأم «ايفينا» ووفر لها كل سبل الرعاية الصحية التى مكنتها من أن تضع وليدتها فى صحة جيدة بعد ولادة طبيعية وسمحت لها بالخروج. بينما علقت مسئولية الضمان الاجتماعى فى الإقليم بأنها تدرس حاليا كيف يمكن معاونة الطفلة الأم على تربية طفلتها بنوكليتا!

سبقتنا إسبانيا إلى نظام تأمين صحى يكفل حق مواطنيها وزائريها والمهاجرين إليها فى الصحة بينما نحن مازلنا نناقش مصادر تمويل مشروع للتأمين الصحى كما علق سمير بانوب الخبير الذى استند إليه الرئيس أوباما فى إعداد نظام التأمين الصحى الذى تتبناه سياسته وهو بالمناسبة مصرى الأصل.

الرسالة من الأندلس والسؤال من عالم فى شئون التأمين الصحى من أصل مصرى يرى أن مسودة قانون التأمين الصحى إنما هى تعداد لمصادر تمويل مشروع للتأمين الصحى فأين التأمين الصحى؟ ونحن مازلنا ننتظر الفرج!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved