ضد تأجيل القمة.. وضد الكنافة

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 15 ديسمبر 2016 - 9:20 م بتوقيت القاهرة

** موعد مباراة الأهلى والزمالك هو 29 ديسمبر. والموعد مقرر منذ بداية الدورى، وبالاتفاق مع الجهاز الفنى للمنتخب.. لماذا يبحث الآن أمر تأجيل القمة؟ وكم مرة عشنا مثل تلك الحكاية.. فيتم الاتفاق على مواعيد بدايات ونهايات وأسابيع ومباريات وفجأة يكتشف الذين اتفقوا أنه لابد من تأجيل؟ 
** مبرر كوبر هو شعور اللاعبين المشاركين فى مباراة الأهلى والزمالك بالإجهاد لأنها مثيرة وصعبة ويجرى فيها اللاعبون كثيرا وهو ما يؤثر على برنامج إعداد المنتخب لكأس الأمم الأفريقية.. فكيف اكتشف كوبر ذلك الآن وأين كان الإجهاد المتوقع قبل بداية المسابقة باعتبار أن بائع البطاطا يدرك طبيعة مباريات الأهلى والزمالك.

** لست ضد التأجيل فقط، ولكنى ضد أن كل اتفاق قابل للإلغاء بأى حجة ولألف سبب، وأنه لا يمكن ضمان موعد أو مناسبة أو مباراة أو ملعب أو قرار فى كرة القدم المصرية. أنا ضد هذا الارتباك وهذا الارتجال وهذه الفوضى. وضد هذا الموروث الذى عشش فى رأس الإدارة على جميع أشكالها وأنواعها وأنشطتها.. بأن أى إتفاق يظل مجرد حبر على ورق أو كتابة على الرمال.

** ازيد بأننا لا نريد أن نفهم أن الكرة المصرية ليست المنتخب وحده. وانها قبل ذلك المسابقات المحلية كلها، الدورى والكأس، والناشئون والملاعب والتدريب والحكام والجمهور والتسويق وحقوق البث الفضائى.. ولو كان منتخب دولة هو الأهم والأولى بالرعاية، لقطع الإنجليز شرايين أيديهم. فهو يملكون منتخبا فاشلا لا ينافسه فى أوروبا فى الفشل منتخب آخر لكنهم يملكون اقوى وأفضل وأحسن وأغنى دورى من جميع النواحى.

** نعم المنتخب مهم أيضا. واللعب فى كأس الأمم الأفريقية يستحق الإعداد الجاد والاستعداد. فالبطولات المحلية لا تلغى الاهتمام بالمنتخب. كلاهما مهم. ولعلنا نمسح من عقولنا فى يوم الأيام هذا الاختيار الطفولى بين شيئين وبين الأشياء، فإما هذا أو ذلك. وإما الحياة لهذا والموت للآخر.. ما رأيكم فى فكرة الحياة للاثنين كما يفعل العالم الآخر ؟

** على أهمية الدورى ونشاطه وانتظام هذا النشاط ها نحن بصدد إيقاف المسابقة المحلية لمدة 45 يوما فى انفراد مصرى لا ينافسه انفراد آخر فى أى دولة.. وماذا لو لا قدر الله أنفقنا الوقت والجهد وبالغنا فى ذلك ثم خرج المنتخب بخفى حنين من كأس الأمم الأفريقية. وحتى لو فاز لماذا نضحى بانتظام مسابقة الدورى وهى قلب صناعة كرة القدم من أجل المنتخب..

** أكرر المنتخب مهم. والفوز بكأس الأمم الأفريقية مهم وهدف جميل نرجو أن يتحقق. لكن صناعة كرة القدم أيضا مهمة. ودعكم من كأس أفريقيا ودعكم أيضا من صناعة كرة القدم.. فما أتمنى أن نرسخه هو احترام الجداول والمواعيد والاتفاقات.. ولو كان قد تم الاتفاق على تأجيل القمة منذ بداية الموسم لكان علينا ابتلاع ذلك وهضمه، لكن أن يكتشف كوبر فجأة قبل أيام من موعد المباراة أنها قد تعرض لاعبى الأهلى والزمالك فى المنتخب للإجهاد فتلك هى الكنافة التى نأكل منها منذ عقود وقد لكمتنا وأهلكتنا..

** معقول ياناس.. كل يوم كنافة.. كل يوم ؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved