كتابيه عمرو موسى وسنوات الجامعة العربية

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 16 يناير 2021 - 7:50 م بتوقيت القاهرة

أصدرت دار الشروق الجزء الثانى من كتاب «كتابيه» للأستاذ عمرو موسى وعنوانه «كتابيه.. سنوات الجامعة العربية»، فالجزء الأول كان عن خبرته كوزير للخارجية المصرية مدة عشر سنوات. وهذا الجزء الذى نحن بصدده هى «شهادة حياة» للسنوات العشر الذى أمضاها أمينًا عاما لجامعة الدول العربية من 2001 إلى 2011 وفى سلاسة فائقة يسرد عمرو موسى الأحداث التى مرت بالوطن العربى فى هذه الفترة المزدحمة بالقضايا والمواقف العربية، وكيف قاد عمرو موسى العمل العربى المشترك وسار به بين أحراش المتناقضات وأغوار الصراعات، ومكامن الأخطار، مؤمنا إيمانا صادقا وقاطعا «بالعروبة» والإمكانية الكبيرة للعمل المشترك بين الدول العربية من خلال إعلاء المصلحة لتلك الدول العليا مجتمعة، وهذا هو الشيء المستحيل بعينه ولكن عمرو موسى خاض تلك التجربة بحلوها ومرها.
الكتاب الثانى «كتابيه» فيه ميزة كبيرة وهى أن الأحداث موثقة والشهادات الدامغة من الشهود ومع غزارة المعلومات إن كانت فى نهر النص أو فى المتن مما يضاعف من قيمة الكتاب والذى ليس بسيرة ذاتية اعتيادية بل أقرب إلى «الموسوعة» للقضايا العربية خاصة فى الفترة المذكورة والممتدة على مدى تسعة عشر فصلا، ولكن يجب أن أعترف أن الموضوع الذى «دوخنى» فعلا هى الفصول الخاصة «بلبنان» (90 صفحة) هذا البلد الجميل والبديع فى طبيعته وطبيعة شعبه وثقافته وموقعه والذى يمر بأزمات صعبة جدا فى هذه الأيام، أزمة سياسية وأزمة سياسييه، وأزمة اقتصادية وأزمة صحية وانهيار فى كل مكان نطلب من الله أن يرفع عنهم هذه الكبوات فى أسرع وقت.
دون الدخول فى تفاصيل الكتاب، الكتاب يحتوى على تسعة عشر فصلا، كما ذكرنا آنفا خلاف الملاحق والمراجع، ولكن مع انتهائى لقراءتى الشغوفة، شعرت بل لاحظت أن هناك فصلا ناقصا وهو الفصل العشرون. وذلك لأننى توقعت أن يكون فصلا عن مستقبل البلاد العربية والعمل العربى المشترك، فالاستاذ عمرو موسى مع خبرته الواسعة والطويلة يعرف البلاد العربية وشعوبها وحكامها وسياسة كل واحدة منها كما يعرف المعلن والمخفى عنها، فكنت أتمنى أن يوضح لنا رؤيته للمستقبل خاصة مع التغيرات التى تجرى هنا وهناك، محليا ودوليا ونوع المستقبل الذى سيجده الشعب العربى، خاصة الشباب الذى فى دول عربية كثيرة يحفر فى الصخر من أجل لقمة العيش، ومن أجل تحقيق الحرية والعدل والمساواة.
نتمنى للأستاذ عمرو موسى الصحة والعافية وننتظر منه بإلحاح الجزء الثالث من «كتابيه» حتى ندرك من خلاله فضاء السياسة المصرية فى الثلاث سنوات المليئة بالتطورات والمتناقضات منها ما كان كارثيا ومنها ما كان طبيعيا.. هذه السنوات التى تمتد من يناير 2011 إلى يونيو 2014 السنة الذى تولى فيه الرئيس عبدالفتاح السيسى حكم مصر فى ولايته الأولى (المقطع الأخير من الكتاب صفحة 534)، فنحن معه على عهد وموعد.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved