مطلوب رئيس على دكة الاحتياطى

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 16 مارس 2016 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

هناك قاعدة تقول إن الفريق الناجح هو الذى يمتلك «دكة احتياطى قوية»، تنطبق هذه القاعدة على الفرق الرياضية، كما تنطبق على الجيوش، التى تحتاج إلى أن تكون قوات الاحتياط الخاصة بها على نفس درجة كفاءة قواتها العاملة، وتنطبق على أنظمة الحكم التى تحتاج إلى أن يكون الصف الثانى والثالث لديها على نفس درجة كفاءة الصف الأول حتى تضمن استمرار نجاحها.

فى ظل هذه القاعدة ومع اقتراب الرئيس عبدالفتاح السيسى من اتمام نصف فترته الرئاسية، يصبح الحديث عن وجود «رئيس على دكة الاحتياطى» قادر على خوض الانتخابات المقبلة واجب على جميع مكونات نظام الحكم فى البلاد، سواء كانت أجهزة الدولة أو قواها السياسية العاملة فى إطار شرعية 30 يونيو.

والحديث عن المرشح الرئاسى المحتمل القادر على المنافسة، لا ينطوى على أى انتقاص من قدر الرئيس الحالى ولا من حقه فى استكمال فترته الرئاسية والترشح لفترة ثانية وفقا للدستور، بقدر ما هو رغبة فى ضخ أكبر قدر من الحيوية فى شرايين الدولة ونظامها السياسى من خلال إيجاد بدائل متعددة أمام الشعب، فيكون لدينا رئيس يخوض الانتخابات انطلاقا مما حققه من إنجازات وما تبناه من سياسات رأها بناءة، فى مواجهة منافسين يعرضون إخفاقات هذا الرئيس ويطرحون رؤى وسياسات مغايرة.

كما أن وجود «رئيس قوى على دكة الاحتياطى» يدفع «الرئيس الأساسى» إلى بذل أقصى طاقته ل تأكيد جدارته بمكانه ويضمن للشعب قدرة أكبر على الاختيار والمفاضلة بين أكفاء وهو ما يعود بالخير على الوطن ككل.

جميع القوى والأحزاب السياسية المنضوية تحت مظلة النظام الدستورى القائم، مطالبة ببدء التحرك لتقديم مرشحين قادرين على منافسة الرئيس فى الانتخابات التى لم يعد يفصلنا عنها سوى عامين تقريبا، والنظام الحاكم مطالب باحترام هذه الضرورة وتوفير الحماية الشرعية لكل من يسعى إلى تقديم نفسه كرئيس محتمل للبلاد. هذه الحماية تعنى التزام السلطة القضائية بتوفير الحماية القانونية للمنافسين المحتملين من عمليات الاغتيال المعنوى التى تمارسها الميليشيات الإعلامية الموالية للسلطة الحاكمة ضد من يفكر فى تقديم نفسه كبديل محتمل لرئيس تقترب فترة رئاسته من نصفها، وهذه الحماية تعنى التزام السلطة التنفيذية بعدم التضييق على تحركات أى حزب أو قوة سياسية تسعى للترويج لنفسها أو لأحد أعضائها كرئيس محتمل للبلاد.

مصر أكبر أو أغنى من أن تضع شعبها بعد أقل من عامين أمام عبارة «لو ماكانش السيسى يبقى مين؟» تلك العبارة التى حرص رؤساء مصر السابقون على ترسيخها طوال سنوات حكمهم، فلم يظهر خليفتهم ولا بديلهم حتى ذهبوا إما إلى الرفيق الأعلى أو إلى «مذبلة التاريخ». مصر لديها الكثيرون ممن يصلحون لخوض معركة انتخابات رئاسية حقيقية، لكن المهم أن تبدأ القوى السياسية الشرعية من الآن رحلة صناعة «الرئيس المحتمل».

وقد يظن البعض أن الوقت مازال مكبرا للحديث عن الانتخابات الرئاسية، لكن الواقع يقول إن صناعة مرشح رئاسى قادر على المنافسة والفوز فى الانتخابات مسألة تحتاج وقتا بالفعل، خاصة فى ظل مناخ سياسى ملغوم كما هو الحال عندنا.

أخيرا فإن منافسة الرئيس الحالى والتفوق عليه فى الانتخابات المقبلة ليس مستحيلاً فى ظل أوضاع اقتصادية وسياسية غير مرضية للكثيرين، قد تدفع الناس إلى البحث عن مرشح يتبنى خيارات جديدة وسياسة مغايرة لما تبناه الرئيس الحالى الذى لم يحقق طموحاتهم. وهذا هو جوهر النظام الديمقراطى الرشيد الذى وعد به الرئيس عبدالفتاح السيسى أكثر من مرة.

أشرف البربرى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved