«الإرهاب المسيحي»في غزوة نيوزيلاندا

حسام السكرى
حسام السكرى

آخر تحديث: السبت 16 مارس 2019 - 10:45 م بتوقيت القاهرة

- شايف؟! تهمة الإرهاب جاهزة لأي مسلم، لكن مجرم نيوزيلاندا مش عاوزين يقولوا عليه إرهابي.
- مش صحيح. الخطاب الرسمي في نيوزيلاندا كله بيقول إنها عملية إرهابية.
- طب اشمعنى لم يتشرف بلقب إرهابي مسيحي؟! والا الإرهاب ما ينفعش نربطه غير بالمسلمين؟!
- ديانة المتطرف سواء مسيحي أو مسلم أو يهودي مش هي اللي بتحدد دوافع التطرف عنده. ممكن يكون صاحب أي ديانة أو غير متدين بالأساس ويروح يقتل مسلمين برضه. المهم الدافع.
- انا مش فاهم انت زعلان ليه من ربط المسيحية بالإرهاب ومعندكش مشكلة انهم يعملوا نفس الحكاية مع الإسلام.
- عندي مشكلة مع ربط أي مجموعة من البشر بجرائم بعض المنتسبين إليها. ولو اتكلمنا عن تطرف بعض المسلمين لازم نكون واضحين إن ده نابع من فهم نبريء منه الإسلام وجموع المسلمين. ده أولا. ثانيا: بالنسبة للخطاب المسيحي الكنسي، هو في عمومه اليوم بعيد عن التطرف رغم إن المسيحية قبل حركة الإصلاح الديني تم استغلالها في إرهاب آخرين حتى من قبل الكنيسة الكاثوليكية ذاتها. يعني ممكن استغلال أي دين.
- يعني بيحصل! طب زعلان ليه اني عاوز اقول إرهابي مسيحي؟ يعني مع المسلمين حلال ومع المسيحيين حرام؟! يدوقوا بقى.
- انا ما قلتش إنها حلال مع أي حد لكن المسألة مش عند وخلاص بالذات لما بنتناول مشكلة زي التطرف اليميني اللي واضح انها بتاخد أبعاد أكثر خطورة وفي الجريمة دي بالتحديد. عشان تواجه مشكلة لازم تعرف هي فين. احنا بنواجه يمين عنصري متطرف خارج من قلب مؤسسات التمثيل السياسي في الغرب، مش جماعات دينية متطرفة خارجة من كنايس.
- انت بتنكر إن العنصرية البيضاء بتستند لمنطلقات ديني؟! يا راجل شوف الأسلحة اللي كان شايلها المجرم بتاع نيوزيلاندا كان مكتوب عليها إيه! كلها تواريخ معارك وانتصارات على المسلمين، أو حوادث نفذها متطرفين إسلاميين في الغرب. العملية دي انتقام مسيحي إرهابي متطرف ضد مسلمين عزل وأبرياء. دي حرب على الإسلام.
- اليمين المتطرف ممكن يستخدم شعارات ورموز دينية لكن يظل محركه هو العنصرية وليس الدين. هو ليس مضللا بمفاهيم دينية مغلوطة والحوار معاه مش حوار حول النص والمرجعية. ترمب نفسه بيدعي إنه مسيحي مخلص. عداؤه للمسلمين ممكن يصور لك ان منطلقاته دينية، لكنه معادي أيضا للمهاجرين المكسيكين اللي هم مسيحيين زيه! جماعات الكوكلوكس كلان اللي ظهرت أكتر من مرة في تاريخ أمريكا وارتكبت جرائم تعذيب وقتل للسود وتبنت أفكار نقاء الدم والعنصر، عندها قسم للحفاظ على القيم المسيحية! هل هتسميها جماعة "إرهابية مسيحية"؟ مرتكب مذبحة نيوزيلاندا كتب تواريخ مواجهات مع دولة الخلافة العثمانية لكن كمان شعارات وإشارات للفايكنج اللي بيمثلوا لليمين العنصري سلالة أكثر نقاء حتى من أوروبيي الجنوب. المواجهة دي بين العنصرين البيض والأغيار من مسلمين أو سود أو مهاجرين.
- تفرق يعني؟
- كتير جدا. الكلام عن "إرهاب مسيحي" مش دقيق وخطورته إنه بيحول المسيحي البريء إلى عدو بنفس الشكل اللي العنصريين بيحولوا بيه المسلم البريء إلى عدو. وبيدي أرضية شعبية لتنظيمات متطرفة. لما يقوموا بعمليات ضد مسيحيين أبرياء هتلاقي مسلمين شايفين في ده "قصاص مشروع" على ما ارتكب ضد مسلمين من جرائم. "واشمعنى احنا"..
لازم تعرف الخطر جاي منين علشان تواجهه. الخطر مش جاي من كنايس أو قسس بيشوهوا رسالة المسيح، لكن من يمين عنصري متطرف ومسلح ومدعوم بحركات سياسية داخل برلمانات ومجالس تمثيلية في الغرب. المعركة معاهم مش معركة دينية ومواجهتهم ضرورة لإن الإنسانية، مش المسلمين بس، في خطر.
- ربنا يهديك
- … أنا؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved