أسباب معارضة إيلون ماسك للتعريفات الجمركية المفروضة من ترامب


قضايا عالمية

آخر تحديث: الأربعاء 16 أبريل 2025 - 6:55 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع إنترريجونال للتحليلات الاستراتيجية مقالًا للكاتبة ناريمان عبدالفضيل، تناولت فيه مجموعة من الأسباب التى أدت إلى اعتراض إيلون ماسك على قرار ترامب فرض تعريفات جمركية على جميع واردات بلاده من الدول الأخرى، لعل أهمها تأثر مصالح ماسك الشخصية، خاصة أرباح شركته تسلا.. نعرض من المقال ما يلى:


أثارت الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب جدلًا بينه وبين إيلون ماسك، الرئيس التنفيذى لشركة تسلا، حيث يعتبر أن هذه الرسوم تؤثر سلبًا على مصالح شركته، التى تعتمد على واردات من الصين. لذلك، وجه ماسك نداءات شخصية مباشرة إلى الرئيس ترامب، مطالبًا بإعادة النظر فى هذه التعريفات. ومع ذلك، لم تنجح هذه الجهود، حيث استمر ترامب فى خططه وهدد بفرض رسوم إضافية على الواردات الصينية. ويأمل ماسك فى المستقبل فى تحقيق تجارة حرة بين الولايات المتحدة وأوروبا، ما قد يخفف من تأثير الرسوم الجمركية على شركات مثل تسلا. وربما كان لمعارضة ماسك تأثير ما على تفكير ترامب؛ حيث أعفى الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر وغيرها من الأجهزة والمكونات التقنية من الرسوم الجمركية المتبادلة، خصوصًا أن هذه الرسوم لها تأثير كبير على شركات التكنولوجيا الأمريكية.


• • •
ثمة العديد من الأسباب التى دفعت الملياردير الأمريكى إيلون ماسك للاعتراض على التعريفات الجمركية الجديدة التى فرضها الرئيس الأمريكى على ما يقرب من 90 دولة حول العالم، ولعل من أهم تلك الأسباب ما يلى:
أولًا: مشاركة المستشار التجارى فى البيت الأبيض بيتر نافارو فى صياغة خطط الرسوم الجمركية التى فرضها الرئيس الأمريكى ترامب، حيث يرى أن هذا الرجل هو مهندس سياسة التعريفات الجمركية، وذلك لأنه دافع عن سياسة الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب، ورأى أن الولايات المتحدة فى حاجة إلى فرض رسوم جمركية مماثلة على الدول التى تفرض عليها رسومًا عالية، وذكر الصين بالأساس فى حديثه بأنها يجب أن تدفع تعريفات جمركية بنسبة 34% على جميع وارداتها، لذلك انتقده ماسك وشكك فى مؤهلاته الأكاديمية، لذلك كتب تصريحًا على مواقع التواصل الاجتماعى، قائلًا: «الدكتوراه فى الاقتصاد من جامعة هارفارد ليست ميزة بل عيبا، وتؤدى إلى الغرور أكثر من العقل».
ثانيًا: رغبة ماسك فى رؤية منطقة تجارة حرة بين الولايات المتحدة وأوروبا، ويرى أن هذه الرسوم المفروضة ستعيق تحقيق ذلك، والدليل على ذلك ما قاله أثناء مقابلته مع رئيس الوزراء الإيطالى ماتيو سالفينى مؤخرًا: «أود رؤية منطقة تجارة حرة بين أوروبا والولايات المتحدة، وآمل أن يتم الاتفاق على أن أوروبا والولايات المتحدة يجب أن تتحركا -من وجهة نظرى- نحو وضع خال من الرسوم الجمركية»، بالإضافة إلى أنه يرغب فى المزيد من حرية التنقل للأشخاص بين أوروبا والولايات المتحدة والعمل فى أى منهما، فى حين ذكر أنه نصح الرئيس الأمريكى ترامب بذلك.
ثالثًا: قد يكون من بين الأسباب التى جعلت ماسك يرفض التعريفات الجمركية الجديدة التى فرضها ترامب، أنه من الأشخاص الرافضين للرسوم الجمركية منذ فترة طويلة، حيث إنه عارض سياسة الرسوم الجمركية التى اتبعها ترامب منذ ولايته الأولى، لذلك رفعت شركته تسلا دعوى قضائية حينها من أجل إلغاء الضرائب المفروضة على وارداتها من الصين إلى الولايات المتحدة، وعلى غرار ذلك اعترض أيضًا فى ولاية ترامب الثانية على الرسوم الجديدة، لأنه يرى أن هذه الرسوم ستعمل على إعاقة أهداف شركته التجارية التى تعتمد على كل من الولايات المتحدة والصين كمراكز للتصنيع والاستهلاك، وبالفعل خسرت شركته مليارات الدولارات نتيجة رد فعل السوق على التعريفات التى فرضها ترامب، حيث انخفضت أسهم شركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية بنحو 18% من أسهمها.
رابعا: يرى ماسك ضرورة التعاون بين الدول لما له من أهمية كبيرة، وأن هذه الرسوم الجمركية ستعرقل التعاون الاقتصادى بين الدول، لذلك قام بمشاركة فيديو على حسابه الرسمى للاقتصادى الراحل ميلتون فريدمان، الذى شرح فيه المبادئ الاقتصادية التى تدعم التجارة الحرة، والذى استخدم فيه مثالًا بسيطًا عن إنتاج قلم رصاص لتوضيح أهمية التعاون الدولى، كما أكد فريدمان خلال الفيديو أن التجارة الدولية الحرة تعود بالنفع على الجميع، لذلك يرى أن هذه الرسوم الجمركية على الدول سوف تعرقل التعاون بين الدول، لذلك رأى أنه لا بد من إلغاء هذه الرسوم.
خامسًا: من بين الأسباب التى جعلت ماسك يتمسك بموقفه وجود العديد من رجال الأعمال الذين ينتقدون سياسات ترامب الاقتصادية المعتمدة على التعريفات الجمركية، والتى وصفوها بأنها قد تتسبب فى حرب نووية اقتصادية، ومن بين رجال الأعمال الذين انتقدوا هذه الرسوم، الملياردير بيل أكمان (الذى أيد ترشح ترامب للرئاسة فى عام 2024)، والذى حذر من المضيّ قدمًا فى استخدام الرسوم الجمركية، وأنه اعتبرها بمثابة حرب نووية اقتصادية. فضلًا عن أن رجل الأعمال جيمى ديمون (وهو الرئيس التنفيذى لبنك جى بى مورجان تشيس) حذر من أن هذه الرسوم الجمركية ستهدد برفع الأسعار ودفع الاقتصاد العالمى نحو الانكماش وإضعاف مكانة واشنطن فى العالم. بالإضافة إلى أن الملياردير كين فيشر (وهو مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة فيشر للاستثمارات)، حذر من الرسوم الجمركية التى فرضها ترامب ووصفه فى منشور له على منصة إكس: «ترامب جاهل فى مجال التجارة، ويعالج مشكلة غير جوهرية بأدوات خاطئة».
سادسًا: من المتوقع أن يكون من بين الأسباب أيضا التى جعلت ماسك ينقلب على ترامب ويعترض على سياسته الجمركية، أن هذه الرسوم تعتبر غير قانونية وليست نابعة من الكونجرس الأمريكى، بل وضعت نتيجة تصور ترامب الشخصى، وذلك لأنه يريد أن يمنح لنفسه سلطات واسعة بحجة أن هذه الرسوم تخدم مصالح واشنطن، وأنها بمثابة خطوة نحو استعادة واشنطن لحقوقها من منافسيها الذين استغلوها طوال السنوات الماضية، فضلًا عن أنه يروج لأن هذه الرسوم نتيجة المعاملة غير العادلة التى تعامل بها الولايات المتحدة فى التجارة العالمية، والتى نتج عنها عجز فى الميزان التجارى للولايات المتحدة من وجهة نظره، وأن هذه الطريقة ستغير الميزان التجارى لصالح واشنطن كما يعتقد.
• • •
ختامًا، يمكن القول إن السبب الحقيقى وراء معارضة إيلون ماسك للتعريفات الجمركية التى يفرضها دونالد ترامب على الكثير من الدول خاصة الدول الأوروبية والصين، أن هذه الرسوم تعارض مصالحه الشخصية بالتقليل من أرباح شركته تسلا لصناعة السيارات الكهربائية، وذلك لأنها تعتمد بشكل أساسى على الصين والولايات المتحدة فى التصنيع والاستهلاك، إلى جانب أنه يرغب فى إقامة منطقة تجارة حرة بين أوروبا والولايات المتحدة، وأن هذه الرسوم ستعرقل هذه التجارة، لذلك يعارضها، ودعا الرئيس ترامب إلى إلغاء هذه الرسوم أو إعادة النظر فيها.

 

النص الأصلى:
https://rb.gy/ubbbv4

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved