فخ المشروع القومى

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 16 مايو 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

يجب أن يتوقف الرئيس محمد مرسى وأهله وعشيرته فى حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين عن السعى وراء إطلاق حلم المشروعات العملاقة فى الوقت الراهن لأن موقف مصر التفاوضى مع أى مستثمرين أو مؤسسات تمويل لن يكون فى صالحها بأى حال من الأحوال الأمر الذى يفرض عليها تقديم تنازلات ربما تصبح وبالًا عليها فى المستقبل.

 

إن مصر لا تملك التمويل الذاتى لأى مشروع قومى فى الوقت الراهن. كما أنها تقف على حافة الانهيار المالى بشهادة مؤسسات التصنيف الائتمانى الدولية وهو ما يعنى أنها ليست جهة جاذبة للاستثمار فى ظل أوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية غير مواتية على الإطلاق. معنى هذا أن أى مستثمر سنحاول استقطابه للمشاركة فى مشروعاتنا الكبرى سيفرض علينا شروطا قاسية للغاية. وربما يضطر الرئيس مرسى وحكومته إلى تقديم تنازلات مؤلمة لتحقيق نجاح إعلامى لأى مشروع قومى يتم إطلاقه فى ظل هذه الظروف.

 

ومما يؤكد ما ذهبت إليه مشروع قانون تنمية إقليم قناة السويس الذى اتفق المستشار طارق البشرى مع الدكتور على الغتيت والدكتورة استشهاد حسن البنا على أنه كارثة بكل المقاييس وتفريط فى سيادة الدولة ومستقبلها رغم اتفاقهم مع الحكام والمعارضين على أن منطقة قناة السويس يمكن أن تصبح كنزا استراتيجيا واقتصاديا لمصر.

 

إن من أعد مشروع القانون المثير للفزع هذا أعده وهو يدرك أن مصر الآن ليست جاذبة للاستثمار وأنه مضطر لتقديم تنازلات مؤلمة حتى يجذب المستثمرين إليها وهو تفكير ينطوى على مخاطر جسيمة تجعلنا نشدد على ضرورة الابتعاد عن فكرة المشروعات القوية العملاقة فى هذه المرحلة والتركيز على المشروعات الصغيرة ذات العائد السريع. فهذا هو ما تحتاجه مصر فى هذه المرحلة وهذا هو ما يناسب ظروفها الحالية.

 

الأمر نفسه يتكرر فى اتفاقيات التنقيب عن البترول والغاز التى تعقدها وزارة البترول مع الشركات الأجنبية هذه الأيام حيث تؤكد مصادر عديدة أن شروط هذه الاتفاقيات أشد ظلما لمصر من الاتفاقيات التى تم توقيعها فى عهد النظام البائد لأن الشركات الآن تحاول استغلال ضعف موقف مصر التفاوضى من أجل الحصول على أكبر قدر من المكاسب استغلالا لهذه الظروف.

 

إن محاولة إطلاق مشروعات عملاقة من أجل تحقيق مكاسب سياسية أودعائية فى ظل أوضاع غير المناسبة يعنى الدفع بمصر إلى فخ خطير يهدد الحاضر والمستقبل دون أن يستفيد منه أحد على الإطلاق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved