طائرات بدون طيار فى أيدى متطرفين بأفريقيا.. على الحكومات الأفريقية الاستعداد للمواجهة

قضايا إفريقية
قضايا إفريقية

آخر تحديث: الجمعة 16 يوليه 2021 - 7:30 م بتوقيت القاهرة

نشر معهد الدراسات الأمنية الأفريقى ISS مقالا للكاتبة كارين أرين، تناولت فيه مخاطر وجود طائرات بدون طيار فى أيدى متمردين ومتطرفين فى أفريقيا، مركزة على التدابير والضوابط التى يجب على الحكومات الأفريقية والمجتمع العالمى اتخاذها لمنع وصول هذه التكنولوجيا للمتمردين.. نعرض منه ما يلى.
الطائرات بدون طيار، لها العديد من الاستخدامات الإيجابية. فانتشار تكنولوجيا الطائرات بدون طيار فى جميع أنحاء أفريقيا أدى إلى توسيع العمليات الإنسانية والتنموية والتجارية والعسكرية بشكل كبير. لكن
وجودها فى أيدى الجماعات المسلحة والمتطرفة يشكل تهديدًا يجب أن تستعد له الحكومات الأفريقية. بعبارة أخرى، يجب على الدول الأفريقية أن تكون على دراية بالمخاطر المحتملة وأن تضع استراتيجيات لتتبع وتعقب انتشار الطائرات بدون طيار.
من المتوقع أن يصل السوق العالمية للطائرات بدون طيار إلى 43 مليار دولار أمريكى بحلول عام 2024، مع توقع أن تصبح رواندا وغانا وجنوب أفريقيا وكينيا أكبر المستخدمين فى أفريقيا. عموما، يتركز استخدام الحكومات لهذه التكنولوجيا من الأسلحة الآلية على تحقيق أغراض عسكرية وتجارية وإنسانية. لكن الكيانات الأخرى التى تستخدم الطائرات بدون طيار ــ سواء كانت شركات أو متمردين ــ تحقق أغراضها التخريبية.
الآن، الجماعات المسلحة التى تتلقى الإمدادات من وكلاء أو تستخدم الطائرات بدون طيار كأسلحة فى العراق وسوريا، ومؤخرا فى اليمن وليبيا، أثارت قلقا فى الأوساط الحكومية الأفريقية. كما سلط الجنرال كينيث ماكنزى، قائد القيادة المركزية الأمريكية، الضوء مؤخرًا على خطر أن تصبح الطائرات بدون طيار شكلا جديدًا من الأجهزة المتفجرة فى أيدى المتطرفين كما فى العراق وسوريا وأفغانستان وأوكرانيا.
تشكل الطائرات بدون طيار جزءًا من ترسانة الجيش فى العديد من البلدان الأفريقية ويتم نشرها فى بعثات حفظ السلام. وعلى الرغم من أن قيام المتمردين بتكييف الطائرات التجارية بدون طيار فى منصات الضربات فى أفريقيا لم يحدث بعد، إلا أن هناك أدلة على استخدامها من قبل هذه الجماعات المسلحة للمراقبة والاستهداف الدقيق.
على سبيل المثال فى جمهورية الكونغو الديمقراطية، استخدم المتمردون مؤخرًا أنظمة جوية بدون طيار لتحديد أهداف الهجمات. وفى مايو الماضى، قال وزير الداخلية الموزمبيقى أمادى مويكيد فى مؤتمر صحفى إن المتمردين نشروا طائرات بدون طيار للاستهداف الدقيق فى مقاطعة كابو ديلجادو. يتماشى هذا مع التقارير التى لم يتم التحقق منها من قبل شركات الأمن الخاصة فى المنطقة بأن المسلحين استخدموا طائرات صغيرة بدون طيار للمراقبة.
بشكل عام، إذا نظرنا إلى السهولة التى يحصل بها المتمردون على الأسلحة وفى شنهم هجمات على الجيش، فلن نقلل أبدًا من احتمال أنهم يستخدمون قدرات أكثر تقدمًا من الناحية التكنولوجية بما فى ذلك الطائرات بدون طيار. يساعد على ذلك حقيقة أن الطائرات بدون طيار يمكن الوصول إليها وأسعارها معقولة، مما يزيد من التهديد ويشكل تحديًا لأولئك الذين يسعون إلى استعادة السلام.
لا تعنى تجربة الشرق الأوسط بالضرورة أنه يمكن استخدام الطائرات بدون طيار بالطريقة نفسها فى أفريقيا، فقد تكون فائدتها التكتيكية محدودة كسلاح؛ ومع ذلك، فمن الناحية الاستراتيجية يمكن أن تكون مفيدة فى جمع المعلومات الاستخبارية على نطاق أوسع، وجمع المواد الدعائية وتحديد مواقع الاستهداف بدقة.
يتماشى ذلك مع المعلومات الواردة من الصومال التى تفيد بأن حركة الشباب قد نشرت طائرات بدون طيار لأغراض المراقبة والدعاية. يعتقد العقيد المتقاعد ديفيد بيدل، وهو عضو سابق فى الخدمة العسكرية فى جنوب أفريقيا والمملكة المتحدة، أن الأمر مجرد «مسألة وقت» قبل أن نبدأ فى رؤية انتشار «مجموعات» أو «أسراب» من الطائرات بدون طيار فى أفريقيا، نظرًا لإمكانية الوصول إليها وتكلفتها المنخفضة نسبيًا.
إن الميزة النفسية لنشر مثل هذه الطائرات الآلية يمكن أن تمنح المتمردين ميزة على خصومهم وتوسع مجالات سيطرتهم. وينطبق هذا على البر والبحر على حد سواء، وبالفعل روى شهود عيان من موزمبيق عن استخدام تنظيم الدولة الإسلامية طائرات بدون طيار فى البحر أثناء هجوم على مدينة بالما فى مارس الماضى.
زيادة استخدام الطائرات بدون طيار فى أفريقيا يجب أن يعطى الحكومات الأفريقية والقطاع الإنسانى وقفة للتفكير. وكخطوة أولى، وبينما تكافح الحكومات الأفريقية للسيطرة على انتشار الطائرات بدون طيار، يمكن لأنظمة الإنذار المبكر أن تحدد شحنات كبيرة من الطائرات بدون طيار التى تم شراؤها وتسليمها إلى مناطق الصراع. كما يمكن التفكير فى نظام تسجيل للطائرات بدون طيار، مشابه لتلك المستخدمة فى الهواتف المحمولة، يتم شراؤها من المتجر والتى لا تحتاج إلى ترخيص.
على الصعيد الدولى، وضع المنتدى العالمى لمكافحة الإرهاب مذكرة برلين فى إطار مبادرته لمواجهة تهديدات الطائرات بدون طيار. بموجب المذكرة، تلتزم العديد من الدول بقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والتى تتطلب «تدابير فعالة لوضع ضوابط محلية لمنع انتشار الأسلحة النووية أو الكيميائية أو البيولوجية ووسائل إيصالها». وتشمل وسائل إيصالها الطائرات بدون طيار.
باختصار، يجب أن يلعب صانعو وصانعات السياسة الأفارقة وفى العالم دورًا نشطًا فى تشكيل سياسة مستقبلية للتحكم فى وصول الطائرات بدون طيار لأيدى المتطرفين والجماعات المسلحة. وحتى عند استخدامها للمراقبة بدلا من الهجوم، يمكن للطائرات بدون طيار أن توفر للمتمردين ميزة استراتيجية وتشغيلية تهدد قدرة قوات الأمن على حماية المواطنين والمواطنات وتحقيق الاستقرار فى مناطق الصراع.

إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد

النص الأصلى

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved