أحوال صحية: ناموا.. تصحوا

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 16 أغسطس 2019 - 10:25 م بتوقيت القاهرة

رغم أن «صوموا تصحوا» هو الحديث الصحيح المتناقل عن الرسول عليه صوات الله وتسليمه إلا أن ناموا تصحوا أيضا مقولة صحيحة ونصيحة تسدى للجميع عن ثقة فيما وراءها من حقيقة علمية.

الواقع أن اضطرابات النوم وما يصاحبها من قلق وسهر وعدم الحصول على قدر كاف من النوم يعد مشكلة حقيقية يعانى منها كل سكان العالم بلا استثناء هذه النتيجة جاءت عند إعلان ما توصل إليه فريق علمى قام بدراسة موسعة للوقوف على أبعاد المشكلة. يشمل البحث فحص الملفات الصحية لأحد عشر شخصا يعيشون فى اثنتى عشرة دولة فى أنحاء العالم. كشفت الدراسة عن أن ٦٢٪ من البالغين على مستوى العالم لا يحصلون على قسط كاف من النوم يمكنهم من الاستيقاظ فى حالة ذهنية صافية تسمح لهم ببدء العمل فى صورة نشطة متمتعين بقدر جيد من التركيز.

أفصحت الدراسة أيضا عن تراجع ساعات النوم العادية والتى يقدرها العلم بثمانى ساعات يوميا إلى ست ساعات رغم ذلك فالبالغون لا يتمتعون بقضائها فى النوم بل أقل أيضا.

أشارت الدراسة إلى أن الدوار الناجم عن قلة ساعات النوم يعد سببا أساسيا فى حوادث السيارات والشاحنات التى تهدد حياة البشر بلا حساب.

الواقع أننى فى نفس الأسبوع كنت قد انتهيت من قراءة نتائج تجربة سويسرية تحذر من خطورة نوم الأطفال فى وقت متأخر من الليل وعدم حصولهم على قدر كاف من النوم. الدراسة تشير إلى أن ذلك يلحق ضررا بالغا بالنمو العقلى لكل أجزاء المخ، خاصة تلك التى تتعلق بالذاكرة. أيضا الجزء الخلفى من الدماغ المسئول عن الحركات اللاإرادية والانفعالات والجزء الجبهى المسئول عن الانتباه والتفكير.

انتهى الباحثون إلى أن عواقب اضطرابات النوم لا تظهر فورا بل على المدى الطويل وأن قلة النوم تضعف القدرة على تلقى المعلومات خاصة تلك المتعلقة بالقراءة والرياضيات.

أما الضغط النفسى والعصبى القاسى طويل الأمد فهو لا يرحم خلايا الدماغ بل يساهم فى اغتيالها والتسبب بموتها. تلك التأثيرات تنال من القدرات العقلية فيشرد الذهن ويقل الانتباه وتضعف الذاكرة ويصعب استرجاع المعلومات ويظهر التردد فى اتخاذ القرارات.

إذن فالنوم عددا من الساعات كافيا كما حدده العلم بثمانى ساعات يوميا قد يبدو الآن حلما للجميع، فعلى الأقل يمكننا القبول بست ساعات وربما خمسة لكنها يجب أن تكون صحية يتمتع فيها العقل بالراحة الذهنية والجسم براحة عضلاته رغم أن أجهزة الجسم لا يتوقف عملها وإن بدا بصورة بطيئة لكنها مستمرة.

كيف يهرب الإنسان من مصيدة القلق التى تقاسمه فراشه؟ قد تجدى بالفعل الوسائل البسيطة المتعارف عليها مثل حمام دافئ وكوب لبن وغرفة نوم جيدة التهوية خالية تماما من كل أجهزة كهربائية، بلا تليفزيون أو ساعة، مع الإظلام التام. بالفعل كلها شروط يمكن للمريض على ساعات نومه أن يفى بها. لكن أهم عامل قد تؤدى بالفعل لنوم عميق من وجهة نظرى المتواضعة هو أن تخلد للنوم بذهن صاف وضمير مستريح.

هل أضفت بعدا مستحيلا؟

هل زدت الأمر تعقيدا؟

قد يكون الأمر صعبا لكنه أبدا ليس بمستحيل

جربوا..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved