قم للمعلم وفه التبجيلا

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: السبت 16 سبتمبر 2017 - 8:55 م بتوقيت القاهرة

نشرت جريدة الرياض مقالا للكاتب حمد بن عبدالله اللحيدان والذى جاء فيه، مما لا شك فيه أن التعليم المتميز يعتبر القاعدة الأساسية لنهوض الأمم فهو المعنى بتعليم وتدريب وصقل مهارات الكوادر البشرية التى تدير الحراك الوطنى بكل أنواعه وتشعباته فى كلا القطاعين العام والخاص ولذلك فإن الاهتمام بالتعليم العام هو القاعدة الأساسية للنجاح والتميز فى التعليم العالى، والتميز فى التعليم العالى هو المسئول عن تخريج القيادات والكوادر المتميزة بما فى ذلك المعلمون الذين يشكلون حجر الزاوية فى تحقيق أهداف التعليم العام مما يعنى أن التعليم العام بجميع مراحله لا يمكن أن يؤتى ثماره المنشودة بدون معلم متميز علميا وأخلاقيا وتربويا واتزانا وتفانى واستشعارا للمسئولية الملقاة على عاتقه. من هذه المنطلقات نجد أن الدول التى اهتمت بالتعليم قامت بتشجيع المعلمين ورفع مكانتهم المادية والمعنوية تم انتشالها من حضيض الفقر والتخلف والضياع وعدم الاستقرار إلى مقدمة الدول فى جميع المجالات وخير مثال على ذلك كل من كوريا وماليزيا وتركيا وسنغافورة والدول الإسكندنافية وحدث ولا حرج أما الدول التى لم تول التعليم الأهمية البالغة فقد انحدرت إلى الأسفل وأصبحت فى المؤخرة اقتصاديا وأمنيا واستقرارا وأصبح التخبط هو القاعدة لأن الإدارة تسلمها أنصاف وأرباع متعلمين وهم الذين كانوا نتاج التعليم الفاشل ولذلك قال أحد الحكماء إذا أردت أن تهدم أمة فحطم التعليم من خلال تحطيم المعلم وتهميشه وقلل من أهمية القدوة وارفع من قيمة الهوامش واجعلهم قدوة واتبع ذلك بهدم كيان الأسرة وكل ذلك من أجل القضاء على القيم والمرتكزات الأساسية التى تخرج وتبنى أجيال ملتزمة اتجاه دينها ووطنها وقيادتها والمجتمع الذى تنتمى إليه. إن استهداف المعلم من خلال بعض الهجمات المرتدة فى بعض وسائل التواصل الاجتماعى لا يمكن تجاهلها فمهمة المعلم تعتبر أشرف مهنة يمكن لموظف أن يفتخر بها فهو المسئول عن إعداد الأجيال المتتابعة ولذلك يقول شوقى:
قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا
أعلمت أشرف أو أجل من الذى يبنى وينشئ أنفسا وعقولا
سبحانك اللهم خير معلم علمت بالقلم القرون الأولى
فالمعلم يحظى فى الدول المتقدمة بأهمية خاصة ولذلك عندما طلب من المستشارة الألمانية تقليل مميزات المدرسين ردت على أصحاب المقترح كيف أقلل من مميزات من علموكم. وعلى العموم الكل يعرف أن التعليم يقوم على عدة ركائز يأتى فى مقدمتها: المنهج والمعلم والأسرة وقبل ذلك وبعده الضبط والربط الذى يجعل العملية التعليمية متناغمة وذات أهداف واضحة تتعلق بزرع مفاهيم أمن واستقرار الوطن ووحدته من خلال وحدة الصف ووحدة الكلمة وهذا يولد الولاء له ويرسخ مفاهيم الحوار وقبول الآخر وقبول الاختلاف وزرع عقيدة الالتزام والتمسك بالثوابت وصقل ذلك بالتخصص الذى يحتاجه الوطن فى جميع المجالات الأمنية والعسكرية والاقتصادية والصحية والتعليمية وغيرها ناهيك عن عدم تمييز بعضها على حساب البعض الآخر إلا إذا كان التخصص ليس له مكان فى سوق العمل. إن التعليم العام والعالى حلقة يخدم بعضها البعض الآخر ولذلك يجب أن نجعل التميز أساسا لأهدافهما ويكتمل التميز بتشجيع البحث والتطوير التعليمى والتربوى لذلك على الجامعات الاهتمام أكثر بالبحث التطبيقى الذى يجعل من الجامعات مراكز تفكير تسد حاجة الوطن من المستشارين والمخططين الاستراتيجيين وذوى العقول المتفتحة التى ترى المستقبل حاضرا أمامها وتستعد له بوضع الخطط المناسبة والمرنة تحسبا للوصول إليه ولا شك أن ذلك كله يحتاج إلى مبادرات نوعية تركز على جميع الوسائل الموصلة إليه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved