رسائل كلينتون السرية عن الإخوان!

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الجمعة 16 أكتوبر 2020 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

كيف سترد جماعة الإخوان وفروعها العالمية المختلفة على المعلومات الخطيرة التى كشفتها رسائل البريد الإلكترونى المسربة لهيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية فى عهد الرئيس السابق باراك أوباما؟!
البعض يقول إن مجمل ما تم نشره حتى الآن ليس جديدا، بل يعود للعام 2015، وربما يتم نشر رسائل جديدة قريبا.
لكن وفى كل الأحوال فإن حجم المعلومات الوارد فى هذه الرسائل كبير وخطير ومهم، ويتعلق بموضوعات وقضايا كثيرة تهم عددا كبيرا من بلدان العالم، وبعضها يتعلق بمصر ودول عربية أخرى، والأهم أنه يفسر الكثير من الألغاز بشأن وقائع ما حدث قبل وخلال وبعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١. والأكثر أهمية أن الرسائل لم تعد مجرد تسريبات للمكايدة السياسية بل صادرة عن البيت الأبيض شخصيا، مما يؤكد خطورتها.
المعلومات المهمة التى كشفتها وسائل البريد الإلكترونى لهيلارى كلينتون تقول إن حجم التنسيق بين أمريكا وجماعة الإخوان كان أكبر مما يظن الجميع، وإن ما كان يسوقه البعض باعتباره اتهامات ثبت أنه حقائق راسخة.
الجماعة كانت حريصة طوال الوقت على إظهار نفسها بأنها ضد أمريكا، أو على الأقل أنها ضحية سياسات ومواقف أمريكا، التى تتحالف مع الأنظمة المستبدة فى المنطقة ضد الجماعة، لكن رسائل كلينتون تقول لنا إن ذلك لم يكن صحيحا، على الأقل خلال وبعد الربيع العربى.
الجماعة تقول لأعضائها وعناصرها والمتعاطفين معها طوال الوقت، إنها تتصدى للسياسات الأمريكية فى المنطقة، لكن ثبت أن الأمر ليس صحيحا إلى حد كبير.
فى إحدى الرسائل التى تم الكشف عنها مساء يوم الإثنين الماضى، ونشره مترجما موقع «المصرى اليوم» فإن أحد المصادر الاستخبارية، قال لكلينتون إن الرئيس الأسبق محمد مرسى اشتكى خلال تواجده فى بروكسل فى سبتمبر ٢٠١٢، من أنه تلقى توبيخا من أوباما وكلينتون لأن الحكومة الإخوانية لم تستطع حماية المصالح الأمريكية، ولذلك فإن مرسى أصدر تعليمات للأجهزة الأمنية باستخدام كل ما يلزم لحماية المنشآت الأمريكية والغربية.
سيقول قائل وما الذى يدين مرسى والإخوان فى هذه النقطة؟ أليس من الضرورى حماية كل السفارات والمصالح الأجنبية؟! الإجابة هى نعم. لكن مرسى يشكو للأمريكيين من أن الجزء الأكبر من المعونة الأمريكية يذهب للجيش المصرى، وهذا سيضر بإقامة علاقات جيدة بين الإخوان والجيش، أى إن المطلوب هو تحويلها للحكومة الإخوانية.
المفاجأة الأخرى أن الإخوان قدموا تعهدات واضحة للأمريكان والغرب بأنهم سيبدأون فى مواجهة حزب النور السلفى، خشية أن يحاول استغلال ظروف الفوضى لزعزعة استقرار حكم الإخوان. وفى الرسائل نعرف أن مرسى طلب من أجهزة الأمن جمع المعلومات عن أنشطة حزب النور.
وفى رسالة أخرى نشرها موقع «سكاى نيوز عربية» مساء الأحد الماضى، فإن كلينتون زارت قناة الجزيرة القطرية فى مايو ٢٠١٠، واجتمعت مع مدير الشبكة وأعضاء مجلس إدارتها، واتفقوا على قيام وفد من الشبكة بزيارة واشنطن بعدها بأيام. وفى رسالة أخرى طالبت هيلارى من قطر تمويل ثورات الربيع العربى، عبر صندوق مخصص لمؤسسة كلينتون. وفى رسالة ثالثة تؤكد قيام قطر بإنشاء قناة إعلامية لجماعة الإخوان فى سبتمبر ٢٠١٢، بعد أن اشتكت الجماعة من ضعف إعلامها.
وفى رسالة أخرى تبين لنا أن أمريكا نسقت مع قطر لتمويل تسليح المعارضة السورية بالعتاد الثقيل.
وفى رسالة بتاريخ ٢٧ أغسطس ٢٠١٢ بعنوان «رئيس ليبيا الجديد» جاء فيها أن محمد المقريف السياسى الليبى المنتمى لجماعة الإخوان، أخبر الأمريكيين بأنه يعتزم تأسيس دولة إسلامية تقوم على مبادئ الشريعة، وأنه سعى لإقامة علاقات مع إسرائيل فى الخفاء، لكنه قال للأمريكيين أنه سيضطر إلى إصدار تصريحات تنتقد إسرائيل علنا، مراعاة للظروف السياسية. وأنه يعتزم تأسيس رابطة إقليمية بين الحكومات الإخوانية فى تونس وليبيا ومصر، وأنه قرر دعم المخطط التركى القطرى، لإسقاط نظام بشار الأسد فى سوريا.
هذه هى المعلومات الخام التى تحدث بها قادة الإخوان للمسئولين الأمريكيين أو رجال المخابرات الأمريكية، وهى تقدم لنا صورة عما كان يحدث تحت السطح، ويصر الإخوان على إنكاره، رغم أننا كنا نرى العديد من وفود الجماعة تزور البيت الأبيض والكونجرس ومقرات وسائل إعلام ومراكز بحوث أمريكية خلال تلك الفترة، بل وتقيم الصلوات فى بعض هذه الأماكن!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved