بن غفير خطر على إسرائيل

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأحد 16 أكتوبر 2022 - 9:20 م بتوقيت القاهرة

قبل أسبوعين من الانتخابات، تقف إسرائيل فى مواجهة خطر حقيقى لسيطرة اليمين المتطرف على مراكز القوة فى السلطة.
الممثل الأبرز لهذا الخطر هو عضو الكنيست إيتمار بن غفير، الذى كان قبل عامين شخصية صغيرة على هامش اليمين، وأصبح اليوم مرشحا لمنصب وزير فى الحكومة المقبلة، فى حال كان رئيسها بنيامين نتنياهو. والدليل على ذلك جاء فى قبل أيام، عندما كشفت دفنا ليئال فى قناة «حدشوت 12» الإخبارية أن نتنياهو وبن غفير اتفقا على التنسيق الكامل بينهما حتى الانتخابات.
بن غفير من أتباع الحاخام كهانا، والذى يضع فى صالون منزله صورة القاتل باروخ غولدشتاين [منفّذ مجزرة الخليل فى سنة 1994، والتى ذهب ضحيتها 29 فلسطينيا]، تحول بفضل نتنياهو من زعيم حزب لا أهمية له إلى لاعب سياسى مهم. أغلبية الإسرائيليين لا تتماهى مع مواقف بن غفير وشريكه بتسلئيل سموتريتش المتطرفة، اللذين كانا شريكين فى الماضى فى منظمة «موكب الماشية» ضد مجتمع المثليين والمثليات، ويحاولان اليوم إظهار اعتدال فى مواقفهما. لقد ساهم بن غفير مساهمة كبيرة فى حوادث العنف التى أدت إلى عملية «حارس الأسوار»، وبدلا من أن يتبرأ نتنياهو منه، حوّله إلى شريك رفيع المستوى فى جهوده الرامية إلى تدمير القانون والديمقراطية فى إسرائيل.
الذين يعرفون بن غفير جيدا هم رؤساء الأجهزة الأمنية الذين اضطروا إلى لجمه طوال أعوام، ومنعه من إشعال الشرق الأوسط. رئيس الأركان السابق غادى أيزنكوت، المرشح على قائمة المعسكر الرسمى اليوم، وصف بن غفير بأنه الشخص الذى عمل دائما على عرقلة عمليات الجيش خلال فترة عمله. إذا تحققت خطط نتنياهو، فإن بن غفير سيعيَّن قريبا عضوا فى المجلس الوزارى السياسى ــ الأمنى المصغر.
أصدقاء إسرائيل فى العالم يدركون جيدا هذا الخطر. السيناتور روبرت منديز، من المؤيدين البارزين لإسرائيل، حذّر نتنياهو من تأليف حكومة مع اليمين المتطرف. أيضا المنظمات اليهودية الكبيرة فى الولايات المتحدة عبّرت عن قلقها العميق إزاء إمكانية تأليف نتنياهو حكومة مع بن غفير، وحذرت من أن هذا الأمر يسىء إلى مكانة إسرائيل لدى الرأى العام الأمريكى.
الشراكة مع بن غفير يجب أن تكون خطا أحمر. وحكومة تضمه تشكل خطرا على أمن إسرائيل، وتؤجج النار بين المواطنين العرب واليهود، وتُلحق ضررا كبيرا بمكانة إسرائيل الدولية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved