«رعد 34».. حماة الغرب
عماد الدين حسين
آخر تحديث:
الأحد 16 نوفمبر 2025 - 6:45 م
بتوقيت القاهرة
صباح السبت الماضى تحركنا فى طائرة عسكرية شديدة الخشونة من مطار شرق القاهرة إلى مطار حباطة فى المنطقة الغربية العسكرية، القريبة جدًا من الحدود مع ليبيا.
وصلنا إلى هناك بعد نحو ساعة ونصف الساعة، كنا نحو ٦ صحفيين وإعلاميين، وبالطبع الكثير من كبار قادة القوات المسلحة.
المناسبة هى تنفيذ المناورة العسكرية «رعد ٣٤» بواسطة إحدى وحدات المنطقة الغربية.
مشروع المناورة التكتيكى بدأ تنفيذه فى الثامن من الشهر الجارى، وأمس الأول كان اليوم الختامى لـ«المشروع التكتيكى بجنود رعد ٣٤»، بحضور الفريق أول عبدالمجيد صقر وزير الدفاع والقائد العام للقوات المسلحة والفريق أحمد فتحى خليفة رئيس الأركان العامة وبعض كبار قادة القوات المسلحة، إضافة إلى اللواء خالد شعيب محافظ مرسى مطروح واللواء محمد الزملوط محافظ الوادى الجديد.
بطبيعة الحال فإن الهدف الأساسى لهذا المشروع التكتيكى بل وللمنطقة الغربية بكاملها هو تأمين الاتجاه الاستراتيجى الغربى، وهذا الهدف صار شديد الأهمية فى ظل الاضطرابات التى تعصف بكل المنطقة، ليس فقط بسبب الصراع فى ليبيا أو السودان الشقيقين، ولكن أيضا بسبب عدم الاستقرار فى كامل منطقة شرق البحر المتوسط التى صارت غنية بالطاقة. لكنها أيضا وللأسف غنية بالصراعات الممتدة والمستجدة.
المشروع التكتيكى شاركت فيه كل الأسلحة تقريبا وجرى بجوار مطار حباطة، وتم خلاله التوجيه الطبوغرافى والتكتيكى وأوضاع القوات وعرض ملخص الفكرة التكتيكية، وبعدها مباشرة بدأت أعمال المشروع بوصف الميدان ودفع مجموعات قتال مختلفة والاشتباك مع الأهداف.
طوال مراحل المشروع الختامى الذى استمر أكثر من ساعتين كان هناك العديد من الأنشطة ومنها ظهور سرية الهاون والرماية، وتدمير مركز قيادة للعدو بالطائرات الانقضاضية.
ومن الملفت للنظر جدا فى هذا المشروع التكتيكى التكامل بين الأسلحة المشتركة الحديثة من أول المسيرات إلى المقاتلات مرورا بكل أنواع الأسلحة خصوصا الدبابات والصواريخ.
خلال المشروع شاهدنا استخدام الصواريخ تدمر أهدافها بدقة، ورأينا أيضا منظومات الدفاع الجوى تتصدى للطيران المعادى، رأينا أيضا إسقاطا لجنود المظلات فى ساحة المعركة، ورأينا قذائف الدبابات والمدافع تصيب أهدافها بدقة.
رأينا أيضا مسيرات بأحجام مختلفة من أول التى تستهدف أفراد العدو إلى تلك القادرة على تدمير البنية التحتية له، رأينا أيضا طائرات الشينوك ومى ١٧ والأباتشى وهى تنفذ مهامها بكل دقة، وكذلك إعاقة طائرات الدرونز المعادية.
انتهى المشروع بتحقيق كل أهدافه والوصول إلى الأهداف المخططة.
بعد نهاية المشروع التكتيكى شكر الفريق أول عبدالمجيد صقر الجنود والضباط على أدائهم المتميز، وحيا شيوخ قبائل وعواقل وعمد مطروح وسيوة الذين حضروا المشروع.
القائد العام قال فى كلمته: «ما رأيتموه جزء من كل، وهو أداء يدعو للاحترام والتقدير، وأمر يدعو إلى الاطمئنان ورأينا أداء الأسلحة المشتركة بكل كفاءة».
وقال أيضا إن المنطقة الغربية مهمتها حماية الحدود الغربية. وأن القوات المسلحة بما تمتلكه من نظم قتالية وأسلحة ومعدات قادرة على حماية الوطن وصون مقدراته على جميع الاتجاهات الاستراتيجية للدولة، وما تم تنفيذه من أنشطة تدريبية خلال المشروع يبعث برسالة طمأنة للشعب المصرى العظيم على قواته المسلحة واستعدادها القتالى الدائم.
الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة شهد فى الأسبوع الماضى إحدى مراحل المشروع التى تضمنت تنفيذ إحدى المهام التدريبية المخططة، وناقش عددا من القادة والضباط المشاركين بالمشروع فى تنفيذ مهامهم للتأكد من قدرتهم على اتخاذ القرار السليم أثنـاء سير العمليات.
وأظن أن الرسالة العامة للمشروع قد وصلت إلى كل من يهمه الأمر.