نحن فضوليون.. لكننا لا نبحث عن إجابات لكل شىء
قضايا نفسية
آخر تحديث:
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 - 6:45 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع «Psyche» مقالًا للكاتب تومى بلانشارد، يوضح فيه أن البشر كيانات تحرّكها غريزة البحث، لكن هذا الشغف بالمعلومات ليس عشوائيًا. إن الإنسان فضولى انتقائى؛ فبالرغم من السعى الدائم نحو المعرفة، إلا أنه يميل لتوجيه فضوله نحو الموضوعات التى يمتلك عنها معرفة مسبقة تكوّن الهيكل المفاهيمى الأساسى. لذا، يؤكد الباحثون أن الفضول هو دافع لملء الفجوات فى معرفتنا، وليس النقص الكامل فيها.. نعرض من المقال ما يلى:
نحن فضوليون نقضى الكثير من حياتنا فى البحث عن المعلومات سواء بمشاهدة نشرات الأخبار، أو الاستماع إلى حلقات البودكاست، أو قراءة الكتب أو المقالات عبر الإنترنت، أو معرفة أحدث ثرثرة مكتبية من زميل فى العمل. لكن يشير كاتب المقال تومى بلانشارد، إلى أن أغلب هذه المعلومات -أحيانًا- تكون دون فائدة مثل الرغبة فى معرفة كيف تنتهى رواية ما.
يقول بعض الباحثين إن الفضول هو دافع فى حد ذاته، مثل الجوع أو العطش، لا يميز بين المعلومة المفيدة والأخرى دون الفائدة. يثير هذا الولع بمعرفة المعلومات سؤالًا لدى الكاتب وهو: «إذا كنا نحب المعلومات كثيرًا، فلماذا لا نبحث عن المزيد منها؟»، مثلًا لماذا لا يسأل البعض عن فكرة عمل الأجهزة الكهربائية؟. فمن شأن بحث صغير على جوجل، الإجابة عن هذا السؤال، لكن الواقع هو أن البشر فضوليون انتقائيون. بمعنى أوضح الإنسان ليس فضوليًا بخصوص كل شىء يدور حوله، إذ يوجه فضوله نحو أشياء محددة دون غيرها.
يُرجع بلانشارد السبب وراء افتقار الفضول فى بعض المجالات إلى عدم المعرفة المسبقة بمفاهيم وخبايا هذه المجالات، إذ تخيل أنك تلتقط كتابًا مدرسيًا سميكًا عن تاريخ بلد لا تعرف عنه شيئًا يذكر، فإنك ستجد صعوبة فى مواصلة فضولك للمعرفة.
معلومة إضافية، يقول بلانشارد أن الرضع يظهرون اهتمامًا بالأحداث التى تحافظ على التوازن بين أن تكون مجهولة بما يكفى لجذب الانتباه وبسيطة يُسهل فهمها. تُعزى الباحثة سيليست كيد، الأستاذ المساعد فى علم النفس بجامعة كاليفورنيا في بركلى، السبب فى هذه الحالة إلى أن العقول النامية تبحث عن حل وسط معرفى: أنماط ليست صعبة التعلم جدًا وليست سهلة التنبؤ جدًا، بحيث لا يوجد دافع للاستكشاف.
فى حالة البالغين، أظهرت الدراسات أن مستويات الفضول تجاه المعلومات العامة مرتبطة بالمعرفة المسبقة لدى الفرد. بمعنى أوضح، يشعر الإنسان بالفضول تجاه معرفة شىء ما لديه معلومة بسيطة عنه تعزز هذا الفضول لمعرفة المزيد. على سبيل المثال: لن تهتم بمعرفة من كان ثانى رئيس وزراء لكندا إذا كنت لا تعرف شيئًا عن أى مِن الأشخاص الذين لعبوا أدوارًا كبيرة فى التاريخ الكندى. لكن إذا كنت تعرف بعضًا عن التاريخ الكندى، فقد يتبادر إلى الذهن بعض الأسماء وسيُثار فضولك.
فى ضوء ما سبق، يؤكد الباحثون أن الفضول هو دافع لملء الفجوات فى معرفتنا، وليس النقص الكامل. كما يوضح بلانشارد بأن المعرفة المسبقة عن مجال ما تمثل الأساس الذى يحفز الفضول لمعرفة المزيد.
خلاصة القول، لإيقاظ دافع الفضول لديك، ابحث عن الفجوات فى فهمك للأشياء أو الأحداث التى تصادفها كل يوم، عندما تكون فى المنزل، أو تعمل، أو تقرأ الأخبار. إذن كلمة السر هى البحث عن الصورة الذهنية غير المكتملة. يضيف بلانشارد بأن تطوير بعض المعرفة فى مجال ما يعد طريقة مهمة لفتح الأعين على فرص تعلم جديدة. فى بعض الأحيان، قد يتطلب الأمر فقط إيلاء المزيد من الاهتمام لما يحيط بنا، والتساؤل بتواضع عما إذا كنا نفهمه حقًا.
إعداد وتحرير: وفاء هانى عمر
النص الأصلى:
https://tinyurl.com/3c6tbey7