إحنا آسفين يا إسماعيل

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الأربعاء 17 يناير 2018 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

قبل أقل من 48 ساعة على فتح باب الترشيح لانتخابات الرئاسة والذى سيظل مفتوحا لمدة 10 أيام، لم يتمكن أى مرشح محتمل من الوفاء بشرط الترشح الأساسى وهو الحصول على العدد المطلوب من التوكيلات الشعبية أو التزكية النيابية، باستثناء الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى حصل على تزكية الأغلبية الساحقة من أعضاء مجلس النواب رغم أنه لا يحتاج إلا إلى تزكية 20 نائبا فقط، وحصل على ما يقرب من نصف مليون توكيل شعبى رغم أنه لا يحتاج إلا إلى 25 ألف توكيل فقط. ليس هذا فحسب بل إن الرئيس السيسى حصل على هذه التزكية وهذه التوكيلات حتى قبل أن يعلن عزمه خوض الانتخابات الرئاسية لفترة جديدة، ولم يشكل حملة انتخابية ولم يطرح برنامجا انتخابيا.

هذا المشهد يؤكد حقيقة باتت واضحة للجميع وهى أنه لا يوجد من بين أكثر من 100 مليون مصرى من يمكنه منافسة الرئيس الحالى على منصبه فى الانتخابات المقررة، وأن النواب فى البرلمان والموظفين فى المصالح الحكومية والإعلاميين خلف ميكروفوناتهم والفلاحين فى الحقول والعجائز حول المدفأة يؤيدون الرئيس الحالى، أى رئيس حالى، حتى دون انتظار إعلانه مجرد عزمه على الترشح لفترة رئاسة ثانية.

معنى هذا أننا سنكون بعد أسابيع قليلة أمام انتخابات فيها استمارات تصويت مطبوعة بالملايين ولجان انتخابية على رأس كل منها قاض جليل، ومعه عدد من موظفى الدولة الأجلاء أيضا، ورجال أمن على أبوابها لتأمينها وكشوف مكافآت ومصروفات رسمية وغير رسمية بالمليارات لكل من شارك فى هذا العرس الانتخابى، لكننا لن نجد فى هذه الانتخابات مرشحين، ولا برامج انتخابية، ولا حملات دعائية وبالطبع ولا ناخبين.

فقد نجح المخلصون من أبناء هذا الوطن القائمين على أمر استقراره وسلمه الاجتماعى فى، تفكيك ألغام الدستور الموضوع بحسن نية والذى يفرض إجراء انتخابات رئاسية كل 4 سنوات، وقطعوا الطريق على أى احتمال لظهور منافس جاد يمكن أن يثير الانقسامات ويدفعنا إلى مواجهة استحقاق انتخابى حقيقى وما يمثله من تهديد للاصطفاف الوطنى وجهود التنمية التى يحسدنا على نتائجها الصديق قبل العدو.

ولما كان ذلك، كذلك، فلابد أن يرفع كل من هاجم النائب الموقر الدكتور إسماعيل نصر الدين صاحب اقتراح تعديل الدستور لتمديد فترة الرئاسة إلى ست سنوات لافتة «إحنا آسفين يا إسماعيل»، فالأيام أثبتت بعد نظر هذا النائب، ليس فقط لأن فترة السنوات الأربع قصيرة ولا تكفى لكى ينجز الرئيس ما يريد إنجازه، ولكنها قصيرة جدا لكى نبحث بين 100 مليون مصرى عن شخص يمكنه خوض الانتخابات أمام الرئيس حتى لو كان سيخسرها.

فما نراه الآن يؤكد بعد نظر النائب الموقر نصر الدين وأنه لا حاجة لإجراء انتخابات رئاسية كل أربع سنوات وربما لا حاجة لإجراء انتخابات رئاسية من الأساس لأن الرئيس دائما يفتقد إلى المنافس، ولأن الاستحقاق الانتخابى يتحول إلى مباراة يخوضها لاعب واحد يسجل فيها الأهداف حتى دون أن يلعب.

مرة أخرى «إحنا آسفين يا اسماعيل»، فمصر تحتاج إلى تعديل الدستور لتصبح «فترة الرئاسة مدى الحياة للرئيس» دون الحاجة إلى استفتاء أو انتخابات، توفيرا للنفقات وحفاظا على مسيرة الإنجاز والتنمية وحماية للشعب المصرى الشقيق من أضرار الانتخابات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved