التهدئة..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 17 فبراير 2019 - 10:30 م بتوقيت القاهرة

** كأنه تعبير سياسى، لكنه صيحة رياضية أطلقت من قلب البرلمان.. وأتمنى من القلب أن ينتهى الصخب الدائر إلى الهدوء وإلى ممارسة كرة القدم والرياضة بمعايير هذا النشاط الإنسانى الجميل والذى يجب أن يكون ممتعا.. لكن التهدئة ليست مسئولية الجمهور، ولا هو من إنتاج مواقع التواصل الاجتماعى.. وإنما هذا الصخب القديم المتجدد كل فترة يعود إلى شخصيات ضلت طريقها إلى الرياضة، ويعود إلى لاعبين ومدربين ورؤساء أندية وقيادات رياضية، وبرامج رياضية، ومقالات صحفية.. وحين يشتبك الجمهور وتغرد الشياطين بالفتنة، والكراهية، لإشعال النار بين الشباب، فإن ذلك من نتائج زراعة مناخ يفرز هذا الاحتقان.
** هل التهدئة فكرة جديدة؟ هل احتاج الأمر سنوات كى نرى هذا السواد الذى خيم على الحركة الرياضية المصرية وهذا الخروج على الأداب وعلى القانون؟ هل فاتكم جميعا قراءة أو متابعة رسائل كررناها عشرات المرات فى شكل نداءات تحذر من الأخطار التى تهدد المجتمع من خلال النشاط الرياضى وكرة القدم تحديدا نظرا لأهمية وقوة وتأثير هذا النشاط؟
** التهدئة فكرة جميلة. ندعو الله أن تقود الوسط الرياضى كله إلى الهداية، وإلى الاستمتاع بكرة القدم وبالرياضة.. ولن تكون هناك تهدئة، بالنصائح، وبمشاهد مقتبسة من الأفلام القديمة.. ولعل الجيل الذى يقود الآن الحركة الرياضية يدرك أن هناك أجيالا ترى وتسمع وتستمتع بمشاهد رائعة فى غاية الجمال فى العالم الآخر الذى نعرفه باسم العالم الأول الذى يمارس كرة القدم والرياضة، تحت رايات الإتقان والدقة، وبصور تتسم بألوان زاهية، ومواعيد ثابتة، وقانون رادع تحكمه لوائح، تتعامل مع جميع اللاعبين وجميع الأندية وجميع الأطراف بمنتهى الحسم والعدل والمساواة وتحاسب من يتجاوز فورا دون انتظار.. وحين يختل هذا كله أمام أعين الشباب تكون النتيجة هى هذا الاحتقان..هل هذا مفهوم أم أنه يحتاج إلى شرح؟
** التهدئة تكون تبدأ بفهم المعنى الدقيق والمهنى من كلمة احتراف، والتى تعنى الدقة والإبداع والتميز والتفرد والعمل بأقصى طاقة وبأمانة وبضمير مهنى.. وهو ما فرض على كل وسائل الإعلام وعلى أصحاب الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعى مسئوليات أدبية كبيرة.. دون النظر إلى المال، أو إلى نسب المشاهدة أو زيادة عدد المتابعين.. فهذا كله يمكن صناعته بسهولة على جثة الأخلاق والروح الرياضية بتغريدة ساخنة، أو بتغريدة شيطانية، أو بكتابة «بوست» بقلم متعصب مريض وجاهل..!
** فى كل يوم تنقل إلينا رياح البحر الأبيض المتوسط من بلاد الشمال دروسا محملة بالخير والعمل والعلم والإنسانية والفهم والقيم الرياضية.. فكيف يلعبون كأنهم يعملون.. وكيف لا يعملون كأنهم يلعبون.. إنهم لا يهرجون.. ولا يتعاملون مع الأزمات ومع القضايا، ومع المشكلات بعقول العصافير، أو بتسطيح، ولا يفعلون ذلك أبدا باختيارات يمارسها الأطفال، مع من أنت، مع أى فريق أنت..؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved