لو فعلها الرئيس

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: السبت 17 أبريل 2010 - 9:15 ص بتوقيت القاهرة

 أخيرا وبعد انتظار دام ثلاثة أسابيع ظهر الرئيس محمد حسنى مبارك للمرة الأولى منذ عودته من رحلة العلاج فى ألمانيا التى استمرت بدورها ثلاثة أسابيع.

إذن وخلال ستة أسابيع ظهر الرئيس مرتين فقط باستثناء ظهوره التليفزيونى السريع وهو يوقع مراسيم جمهورية مثل تعيين شيخ الأزهر. ظهور الرئيس أمس الأول الخميس مجتمعا فى شرم الشيخ مع رئيس الوزراء إضافة إلى وزراء المالية والتنمية الاقتصادية والإسكان ورئيس ديوانه حسم بعض الإشاعات لكنه لم يهدئ من القلق العام.

الظهور الأخير تم إخراكه بشكل جيد.. الرئيس يبدو بصحة معقولة.. يجتمع مع بعض الوزراء، يمارس مهامه، ويقضى على كل ما راج من إشاعات.. ثم.. وهذا هو الأهم يزف للموظفين بشرى رفع العلاوة إلى 10٪ بعد أن اقترحت الحكومة قبل نحو أسبوعين أنها ستكون 7٪ فقط.

مسرحية العلاوة لم تعد جديدة، فالعام الماضى تكرر نفس السيناريو.. الأعضاء يقترحون 5٪، والحكومة تبدو كريمة فترفعها إلى 7٪، ثم يظهر الرئيس ليرفعها إلى 10٪، فيدعو له الجميع بالصحة وراحة البال، بل ويصفه البعض بوالد كل المصريين كما فعل مرشد الإخوان محمد بديع فى حواره ــ الغريب فى توقيته ــ مع منى الشاذلى.

الخلاصة: إن ظهور الرئيس وضع حدا لهواة التحليل والتركيب والتنظير، والتوقعات والتخمينات ــ على الأقل مؤقتا ــ لكنه فى الوقت نفسه لم يستطع أن يهدئ مخاوف كل الحريصين على مصلحة هذا البلد الذى صار منكوبا بالاستقرار الساكن الصامت والمزيف.
نحمد الله على سلامة الرئيس وعودته لممارسة مهامه لكننا نريد أن نحمد الله أكثر ونطمئن على سلامة الوطن.

الرئيس استرد عافيته من آثار العملية الجراحية، لكن جراح الوطن ماتزال تنزف، وغالبية المواطنين يصرخون، ويدعون الله ليل نهار أن يشفيهم من مرض الفقر والبؤس.

الفقراء والمساكين والموظفين فى الأرض سيشكرون الرئيس على علاوة الـ10٪، لكنهم يدركون أنها ستطير إن آجلا أو عاجلا وقد لا تكفى لتمويل شراء كيلو لحمة، لكن جميع المواطنين ينتظرون من الرئيس أن يمن عليهم بعلاوة أكبر من أى نسبة.

وبما أن الشعب لا حول له ولا قوة، وبما أن الأحزاب معلبة وعاجزة أو تكاد، وبما أن القوى الحية كلها لم تعد موجودة، فلا نملك إلا التمنى على الرئيس مبارك أن يقدم عربون محبة ونذرا للشفاء الذى منَّ الله به عليه، ويخرج على مواطنيه ليقول لهم إنه قرر تعديل الدستور من أجل 3 أشياء محددة وهى حق الجميع فى الترشح للرئاسة بلا قيود، وأن تقتصر مدة أى رئيس على فترتين وأن يكون هناك إشراف حقيقى وكامل للقضاء على كل أنواع الانتخابات من المحلية حتى الرئاسية مرورا بالبرلمنية.

هذه هى العلاوة الحقيقية التى ينتظرها الشعب.. لو قدمها الرئيس، سيكون مسك الختام الذى سيدخل به التاريخ.. ولو لم يفعل فللّه الأمر من قبل ومن بعد.


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved