الممشى الإعلامى.. من الشكل إلى المضمون

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 17 مايو 2015 - 8:45 ص بتوقيت القاهرة

ندوات منتدى الإعلام العربى فى دبى، لم تقتصر هذا العام على النوعية التقليدية، بل استحدثت نمطا جديدا من الجلسات السريعة سمتها «جلسات العشرين دقيقة»، وأظن أنها قدمت شكلا ومضمونا مختلفين مرشحين للتزايد مستقبلا.

لم يكن وقت الجلسات القصير هو اللافت، لكن المكان أيضا.

إدارة المنتدى برئاسة منى غانم المرى ومنى بوسمرة والفريق المعاون استحدثت فكرة «الممشى الإعلامى» وهو مكان فسيح، يحتوى على أركان كثيرة للندوات، واللقاءات غير الرسمية بل وأماكن للراحة.

تصميم المكان كان شبابيا بامتياز، كانت هناك شعارات فيسبوك وتويتر ويوتيوب وحوامل للصحف و«توك توك» فى منتصف القاعة عليه شعار المنتدى. الجلسات لم تكن رسمية، فالمتحدث لا يخطب أو يسترسل، بل يدخل فى نقاش مفتوح مع الحضور، غالبية الجلسات لم تكن تقليدية وكذلك الضيوف.

نجم الإعلام العالمى الجديد زاك كينج تحدث عن موضوع يشغل غالبية المتابعين للإعلام الحديث وهو«كيف تزيد جمهورك على وسائل التواصل الاجتماعى؟». وحدد كينج ــ الموصوف بملك يوتيوب حيث يتابعه 200 ألف مشاهد شهريا خصوصا على انستجرام ــ مجموعة من النصائح أهمها «الجمهور الصحى»، أى الذين يتابعون الموقع أو الصفحة لسنوات طويلة، و«الفيديو النظيف» الذى يمكن لكل الأسرة أن تراه، ثم تأتى النصيحة الرئيسية وهى «الخيال والابتكار والأفكار الجديدة».

أما الدكتور مات ويت أستاذ كلية الصحافة والاتصال الجماهيرى فى جامعة نبراسكا لينكولن فحملت جلسته عنوانا جذابا هو «صحافة الطائرات بدون طيار». ويت هو مؤسس مختبر يحمل نفس عنوان الندوة، وخلاصته أن الصحفيين عليهم أن يستخدموا هذه التقنية «الدرونز» التى بدات عسكرية لجمع المعلومات وتصوير الاحداث لتكون قصصهم الخبرية أكثر مصداقية وتشويقا.

عنوان آخر مهم للجميع هو «التوازن والموضوعية فى التغطية الصحفية»، تحدث فيه توماس كينث نائب مدير تحرير وكالة أنباء أسوشيتدبرس، ولو أن الإعلاميين العرب طبقوا ربع ملاحظاته لتغير حال إعلامنا إلى الأفضل!.

وتحت عنوان مثير هو «وسائل التباعد الاجتماعى» قالت الدكتورة فاطمة السالم أستاذ الإعلام بجامعة الكويت أن 87% من السيدات فى الكويت يدخلن مواقع التواصل الاجتماعى بأسماء وهمية لكسر القيود الاجتماعية، وأن 45% منهن لا يقرأن الصحف و11% يستخدمن الانترنت لمدة 6 ساعات يوميا، أما الأطرف فهو قولها إن دراسة لجامعة ميسورى الأمريكية أظهرت وجود مرض نفسى اسمه «اضطراب الايفون» يصيب الفرد كلما ابتعد عن الأجهزة الالكترونية!

كانت هناك جلسة أخرى عنوانها «الإبداع.. كيف يتحقق من خلال اللغة؟» للدكتورة سهير السكرى إخصائية اللغويات. كما قدمت مؤسسة جوجل ورشة عمل عن أهمية المعلومات فى العصر الرقمى. وتحت عنوان: التأثير فى وسائل التواصل الاجتماعى تحدث الدكتور مايكل وو كبير علماء معهد ليثيوم التكنولوجى.

«كيف تختار الصورة الخبرية؟» هو عنوان ندوة مهمة قدمتها وكالة الصحافة الفرنسية. أما د. أمينة الرستمانى فتحدثت عن «الابتكار الإعلامى.. طموح وتطلعات»، فى حين تحدث ميريديث ارتلى رئيس تحرير موقع سى إن إن عن «الابتكار ومستقبل الإعلام الرقمى».

كانت هناك أيضا جلسة عن «نظرة الإعلام العالمى للمنطقة، تغطية وتوقعات» أدارها فيصل عباس وتحدث فيها روجر كوهين الكاتب فى نيويورك تايمز، وميشال ليريدون مدير الأخبار بوكالة الصحافة الفرنسية.

ولم يغب الفن عن المنتدى حيث كانت هناك جلسة عامة عنوانها «ما هى رسالة الفنان اليوم؟»، تحدث فيها لطفى بوشناق ولطيفة وصبا مبارك وبلقيس واتفق الجميع على أن الفن ليس مجرد ترفيه فقط لكنه رسالة فى ظل ما يحيط بالأمة العربية.

كان هناك ايضا توقيع لبعض العناوين الجديدة فى عالم الكتب وأهمها الكتاب الصادر عن دار الشروق ليسرى فودة بعنوان «فى طريق الأذى.. من معاقل القاعدة إلى حواضن داعش»، وتوقيع حمور زيادة لروايته شوق الدرويش، وعبدالإله بلقزيز لكتابه «الدولة والدين فى الاجتماع العربى الإسلامى».

فكرة الممشى الإعلامى مبتكرة وتستحق التحية من حيث الشكل.. لكن مرة أخرى كيف نتمكن من تغيير المضمون؟.. سؤال يحتاج إلى كلام كثير..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved