الاقتصاد المصرى فى الإعلام العالمى

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 17 أغسطس 2019 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

تطالعنا وسائل الإعلام العالمية والمؤسسات المالية الدولية عن مؤشرات لأزمة مالية وركود حاد فى دول ذات اقتصاديات قوية كالولايات المتحدة والصين وغيرهما من الدول الكبيرة بينما نحن فى مصر تظهر بشائر تحسن الاقتصاد المصرى وليس أدل من ان الحكومة أعلنت من خلال الجهاز المركزى للإحصاء أن معدل البطالة انخفض 6 % خلال الأشهر القليلة الماضية وهو مؤشر جيد بأن سوق العمل بدأت تستوعب عمالة أكثر من ذى قبل وان الاستثمارات تزيد والمستثمرين مقبلين على الاستثمار فى مصر ولا تغفل أن بشائر الغاز المكتشف فى مصر له دور فعال فى تحسين الواردات المالية لمصر وذلك بفضل المشاريع العملاقة التى تتم من هنا وهناك على أرض مصر.
استطاعت الإجراءات الإصلاحية التى اتخذتها الحكومة المصرية خلال الشهور الأخيرة تغيير نظرة العديد من المؤسسات الدولية ووسائل الإعلام الغربية إلى الاقتصاد المصرى لنظرة تفاؤلية وعلى رأسها مجلة الإيكونوميست البريطانية، التى اختارت مصر ضمن أفضل 12 وجهة استثمارية. وقامت الحكومة المصرية بتحركات إصلاحية واسعة تستهدف إصلاحا فى كثير من المجالات الاقتصادية المهمة. هناك الكثير من التقارير الجديدة التى تحمل بشرى طيبة لمصر ويبرز ثمار جهود أكثر من أربعة أعوام من الإصلاحات منها مجلة جلوبال فاينانس قالت إنه من المرجح أن تحقق مصر الأداء الأفضل اقتصاديًا فى الشرق الأوسط هذا العام والعام المقبل، مع تقديرات بزيادة نمو الناتج المحلى. ان مزيجا من الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية وتطوير قطاعات النفط والغاز وتعافى قطاع السياحة، جميعها غذت النمو السريع فى مصر واستقرار الاقتصاد الكلى، وقيام البنك المركزى المصرى بتخفيف السياسة النقدية، والتى من شأنها أن تساعد فى الحفاظ على قوة الاقتصاد.
ان التحسن فى مؤشرات الاقتصاد المصرى يرتبط بمدى قدرة الحكومة المصرية على مواجهة التحديات وتنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى ومصر فيها طاقات كبيرة بشرية واقتصادية مازالت تحتاج إلى مزيد من الجهد أولها قطاع الصناعة الذى يحتاج تطويرا مستمرا وإيجاد الحل الجذرى للمصانع المتوقفة أو التى تحتاج إلى تجديد حتى لا يتكل الإنسان المصرى على شراء ما يحتاجه من السلع المستوردة بالعملة الصعبة كذلك إدخال «الاقتصاد الموازى» داخل المنظومة الاقتصادية فمازال هذا القطاع يحتاج إلى حلول جذرية وتغيير ذهنية المواطنين وتشجيعهم على الاستثمار داخل الأطر الرسمية والمضمونة لأن كل هذه المشاريع العملاقة التى تحتاجها مصر والتى تأخرنا كثيرا عليها تحتاج إلى تسديد ديونها وذلك لن يتأتى إلا بالعمل الجاد بل الشاق الذى يستلزمه بناء وطننا وهذا ما ينادى به دائما السيد الرئيس فى كل خطبه بأن الإصلاحات الاقتصادية التى قامت بها مصر مؤخرا قد قطعت شوطا كبيرا فى تحسين الاقتصاد الكلى وأن وتيرة التنمية العالمية تعنى أن على الشركات المصرية أن تعمل ضعف مجهودها الحالى للحفاظ على هذه الوتيرة وربما أكثر فالإصلاحات الجديدة تدعم القطاع الخاص ليصبح محرك النمو فى مصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved