هذا ما جرى فى برج العرب..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 17 سبتمبر 2017 - 10:20 م بتوقيت القاهرة

** «سجل هدفا وتقدم. ثم تراجع ودافع ونام.».!

** تلك آفة الكرة المصرية.. وهذا ما كرره الأهلى بعدما أحرز هدفا فى الوقت الرائع، وهو عكس الوقت الضائع، من ضربة جزاء لأزارو. ولكن الفريق عاد وقدم أداء هجوميا شرسا فى الشوط الثانى وخصوصا بعد أن تأخر بهدفين لهدف. فمارس لاعبوه الضغط العالى. وحاصر الترجى فى ملعبه. فلماذا لا يلعب لاعبنا التسعين دقيقة أو معظم المباراة بنفس هذا الأسلوب..؟ 

** السؤال إجابته معروفة: «لا يستطيع. لياقته لا تسعفه». لكن الفكرة من هذا الضغط المستمر أنه الكرة الجديدة. الكرة التى يلعبها العالم. الكرة التى يتابعها جمهورنا ويراها جميلة ومبهرة وممتعة. ولا شك أن الترجى من الفرق القوية فى إفريقيا، وكانت المباراة بالفعل صراعا بين فريقين كبيرين. وعلينا أن نكف عن تصور أن فرقنا تلعب وحدها، ويجب أن تكون وحدها فى الميدان. فهذا يكون فى الأحلام..! 

** شعرت فى لحظات من المباراة أن الأهلى يلعب بعشرة لاعبين.. والبعض من جماهيره وجدهم تسعة، والبعض الآخر رأى أن العدد ثمانية لاعبين. والطريف أن هناك من وجد الأهلى خاض المباراة بدون حارس مرمى، بعد أن خان التوفيق شريف إكرامى فى هدف الترجى الثانى، فى الدقيقة 49 بعد فشله فى الامساك بتسديدة جيلان الشعلالى من ضربة حرة. وأنه كاد يتسبب فى هدف ثالث للفريق التونسى.. لكن البعض وجد أن عبدالله السعيد هو الغائب. والبعض رآه أزارو.. والبعض الرابع اعتبر الأهلى ناقصا صالح جمعة مع أنه طالب بإشراكه.. والبعض الخامس أشار على معلول. وهكذا.. لكن ما شعرت به شخصيا أن عدم توفيق شريف إكرامى جعل الأهلى يبدو يلعب ناقصا.. ومع ذلك لو كنت مكان حسام البدرى لقلت فى المؤتمر الصحفى إن شريف أخطأ ولكنه كان وراء حماية مرمى الفريق فى مناسبات كبرى.. ولكنت أكدت على أن شريف إكرامى سوف يحرس مرمى الأهلى فى رادس، رفعا لمعنوياته فى وقت انهيارها لقسوة الهجوم.. 

** أهدر الأهلى العديد من الفرص السهلة فى بداية المباراة. وكانت تكفى لقتل أحلام الترجى مبكرا.. وعلى الرغم من أن أزارو شارك فى حفلة الفرص الضائعة، فإنه مهاجم شرس وسريع، ويصل إلى مرمى المنافس بأسرع وأقصر الطرق. ويشكل خطورة مستمرة على المرمى، وعلى الرغم من دور عبدالله السعيد الحيوى على مدار الموسم الماضى، فإن إيقاعه أبطأ من تلك المباريات السريعة.. أما معلول فهو أحد مفاتيح الهجوم الأساسية فى الأهلى بتمريراته العرضية.. 

** هدف الترجى الأول جاء من كرة ثابتة. وفى ظل وجود 7 لاعبين للأهلى فى منطقة الست ياردات. ولم تهتز شباك إكرامى بسبب سوء التغطية من جانب السبعة. وإنما لسرعة الكرة وسرعة تمريرها فى مساحة ضيقة ومسافة قصيرة للغاية. وتلك السرعة كانت السبب الأول فى إحراز الهدف.. وسوف تظل السرعة أهم مهارات كرة القدم الآن وأخطرها على الإطلاق. سرعة الجرى وسرعة التمرير وسرعة التصرف وسرعة القرار، وسرعة التغيير أيضا والأخيرة يتحملها المدرب.. 

** قد يكون تعادل الأهلى مع الترجى بطعم الخسارة.. وقد يكون التعادل بطعم الفوز.. ولكنه فى النهاية تعادل. هذا ما جرى فى برج العرب.. فلا شىء من ذلك فى كرة القدم إلا فى خيالنا، لا يوجد شىء اسمه تعادل بطعم الفوز، ولا يوجد تعادل بطعم الخسارة، ولا يوجد قطعا تعادل بطعم الكاتشوب.. هذا تجدونه فى أكياس البطاطس.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved