تجريد الحقيقة من ثيابها

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 18 نوفمبر 2011 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

صباح الخير، أهلا بكم، هذا عنوان جاد لمقال فيه الكثير من الهزل، فعندما يصل مستوى العقول إلى هذا الحد يكون الهزل هو المنجى من المرض والإحباط.. إليكم بعض ما قرأت من عناوين رياضية:

 

«عبدالحفيظ: لم نفاوض عمرو زكى ونتمنى استمراره فى الزمالك».. «اتحاد جدة يريد عمرو زكى» (هل يريده الأهلى أم اتحاد جدة.. الخبر كان فى صفحة واحدة؟).

 

●● أزمة مستحقات الزمالك فى طريقها للحل (الخبر قرأته قبل 10 شهور بنفس الصيغة، وهو يذكرنى بأعجوبة تطوير التعليم، وتطوير الثانوية العامة، وتطوير الصناعة، وتطوير طريق القاهرة ــ اسكندرية الصحراوى؟).

 

●● الحضرى: تعرضت لحملة شرسة أبعدتنى ووضعتنى على الدكة أمام البرازيل.. (أجب عن هذا السؤال: كم عدد الحملات الشرسة التى تعرض لها الحضرى بسبب تركه الأهلى، والانتقال إلى سيون، ثم إلى الإسماعيلى، ثم الزمالك، ثم المريخ ثم القاهرة؟).

 

●● قال خبراء: شيكابالا لاعب محلى (هؤلاء الخبراء كانوا يضعون شيكابالا قبل ساعات ضمن عباقرة الكرة المصرية، وبعضهم رأى أنه أفضل لاعب عربى أنجبه البساط الأخضر من الماء إلى الماء.. هل أجد شربة ماء أبتلع بها محلية شيكابالا؟).

 

●● «أحمد ناجى: «عرين القلعة الحمراء بخير».. (أقرأ كلامك أصدقك.. أشوف حراسك أستعجب؟).

 

●● أقطع نشرة الأخبار الرياضية بفاصل ثم نعود (ماتروحوش بعيد.. كما يقول معتز الدمرداش؟).. بعد لقاء البرازيل بساعات انتشر سؤال على «فيس بوك» أثار دهشتى السؤال كان يتعلق ببوب برادلى ومحمد أبوتريكة..

 

السؤال هو: هل ضحى برادلى بأبوتريكة بسبب فلسطين؟

هل لهذه الدرجة أصبحنا نؤمن بالمؤامرة؟ ماذا سيحدث لو خسر المنتخب تحت قيادة برادلى فى إحدى مباريات التصفيات ـ لا قدر الله ـ هل سنتهم مجلس الأمن؟

 

●●  تلك رسالة تلقيتها من مهندس الاتصالات مينا محفوظ.. وليست القضية هى فكرة المؤامرة، ولكن هذا العقل الغائب، الذى يعتبر غياب أبوتريكة عن المنتخب قرارا سياسيا هو تسطيح فريد؟

 

●● مرحبا بكم.. عدنا.. إليكم خبرنا الأخير: «جلسة عرب لاحتواء فتنة الجبلاية».. «الصلح خير بين زاهر وأعضاء الاتحاد».. (نسأل لهم جميعا الهدايا والمحبة، لكن كيف ستواجهون الناس بعد حفلة التقطيع والاتهامات التى نشرتوها وبثتوها.. لا بل كيف تواجهون بعضكم البعض وتقبلون بعضكم البعض، وتتصافحون وتجعلون الرفاق فى الشارع والطريق والمنزل والمكتب يشدون شعر رأسهم، ويرون الشيب وهو يظهر ويكبر.. ويتساءلون: «على من تضحكون.. هل نحن من الهنود الحمر؟».

 

●●  ياجماعة الاتحاد.. ألا تدركون أن هذا مشهد من آلاف المشاهد، وحكاية من ألف حكاية، وقصة من ألف ليلة جعلت الناس تفقد الثقة فيكم، وفى كل مسئول؟

 

●● انتهت النشرة الخالية من المهنة ومن الحقيقة، وهى مثل أى نشرة أخبار عربية لا يصدقها مواطن واحد.. فما هو الجديد.. لقد عشت زمن إخفاء الحقيقة، وعشت زمن الادعاء بالحقيقة، وعشت زمن تجريد الحقيقة من ثيابها.. إنه هذا الزمن؟   

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved