رؤساء بالوكالة

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 - 7:05 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة The economist مقالا حول ظاهرة وجود رؤساء بالوكالة فى أمريكا اللاتينية، حيث يرشح الرئيس المنتهية ولايته من يخلفه فى الرئاسة ويفرض سيطرته عليه... نعرض منه ما يلى:
فى الثامن من نوفمبر، تولى «لويس آرس» منصب رئيس بوليفيا بعد فوزه فى انتخابات الشهر الماضى. بعد يوم واحد، إيفو موراليس الذى اختار آرس كمرشح للرئاسة استقبله حشد كبير عندما عبر إلى بوليفيا من الأرجنتين، بعد عام من فراره من بوليفيا بعد احتجاجات على تزوير الانتخابات. يصر آرس، الذى كان وزيرا لمالية موراليس، على أن موراليس أصبح من رجاله. وقال إن موراليس، الذى حكم كرجل اشتراكى استبدادى لمدة 13 عاما، ليس له دور فى الحكومة. لكن بعض البوليفيين يعتقدون أن موراليس سيكون المتحكم بآرس.
ينتمى آرس إلى مجموعة صغيرة من الرؤساء بالوكالة الذين يكرسون مركزهم لخدمة زعيم أكثر قوة. فى كولومبيا، كان إيفان دوكى عضوا فى مجلس الشيوخ بلا خبرة حينما تم انتخابه لمنصب الرئيس فى عام 2018 بفضل دعم ألفارو أوريبى، الرئيس السابق الذى لم يعد انتخابه بسبب انتهاء فترة ولايته. فى الأرجنتين، أبرمت كريستينا فرنانديز دى كيرشنر، رئيسة فى الفترة 2007 ــ 2015، صفقة مع ألبرتو فرنانديز حيث ترشح وفاز فى عام 2019 بسبب ترشيحها ودعمها. قد تكون الإكوادور هى التالية. رافائيل كوريا، رئيس الإكوادور بين عامى 2007 و2017، يأمل فى العودة إلى السلطة عبر مرشح بالوكالة، أندريس أراوز، وهو اقتصادى شاب. يعيش السيد كوريا فى بلجيكا وقد أدين غيابيا بالفساد.
يرجع صعود ظاهرة الرئيس بالوكالة جزئيا إلى حدود الفترة الزمنية وجزئيا إلى الازدهار الذى حدث فى العقد الأول من القرن الحادى والعشرين، مما ساعد القادة على أن يصبحوا أكثر شعبية وقوة. تؤدى هذه المناورة أحيانا إلى نتائج عكسية. اعتقد رافائيل كوريا أنه سيتولى زمام الأمور باختيار لينين مورينو، نائبه، كمرشح لحزبه ــ حتى انقلب عليه. فى كولومبيا، دعم ألفارو أوريبى وزير دفاعه السابق، خوان مانويل سانتوس، ليتولى الرئاسة فى عام 2010. ولكن أصبح الرجلان عدوين لدودين. فى البرازيل، اختار لويس إيناسيو لولا دا سيلفا (2003 ــ 2010) ديلما روسيف للحفاظ على مقعد الرئاسة دافئا له. ولكن تفوقت روسيف عليه فى الترشح لولاية ثانية، وتم عزله لخرقه قواعد الميزانية.
فى بعض الأحيان تؤدى هذه المناورة إلى مشاكل أكبر. يخاطر الوكيل بأن يكون رئيسا ضعيفا، ويتخذ قرارات يفرضها عليه من يمارس السلطة فعليا والتى لا تقع عليه أى مسئولية. لنأخذ كولومبيا كمثال: السيد دوكى منذ توليه الرئاسة قبل 26 شهرا لم يختر حكومته بالكامل. يسعى ألفارو أوريبى إلى إلغاء قيام محكمة خاصة للتحقيق فى جرائم الحرب التى أقيمت بموجب اتفاقية السلام مع رجال حرب العصابات التى تفاوض بشأنها خوان مانويل سانتوس. فى غضون ذلك، يجب على السيد دوكى الدفاع عن تنفيذه لتلك الاتفاقية أمام الأمم المتحدة والهيئات الأخرى. تدهور الوضع الأمنى فى عهد السيد دوكى، ووزيرا دفاعه السابقون والحاليون مقربون من أوريبى وليس لديهم خبرة أمنية. شن أعضاء بارزون فى حزب أوريبى حملة لصالح دونالد ترامب فى فلوريدا. لذلك يجب على السيد دوكى الآن التعامل مع خصمه المنتصر، جو بايدن.
يكافح ألبيرتو فرنانديز فى سلطته أيضا. تواصل نائبته، كريستينا فرنانديز دى كيرشنر، وهى يسارية شعبوية، السيطرة على الشارع فى بوينس آيرس. فرض فرنانديز أطول فترة إغلاق فى العالم، مما أخر فيروس كورونا بدلا من كبحه. بدا ذلك كعلامة على الضعف السياسى. فشلت الحكومة فى إطلاق خطة اقتصادية موثوقة ربما بسبب صعوبة التوصل إلى اتفاق بين الزعيمين. إلى جانب ذلك، يدفع فرنانديز ثمنا سياسيا لوضع خطة إصلاح قضائى يبدو أنها صممت لإنقاذ نائبته من تهم الفساد.
هذا مثال على المشكلة التى يواجهها الرؤساء بالوكالة. مصالح كفلائهم لا تصب بالضرورة فى صالح دولتهم. يبدو أن أوريبى يثأر لشخصه من أعدائه ويبدو أنه يريد تثبيت وكيل آخر فى عام 2022 من خلال الاستمرار فى استقطاب السياسة الكولومبية. يريد كوريا الانتقام أيضا، ومثل فرنانديز يريد السيطرة على المحاكم.
أما بالنسبة للسيد آرس، فقد عين حكومة وزير الدفاع فيها فقط هو المقرب من موراليس. حزبهم، الحركة إلى الاشتراكية، يضم أشخاصا ينتقدون الرئيس السابق. سيكون على آرس عاجلا أم آجلا اتخاذ القرار: إما فرض سلطته أو فقدها.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى
https://econ.st/2KgRP3n

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved