وهذا حال الكرة المصرية!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 18 مارس 2021 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

** قبل الدخول فى الموضوع أبلغ حضراتكم بفشل اجتماع اتحاد كرة القدم مع الأندية لإنقاذ مسابقة الدورى من الاستمرار حتى شهر نوفمبر القادم، ومن أجل إراحة لاعبى الأندية من ضغط المباريات. وهذا الفشل ليس جديدا، لأسباب تتعلق بمفهوم المصلحة العامة الغائب، وبضعف الاتحادات التى أدارت كرة القدم المصرية منذ نصف قرن، ولعدم وجود تعريف حقيقى للكرة المصرية، هل هى المنتخبات أم الأندية والملاعب والمدربين والحكام والناشئين، وجميع المسابقات ودرجاتها، فالتعريف غائب، وفهمه أصلا غائب.
فاللعبة أشمل وأكبر من اختصارها فى المنتخبات. لكن الاتحاد المصرى لكرة القدم، وأعنى جميع الاتحادات التى تولت إدارة شئون اللعبة، ظلت أضعف من الأندية، وظلت تختار «الديمقراطية» كشعار للإقناع، فسقطت تلك الفكرة كلما اجتمعت الأندية مع الاتحاد على مائدة الحوار. لأن كل نادٍ، كما هى العادة، يرفع راية: «أنا فى مواجهة نحن»..!
** عقد الاتحاد اجتماعا مع ممثلى الأندية لإنقاذ الموسم القادم، وتخفيف ضغط المباريات على الأندية تفاديا لامتداد الموسم الحالى إلى ما بعد شهر سبتمبر القادم. واقترح الاتحاد ممثلا فى رئيسه الحالى المهندس أحمد مجاهد الموافقة على أداء المباريات بدون لاعبى المنتخب الأولمبى خلال فترة إعداده للمشاركة فى دورة الألعاب الأولمبية فى طوكيو، بالإضافة إلى إقامة دور الستة عشر ودور الثمانية من كأس مصر بدون اللاعبين الدوليين.. ورفضت الأندية هذا المقترح، فلايهم أن يمتد الموسم حتى ديسمبر، ولا يهم أن يخرب ويفسد الموسم القادم كله وتستمر دوامة الارتباطات المحلية والإفريقية والدولية، بلا نهاية. لمجرد أن بعض الأندية رفضت الاستغناء عن لاعبيها الدوليين.. والواقع أن الاتحاد الذى أدار الموسم فى بدايته، وسط جائحة كورونا، لم يدرك برؤية علمية وفنية أن الأمر معقد وأنه يجب أن يضع قواعد خاصة أمام الأندية ومنها اللعب بدون الدوليين. لكنه شأن كل اتحاد سابق توجه بنظر عناصره إلى أقدامه، ربما باعتبارها لعبة كرة قدم، بدلا من التخطيط والرؤية الواقعية، ومخاطر الأزمة.
** الذين يطالبون بالديمقراطية والحوار، تجدهم غير مرحبين، إذا مست القرارات تطلعاتهم وأحلامهم وأهدافهم. ومن أسف أن تتكرر الانتهازية الرياضية بمطالبة بعض أندية إلغاء هذا الموسم الجارى خلال الاجتماع كما أشارت مصادر، تماما كما حدث من قبل فى مرات وسنوات سابقة أن طالبت أندية بإلغاء الموسم لأنها ستهبط أو لأنها تريد أن توفر من عقود لاعبيها المالية الباهظة، دون أن تحاسب نفسها لماذا كانت تلك العقود المبالغ فيها؟ لكن حين طالبت الأندية بتحمل اتحاد الكرة تكلفة المسحات الطبية للاعبين كان الرد من جانب الاتحاد أن هناك اتفاقا مسبقا على تحمل الأندية لتكلفة تلك المسحات قبل بدء الموسم فسكت الجميع. وفى المقابل طالب الاتحاد الأندية بسداد مستحقاته المالية وهى بالملايين، وهنا ينفجر للمرة الألف بئر الحقوق الحائرة بين الجميع..!
** شوفوا.. ما أصيغه هنا ليس خيالا ولا موقفا شخصيا من أندية أو من اتحادات أو من أشخاص. ففى الحقيقة إدارة اللعبة منذ عقود طويلة فاشلة. حتى حين فزنا بكأس الأمم الإفريقية ثلاث مرات متتالية، فالقضية ليست المنتخب وحده وإنما الصناعة بكل أطرافها. وللعلم فقد فشل المنتخب فى التأهل للنهائيات الإفريقية ثلاث مرات متتالية فى واحدة من عجائب أو لطائف الدنيا السبع، فكيف لبطل نهائيات ثلاث مرات يفشل فى التصفيات ثلاث مرات؟!
** إجابة السؤال السابق تقول لكم: هذا حال الكرة المصرية؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved