حرق الكتب.. والنصر على الإرهاب

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: السبت 18 أبريل 2015 - 8:55 ص بتوقيت القاهرة

  • اصطف المديرون والنظار والمدرسون والطلاب فى مشهد مهيب فى فناء مدرسة "فضل الحديثة" بالجيزة فى انتظار قائد المعركة الحاسمة مع جحافل الإرهابيين.. حتى ظهرت "وكيلة الوزارة بالجيزة".

 

استغرب الحاضرون أن تقود معركة الإرهاب سيدة.. قرأت التعجب فى عيونهم ذكرتهم سريعا أنها ربيبة الأمجاد الغابرة فى الحروب ضد الإرهاب والفساد مع لجنة السياسات فى الحزب الوطنى حيث كانت عضوة بها.

ذكرتهم أن معركة اليوم الفاصلة ستنقل التعليم المصرى للأمام ليكون أفضل من نظيره فى بريطانيا وألمانيا وأمريكا.

ذكرتهم أنها وضعت يدها على السبب الحقيقى فى تدهور التعليم.. وأنها قبضت على المجرمين الذين أفسدوا التعليم المصرى وجعلوا خريجى المدارس الثانوية يكتبون "لكن" هكذا "لاكن".

طمأنت الحاضرين على مستقبل التعليم.. صدحت الأغانى الوطنية وأحضروا فى بداية المعركة علم مصر.. فالمعركة وطنية والنصر مضمون وجنود المرأة الحديدية قبضوا على المجرمين متلبسين فى المدرسة.

أشعلت نارا كبيرة ذكرت الحاضرين بالنار التى ألقى فيها سيدنا إبراهيم.. فقد انتوت القائدة الهمامة أن تحرق هؤلاء المخربين دون رحمة أو شفقة.

"المجرم الأول".. هكذا هتف الفراش بصوت مرتفع.. تقدم المتهم مصفدا فى الأغلال مطأطأ الرأس.. أصابت الجميع الدهشة.. فالإرهابى الأول هو كتاب "منهج الإصلاح الإسلامى" للعلامة الصوفى الزاهد شيخ الأزهر الأسبق د/ عبدالحليم محمود.

هتف الكتاب: "أنا برىء يا باشوات.. والله لم أدع إلى عنف أو إرهاب.. أنا أدعو إلى الخير والبر.. فالذى خطنى بقلمه كان رمزا للبر والعطاء ووقف خلف الجنود قبل وأثناء وبعد نصر أكتوبر".

لكن الوكيلة الحديدية غمزت بعينها للجنود غير مكترثة بتوسلات الكتاب ومؤلفه.. فألقوه فى الجحيم.

بكت الكلمات وتوسلت الأحرف.. توسل إليهم اسم المؤلف د/ عبدالحليم دون جدوى.. فالجنرال "بثينة" لا تقبل المصالحة وأنصاف الحلول.

جاء المتهم الثانى.. فإذا به كتاب العلامة السنهورى عبقرى الفقه المدنى والإسلامى وصاحب أكبر موسوعة فى الفقه المدنى.. والمشارك فى كتابة دساتير أكثر من 9 دول.

جاء المتهم خائفا مرعوبا فقد رأى مصير من سبقه.. شك المتهم هل وقع فى قبضة الدواعش وهل وصلوا للجيزة والعاصمة؟.. ولكن المناظر مختلفة.

بادرهم بقوله: "أنا برىء والله.. أنا أتكلم عن عبقرية الإسلام القانونية.. لا أعرف أى إرهاب أو عنف ولا مؤلفى الذى مات قبل أن تظهر داعش والقاعدة وأخواتهما.. برىء والله العظيم.. مظلوم يا سيدتى".

قالت له: "اخرس يا كلب.. يا إرهابى" غمزت بعينها فألقوه فى النار.

جاء المتهم الثالث فرحا مسرورا مطمئنا فهو كتاب "الإسلام وأصول الحكم" للشيخ على عبدالرازق والذى رفضه الأزهر واختلف مع مؤلفه الأزهرى.. اطمأن الكتاب لأنه خصم لكل الحركات الإسلامية بل والمتدينين.

"يا سيدتى أنا لا أحتاج إلى محامٍ أنا معك.. فالإسلام دين روحانى لا سياسة فيه ولا دولة ولا جهاد ولا أى شىء".

سخرت منه: "أنت تستخدم التقية وتخفى الإرهاب بين سطورك".

غمزت بعينها فهتف: "مظلوم يا عالم، مظلوم، فأنا ضد فكرة الخلافة" شيعته جوقة الوكيلة باللعنات: "نحن لا نريد ذكر كلمة الخلافة لا إثباتا ولا إنكارا هيا إلى الجحيم ".

جاءوا بكتب للشيوخ/ حسان ويعقوب وأبو بكر الجزائرى وكتب عن الأفغانى وعبدالعال الحمامصى وغيرهم.. وجميعهم حكم عليهم بحكم واحد "الإعدام حرقا ".

خطبت الوكيلة خطبة النصر وتجديد التعليم المصرى: "الآن لن نسمح بغسل الأدمغة من هؤلاء الإرهابيين وهذه الكتب كلها إخوانية".

حاولت بعض الكتب أن تكذبها وهى تحترق: "لقد كنا قبل نشأة الإخوان.. وخاصة الأفغانى وعلى عبدالرازق".. ولكن النار أجابتهم سريعا.

أكملت خطبتها "ولولا أننا حرقنا هؤلاء الإرهابيين لاحترق الوطن جميعا".

كبر الحضور: "الله أكبر ولله الحمد".

غضبت الوكيلة: "هذا هتاف الإخوان.. اجعلوه "الله أكبر فقط".

رقص القوم طربا بالنصر مع الأنغام الوطنية "وطنى حبيبى الوطن الأكبر يوم ورا يوم حرائقه بتكثر".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved