صورة أستاذ الجامعة

سامح فوزي
سامح فوزي

آخر تحديث: الثلاثاء 18 أبريل 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

إذا أردنا أن نهتم بالشكل الاجتماعى لأستاذ الجامعة، فإن هناك الكثير الذى يمكن أن يقال أكثر من مجرد حصر الموضوع فى أستاذة جامعية قررت تنشر فيديو لها وهى ترقص، أو تنشر صورة لها مرتدية ملابس البحر على صفحة «الفيس بوك» الخاصة بها. هل الشكل الاجتماعى للأستاذ الجامعى متحقق، ومصان، ومشرق، وجاءت تصرفات قامت بها هذه الأستاذة لتعكير الصورة؟ هناك من يريدون أن يقنعونا بذلك، فى حين أن هناك تصرفات أخرى كثيرة تسىء بغض الطرف عنها، أو لا نعتبرها مسيئة فى حين أنها فى صميم النزاهة والاخلاق العامة.

بصراحة يتعرض الشكل الاجتماعى للأستاذ الجامعى للاهتزاز لأسباب متعددة، ربما أقلها ما قامت به هذه الأستاذة الجامعية التى تلاحقها الاتهامات، وتخصص برامج تليفزيونية لمناقشة تصرفاتها، وتتعرض لتحقيق رسمى حسبما نشرت بعض وسائل الإعلام.

أستاذ جامعى يعطى دروسا خصوصية، وآخر يستغل المعيدين والمدرسين المساعدين والطلاب الذين يدرسون لمرحلتى الماجستير والدكتوراه فى أعمال خاصة به، وثالث يمارس التحرش أو فى أحسن الأحوال الاستظراف مع الطالبات، ورابع يتكسب من بيع كتب جامعية، ووصل الحد إلى حدوث خناقات بين اساتذة الجامعات فى هذا الخصوص، وخامس معروف عنه أنه الأستاذ المفضل بالنسبة للطلاب الخليجيين نظرا لأنه يتساهل فى الأشراف على الرسائل الجامعية، وربما ما هو أبعد من ذلك من خلال البحث عمن يساعدونهم فى جمع البيانات، وكتابة الرسائل بدلا منهم. كل ذلك ناهيك عن الاستاذ الجامعى الذى لم يعد يعطى للعلم وزنا قدر اهتمامه بالعلاقات العامة، والبيزنس الخاص، والمهام الاستشارية، ونسى أنه أستاذ جامعى دوره الأساسى هو تعليم الطلاب، ونشر العلم والمعرفة فى المجتمع.

لا أريد الخوض فى تفاصيل شائكة يعرفها المجتمع الأكاديمى، ويتحدثون عنها فى جلساتهم الخاصة. بالطبع هناك أساتذة جامعات شرفاء، يحترمون العلم، ويتحملون ظروف الحياة القاسية فى سبيل خدمة رسالتهم العلمية، لا أتحدث عن هؤلاء، وهم كثر بالمناسبة، ولكنى اتحدث عن ممارسات تصدر عن بعض اساتذة الجامعات لم تعد تستفز، أو تستنفر أحدا مثلما حدث نفير عام تجاه رقص أستاذة جامعية، أو ارتدائها «المايوه»، والذى أظن أنه لم يكن موفقا من جانبها، ولم تكن هناك ضرورة بأن تعرض صورا من حياتها الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعى.

إذا كنا أمناء مع أنفسنا، وأردنا أن نعيد لصورة الأستاذ الجامعى بريقها ينبغى أن نواجه كل الممارسات التى أسهمت فى اهتزاز هذه الصورة، ولا نكون مثل الذين يدفنون رأسهم فى الرمل، ولا نقف فقط أمام ما فعلته هذه الاستاذة الجامعية، والتى هى فى النهاية تعبير عن سلوكها الشخصى، أيا كان تقييمنا له، وإذا كان هناك ايذاء ترتب عليه فهو يقع على عاتقها، أما من يتسبب فى إيذاء الآخرين بمناسبة عمل يقوم به فإنه يفعل خطأ فى حق الغير، يدفعون ثمنه ماديا ومعنويا وإنسانيا.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved