عكاظ ــ السعودية جلسة تصوير

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الثلاثاء 18 مايو 2021 - 8:00 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة عكاظ السعودية مقالا للكاتبة أريج الجهنى، تدعو فيه إلى أهمية عقد جلسات تصوير شخصية لتساعد الشخص على المقارنة بين مراحل حياته المختلفة... جاء فيه ما يلى:
«كانت الصورة جميلة وكان فى الصورة طفل، تذكرين اش كثر كانت أبسط الأشياء تثير الانتباه»، هكذا قال الشاعر فهد عافت فى قصيدته (الصورة). ويزيد العبقرى عبدالرحمن بن مساعد الصورة حضورا اجتماعيا فاعلا فى رائعته (البرواز) حينما قال: «وصورتك رغم الألم ورغم أنها خذت من اطباعك كثير.. وخانت البرواز اشوفها فى خاطرى.. حبيبتى ما بيدى حيلة.. لا صرتى الصورة وعيونى البرواز وشلون ابنسى». نعم هى الصور وهى الممارسة الاجتماعية التى كانت وأمست جزءا من حياة المجتمع السعودى، وتقرأها فى أشعاره ومروياتها وتعيش تفاصيلها مع من حولك.
وفى الأعياد نشاهد الصور المفلترة وغير المفلترة والعفوية والمتعمدة، وهناك من يجعل ذاكرة عقله فقط تلتقط من الصور ما يشاء، فالصورة التى تُخلق فى الأذهان هى الأسبق والأبقى، لهذا فشل العذال والوشاة عبر العصور فى إفساد صور المحبين/ات؛ لأن ما رسمه المحب فى مخيلته ثابتا وما يتناقله الناس لا تعترف به ذاكرته.
إن صناعة اللحظة هى الوقود لصناعة التصوير، وتفسير المعنى هو ما يجعل للصورة قيمة، وبعد أن كانت أجساد النساء وقصصهم وترصدهم مصدر ثروة للمصورين والباباراتزى فى العالم، تحولت المفاهيم وقاد الحراك الحقوقى الواعى لتغيير أنماط الصور وازدادت المنافسة المفيدة فى صناعة القصص والصور، بلا شك أننا نكاد نكون فى منأى عن هذا الجانب المظلم فى تاريخ البشرية، لكن مع تطور وانتشار الصور جميل أن نتأمل فى ما هو حاصل وما هو قادم.
اليوم أصبح كل فرد «مُنتج فنى» فأنت تمتلك الكاميرا، الفكرة، المنفذ، والمنصة. قد يبدو هذا الأمر سهلا، لكن التصوير عالم مرهق وشاق، وليس بالعشوائية التى قد يظنها البعض، والوعى الفردى يلعب دورا كبيرا فى نجاح هذه الصناعة. فمثلا لو سألت نفسكَ/كِ: كم جلسة تصوير قمت بها فى حياتك؟ أين تحتفظ بالصور الخاصة بك؟ وهل تعتقد أن هناك ما يمنعك من التقاط الصور كوجود أنماط جسدية معينة تؤثر على ثقتك فى نفسك؟ أو تعتقد أن لديك عيوبا لا تحب أن تظهرها أمام الكاميرا؟، بل هل تحرص أن تتصور مع أفراد أسرتك وأصدقائك؟
اختاري/اختر لنفسك توقيتا سنويا لجلسات تصوير، تجدد عهدك بنفسك وتخبرك أين كنت وكيف أصبحت، وسترى مدى صدق عبارة «كل ما تكبر تحلا»، فاليوم الكثير مع تطور نمط الحياة الصحى، وتزايد ممارسة الرياضة يزدادون صحة وجاذبية مع التقدم بالعمر، قد لا تدرك هذا إلا إذا نظرت لصورك القديمة ستجد أنك بالفعل الآن أجمل.
بكل حال لا تدع أى أفكار غير صحيحة تؤثر على رغبتك فى التصوير والتواصل مع محيطك، ثق تماما أن من يحبونك يرونك بعين الكمال، وتأكد أن حضور صورتك الإنسانية من نبل وكرم وبشاشة أكثر ثباتا فى أذهان الناس وأجمل فى قلوبهم، فالعين قد تخدعك أحيانا، لكن حكم القلب هو الأصدق والأدق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved