رئيس الحكومة يلعب بالنار على حساب مصالح إسرائيل

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: السبت 18 يونيو 2016 - 10:15 ص بتوقيت القاهرة

كى نفهم الأزمة الجديدة ــ القديمة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الاتفاق الجديد حول المساعدة العسكرية، يتعين علينا الدخول إلى رأس رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. وهذه مهمة صعبة إن لم تكن مستحيلة.

من غير الواضح ماذا يريد نتنياهو تحقيقه من خلال رفضه المضى قدما بالمفاوضات مع الإدارة الأمريكية. وسلوكه فى هذه القضية وضعه على مسار تصادمى ليس فقط مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما فحسب، بل وأيضا مع كل القيادة الأمنية فى إسرائيل التى انضم إليها فى الفترة الأخيرة وزير الدفاع أفيجدور ليبرمان. لا تقول هذه القيادة ذلك بوضوح، وبالتأكيد ليس علنا، لكنها فى الغرف المغلقة تعبر عن استغرابها من تصرفه.

ينتهى مفعول اتفاق المساعدة بين الدولتين فى نهاية هذه السنة. ووفقا لهذا الاتفاق حصلت إسرائيل فى العقد الأخير على نحو 31 مليار دولار. وزيادة على ذلك حصلت فى السنوات الماضية على مساعدة إضافية تقدر بنحو 3 مليارات دولار، لاستثمارها فى برامج البحث والتطوير لمنظومات الدفاع ضد الصواريخ: القبة الحديدية، والعصا السحرية، وصاروخ حيتس. باختصار، كانت إدارة أوباما أكثر سخاء من كل الإدارات الأمريكية فى مساعدتها لأمن إسرائيل وفى الدفاع عنها.

قبيل انتهاء سريان مفعول الاتفاق العسكرى وعلى خلفية الاتفاق النووى مع إيران، اقترحت الولايات المتحدة على إسرائيل البدء بمفاوضات على اتفاق جديد ومحسَّن. لكن نتنياهو الذى كان فى ذروة معارضته للاتفاق النووى وصديقا للحزب الجمهورى، رفض ذلك. وحدث هذا التصرف برغم امتعاض مستشاريه الأمنيين وبينهم وزير الدفاع السابق موشيه يعلون وقيادة الجيش، وحتى رئيس مجلس الأمن القومى آنذاك يوسى كوهين، رئيس الموساد حاليا. وهكذا ضاعت أشهر ثمينة.

بعدها تعقل رئيس الحكومة وصار مستعدا للبحث فى رزمة مساعدة عسكرية جديدة، لكنه طالب بمبالغ كبيرة بصورة مبالغ فيها. رفضت إدارة أوباما الطلب، لكنها كانت مستعدة لزيادة المساعدة من 3.1 إلى 3.5 مليار دولار سنويا (لمدة عشر سنوات). لكن نتنياهو اعتبر أنه قد أُهين ورفض الاقتراح.

لاحقا وبعد أن تعقل مجددا، طلب إدخال الزيادة المخصصة لمواصلة تطوير منظومة إسرائيل للدفاع الجوى فى الاتفاق. وهذه المرة جاء دور الإدارة كى تشعر بالإهانة، وتنتقم من خلال رفض إدخال الزيادة فى الاتفاق.

وبدأ نتنياهو ويده اليمنى سفير إسرائيل فى واشنطن رون درومر بالتحرك، فقاما بتجنيد إيباك، اللوبى المؤيد لإسرائيل فى واشنطن، الذى نجح فى إقناع أعضاء من الكونجرس بفكرة المبادرة إلى خطوة تقضى بتثبيت الزيادة المتعلقة بالخطط الدفاعية ضد الصواريخ (بقانون صادر عن الكونجرس). لكن الإدارة وقفت ضد ذلك، وردّت بأنها تعارض إدخال زيادة على ميزانية الاتفاق الأساسى للمساعدة.

إن رئيس الحكومة يلعب بالنار على حساب مصالح دولة إسرائيل. إدارة أوباما السخية مستعدة لزيادة المساعدة على الرغم من استيائها الكبير من نتنياهو ومن صراعه ضد الاتفاق النووى مع إيران. ونتنياهو الذى يمثل دولة هى أشبه بشحاذ، لا يجوز أن يرفض المساعدة والتصرف كأنه يملك الملايين.

فى هذه الأثناء الوقت يمر وهو لا يعمل لصالح إسرائيل، فالإدارة المقبلة لن تكون أكثر سخاء. وإذا انتُخب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، فمن المحتمل أن يقلص المساعدة الخارجية. أما إذا انتُخبت هيلارى كلينتون، فهى ستمنح إسرائيل ما اقترحه أوباما. وإسرائيل لن تحصل على أكثر من ذلك.

يوسى ميلمان
محلل سياسى
معاريف
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved