اللاعبون الأجانب فى المسابقات المحلية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 18 سبتمبر 2022 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

** هذا موضوع أطرحه على اتحاد كرة القدم ورابطة الأندية، وعلى إدارات الأندية، وعلى مختلف عناصر اللعبة، وكذلك المدير الفنى لاتحاد الكرة والمدير الفنى للمنتخب الأول والأوليمبى.. الموضوع أطرحه للمناقشة، والتفكير للمستقبل، وليس لاتخاذ قرار بشأنه.
** الموضوع هو اللاعبون المحترفون وعلاقتهم بقوة الدورى المصرى وهل حقا يمثل وجودهم وتمثل أعدادهم تأثيرا سلبيا على المنتخبات الوطنية علما بأن عدد اللاعبين الأجانب فى الدورى المصرى الموسم الماضى اقترب من 80 لاعبا..؟!
** هناك مقولة متوارثة تقول إن اللاعبين الأجانب يضعفون مستوى المنتخبات الوطنية، مع أن العالم أجمع يستعين بهم فى الدوريات المحلية، خاصة أنهم من أسباب قوة الصناعة محليا، لكن على المستوى العربى أشير فقط إلى أن السعودية وتونس شاركت كلتاهما 6 مرات فى نهائيات كأس العالم. السعودية فى أعوام 1994، و1998 و2002، و2006 و2018 و2022 (دور 16 1994 عام)
وتونس فى أعوام 1978، 1998، 2002، 2006، و2018 و2022 (دور 16 عام 1978)..
** ولكن السعودية حالة تستحق أن تدرس وأضع ألف خط تحت فارق الإمكانات المادية التى سمحت باستيراد وإغراء عشرات النجوم الأجانب.
** فى هذا السياق يمكن قراءة تجربة الدورى السعودى، حيث يعد المشهد الكامل لمبارياته، من أفضل مشاهد منافسات كرة القدم على المستوى العربى والقارى والإقليمى، فالحضور الجماهيرى كبير ومباريات الديربى منظمة جيدا، وهناك قواعد صارمة تحكم المنافسة، كما أن دائرة الأندية التى تدخل سباق اللقب متسعة، وذلك منذ عقود بعيدة.. وربما يتفوق الدورى المصرى فى تاريخه وريادته، وفى شعبية أنديته الواسعة على المستوى المحلى وعلى جماهيرية الأهلى والزمالك على امتداد خريطة العالم العربى.
** بدأت نهضة الكرة السعودية عندما استعانت بالإنجليزى جيمى هيل فى مطلع السبعينيات لتطوير اللعبة، وفتح الاتحاد السعودى الباب أمام اللاعبين الأجانب، وكانت ملاعب الكرة السعودية هدفا لأكبر نجوم اللعبة فى العالم سواء مدربين أو لاعبين. وأذكر أنه فى عام 1979 انتقل أحد أساطير الكرة البرازيلية، وهو ريفيلينو إلى صفوف الهلال السعودى، ونجح خلال عامين فى تسجيل 23 هدفا خلال 57 مباراة، وأثرى وجود ريفيلينو وزملائه الأجانب ملاعب الكرة السعودية.
** الاتحاد السعودى يدير اللعبة بتوازن رائع للغاية، فالدورى والمسابقات المحلية يجب أن تتسم بالقوة، والمنتخبات الوطنية يجب أن تحقق نجاحات على المستويين العربى والقارى وكذلك على المستوى الدولى. وهكذا حدد الاتحاد السعودى لكرة القدم عدد اللاعبين المحترفين الأجانب فى الدورى الممتاز بسبعة لاعبين، وفى معظم الأندية الآن العديد من الأجانب أصحاب جنسيات مختلفة، ومنهم الكثير من لاعبى دول أمريكا الجنوبية، البرازيل، وتشيلى، وأوروجواى، وبيرو، والأرجنتين. بجانب اللاعبين العرب والأفارقة والأوروبيين وبعض لاعبى آسيا. فأصبح دوريا غنيا بالمهارات المختلفة.
** الذين يتابعون الدورى السعودى يرون منافسات ومباريات قوية لاسيما من جانب فرق الهلال والأهلى والشباب والاتحاد والنصر، ويأتى فى المقدمة الهلال المدعم بسبعة لاعبين أجانب مميزين، وهو نادٍ عريق قدم العديد من النجوم الوطنيين للمنتخبات ومنهم صالح النعيمة ويوسف الثنيان، وسامى الجابر ونواف التمياط محمد الدعيع وياسر القحطانى، وكلهم كانوا من نجوم جيلهم فى المنتخب الوطنى بطل آسيا فى أعوام 1984 و1988 و1996. فى وجود العديد من اللاعبين الأجانب..
** هل هى قاعدة حقيقية وسليمة بشأن تأثير اللاعبين الأجانب على المنتخبات الوطنية؟ وهل دوريات أمريكا الجنوبية يمكن أن تفرز لاعبين مميزين للعب فى المسابقات المحلية العربية؟!
** الأمر يستحق التفكير بعيدا عن أقوال وأفكار موروثة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved